منذ عام 2016 كان العمل يجرى على قدم وساق فى مصر لإطلاق منصة زراعية إلكترونية تقوم بربط كل أطراف المنظومة الزراعية بعضها ببعض من جانب، مع تنظيم وتيسير المعاملات التجارية بين أطرافها من جانب آخر، من خلال توفير كافة الخدمات تكنولوجياً لتشمل العرض والتسويق والتجارة.
كان الهدف منذ بدء التفكير فى تلك المنظومة هو دعم حركة الإنتاج وتطويره ودعم المزارع ليحصل على أسعار عادلة لما ينتجه من سلع زراعية وتقليل عدد الوسطاء بين عملية الإنتاج وحتى البيع للمستهلك النهائى. فى وقت تشير فيه الأرقام إلى احتلال الزراعة نسبة 14% من الناتج المحلى الإجمالى، و20% من صادرات مصر، وتوظيفها لنحو 30% من القوة العاملة المصرية. من هنا جاءت أهمية تلك الخطوة التى تواكب الإعداد لها مع العمل فى إنشاء وافتتاح عشرات الآلاف من الأفدنة القائمة على زراعة الصوب لتحسين جودة المنتج وتقليل كميات المياه المستخدمة وإنتاج محاصيل بما يناسب مواصفات السوق العالمية.
فعن طريق المنصة الزراعية سيتمكن جميع المستفيدين والمتعاملين فى مجال الزراعة من الحصول على العديد من الخدمات، مثل تسجيل المزارعين والأسر المنتجة. تسجيل الجهات التمويلية. تسجيل الشركات مقدمة خدمات الإنتاج من أسمدة أو معدات زراعية. طلب قروض متناهية ومتوسطة، والارتباط بقنوات التوزيع والتسويق. وهو ما يعنى تحقيق العديد من الأهداف التى تسير عليها الدولة اليوم، ومنها الشمول المالى وعمل قاعدة البيانات لكل المتعاملين فى الإنتاج الزراعى بمختلف مجالاته وتطوير المجتمع الزراعى والتعرف على احتياجاته من بنوك وأسواق ومعدات ووسائل إنتاج. وهو ما يعنى قدرة مصر على وضع رؤية زراعية ومائية مستقبلية مؤسسة على المعلومات لا على المتوسطات.
ارتبط هذا المشروع فى ذهنى بإعلان مستشفى وادى النيل بالقاهرة والتابع للمؤسسة العسكرية عن بدء الدراسة هذا العام فى المعهد العالى للتمريض للحاصلات على الثانوية العامة، وذلك لدراسة التمريض على أعلى مستوى عالمى بالإنجليزية والتدريب فى مستشفى من أفضل المستشفيات فى مصر، مع فرصة الابتعاث للخارج لإكمال الدراسات العليا للمتفوقات. وهو ما يعنى بالنسبة لى تفكير الدولة الجاد فى صناعة قاطرة حقيقية لتستعيد مصر سمعتها فى مجال التمريض بالكفاءات القادرة على تغيير الصورة. فإذا كان هذا العام سيشهد تخريج أول دفعة من كلية الطب العسكرى من طلاب تعلموا وتفوقوا فى مسابقات عالمية ومحلية، فها هى الخطوة الثانية بافتتاح هذا المعهد لضمان جودة الخدمة الطبية.
ليس هذا وحسب ولكن تتوقف أمام عدد من المدارس الفنية التى تم الإعلان عن افتتاحها مؤخراً وبدء الدراسة فيها هذا العام بما يخدم فكرة الكفاءات الحقيقية المؤهلة للعمل فيما تحتاجه مصر فى المرحلة المقبلة. ومن بينها مدرسة تعليم صناعة الحلى والمجوهرات لاستعادة مكانة أسطوات التصنيع المصرى من آلاف السنين. ومدرسة الهيئة العربية للتصنيع الثانوية الفنية للتعليم والتدريب المزدوج للحاصلين على الشهادة الإعدادية 2019 لتعلم مهن الميكانيكا وإلكترونيات صناعية وفنى طاقة متجددة على مدار ثلاث سنوات. وأول معهد فنى تكنولوجى بالسكة الحديد ليبدأ الدراسة به هذا العام 100 طالب تم اختيارهم من بين 1500 طالب تقدموا له. لتخريج كوادر متخصصة على أعلى مستوى من التدريب العلمى والنظرى المتخصص فى علوم السكك الحديدية لمواكبة التطور الجارى تحديثه فى السكك الحديدية المصرية وبأحدث أساليب التكنولوجيا.
ما أعنيه من كل ما سبق هو إدراكنا لمعنى صناعة نخبة قادرة على صياغة مستقبلنا بما يتناسب وما يتجه له العالم من ثورة تكنولوجية. نخبة مؤهلة أخذت بأسباب العلم والتكنولوجيا. فى مؤسسات تبنى قواعدها.