مدير "القومى" لتطوير المناهج: شراكة بين "التعليم" ودور النشر فى طباعة الكتب لأول مرة
نوال شلبى، مدير المركز القومى لتطوير المناهج
قالت الدكتورة نوال شلبى، مدير المركز القومى لتطوير المناهج، إنه لأول مرة تتم شراكة حقيقية بين وزارة التربية والتعليم ودور النشر لطباعة الكتب المدرسية ومتابعتها، مشيرة إلى أن كتاب الباقة لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائى هو محور حركة الإصلاح، لأنه أكثر الكتب اهتماماً بالمهارات والقيم، وأضافت فى حوار لـ«الوطن»، أنه تم تصميم المناهج لتناسب 120 يوم عمل دراسى، بعد استبعاد الإجازات، وسوف يتبقى 3 أسابيع للمراجعة، وهذا يعنى أن المنهج تم تفصيله بالمسطرة، مشيرة إلى تحديد خمسة مجالات لبناء المناهج، وهى العولمة، والمواطنة، والصحة والسكان، وعدم التمييز، والبيئة، وأكدت عدم وجود تعديلات فى المناهج الجديدة للطلاب من الصف الخامس الابتدائى وحتى الثالث الثانوى، ولكن تم تخفيفها فقط، وتم وضع كتاب جديد للغة الإنجليزية لطلاب الصف الأول الثانوى.. وإلى نص الحوار:
د. نوال شلبى لـ"الوطن ": تصميم المناهج لتناسب 120 يوم عمل دراسى و3 أسابيع للمراجعة.. يعنى "متفصَّلة بالمسطرة"
ما رؤية المركز فى تطوير المناهج التعليمية؟
- منهج الصف الثانى الابتدائى للعام الجديد غير منفصل عن التطوير الذى بدأ فى 2017، لإصلاح مناهج التعليم فى مصر، من خلال فلسفة تبنتها مصر بأكملها وهى إعادة بناء الشخصية المصرية، لذا قمنا بعمل دراسة موسعة بالاشتراك مع مركز البحوث التربوية شعبة بحوث تطوير المناهج الذى أترأسه، واستعنا فى الدراسة بتجربة 12 دولة من أهم الدول التى حصلت على تصنيف متقدم فى التعليم ولديها منتج تعليمى جيد، وأخذنا بعض الاستدلالات منها ساعدتنا فى تحقيق أهدافنا التربوية.
ما مواصفات الطالب الذى استهدفه التطوير؟
- أول خطوة كانت تحديد مواصفات الشخصية المصرية التى نحتاجها فى 2030، ووفقاً للدراسة، حددنا طبيعة المُتعلم الذى سيتم تخريجه بعد 12 سنة، وحددناها فى متعلم مفكر مبدع، مستمر فى التعليم والتعلم، مدرك لقيم ومبادئ الريادة، ومؤمن بتراث وطنه، محب لقيمه، وقادر على المنافسة والتعايش.
هل واجهتكم صعوبات فى الدراسة؟
- بالفعل واجهنا صعوبة فى تخريج الطالب بهذه المواصفات من خلال مناهج قائمة على الحفظ والتلقين، والعيب لم يكن فى المناهج فقط ولكنه كان فى فلسفتها، لذا كان لا بد من حدوث اختلاف، وبالفعل تم اعتماد 3 مسارات جديدة، أولها منظومة مهارات حياتية، وهى المنظومة التى تبنتها مصر وأعدتها منظمة اليونسيف، وتم تعديلها بما يتوافق مع الطبيعة المصرية، وثانياً مسار القيم التى سوف نبنى عليها الشخصية المصرية، وثالثاً القضايا التى ستناقشها المناهج وتحديدها فى باقة واحدة، لذا قمنا بوضع دراسة مُعمقة لتحديد مجالات القضايا التى ستغطى كافة القضايا الفرعية، وتم تحديد خمسة مجالات، وهى العولمة، والمواطنة، والصحة والسكان، وعدم التمييز، والبيئة، على أن يتم إدراج كافة المناهج الفرعية فيها، وتم إقراره من وزارة التربية والتعليم، وتم اعتماد هذه المناهج دستوراً لبناء التعليم المصرى حتى 2030، وبالفعل تم عمل الموجة الأولى للتطوير من خلال ما يسمى بأطر الصفوف الأولى، وتصميم كتب لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، خلال عام 2018.
ما المواد التعليمية التى يحصل عليها الطالب فى نظام التعليم الجديد؟
- طلاب رياض الأطفال يدرسون لغة عربية وإنجليزية وكتاب الباقة «الرياضيات» وحصة القيم والتربية البدنية، ويعتبر كتاب الباقة هو الكتاب المحورى فى حركة الإصلاح، لأنه أكثر كتاب مهتم بالمهارات والقيم، وهو عبارة عن كتاب يجمع بين مواد اللغة والرياضة الوظيفية ومفاهيم علمية بسيطة حتى لا يتفاجأ الطالب بعد وصوله الصف الرابع الابتدائى بصعوبة مواد العلوم والدراسات الاجتماعية، لذلك راعينا إضافة المواد المهنية «زراعية وصناعية وتجارية وفندقية واقتصاد منزلى، والفنون» لأول مرة.
كيف تتم مراقبة تنفيذ هذه الأنشطة داخل المدارس؟
- بعد انتهائنا من وضع الأطر الرئيسية للمناهج، نقوم بإرسالها إلى الوزارة لوضع مواد تعليمية تترجمها، والوزارة تختار الطريقة التى يتم بها إنتاج الكتب المدرسية، سواء من خلال مسابقة أو مناقصة أو التكليف حسب الطريقة المتبعة، ولكن هذا العام اختلف الأمر، فمركز تطوير المناهج كان عادة يتسلم الكتاب فقط، دون تدخل فيه، لكن هذه المرة اختلف الأمر، واختارت الوزارة دار نشر لتأليف الكتاب، وتم عمل عينة لمناقشتها داخل مركز تطوير المناهج، ولا يتم إعطاء الموافقة على الطباعة النهائية إلا بعد مراجعات كثيرة جداً لضمان جودتها، ومن ثم طباعة الكتب أصبحت شراكة بين الوزارة، متمثلة فى مركز تطوير المناهج ودور النشر.
كيف يمكن تطبيق النظام الجديد فى ظل عدم حصول كافة المعلمين على التدريب؟
- ليس سهلاً أن يتم التطوير الكبير على 21 مليون طالب ومليون و200 ألف معلم بنسبة 100%، لذا كان لدينا سقف للنجاح، فى العام الأول للتطوير لم نحقق نسبة نجاح كاملة، ولكن هناك تقدماً حدث على أرض الواقع، وبعض المدارس طبقت منظومة التطوير بنسبة 100% وأخرى نجحت بنسبة جيدة، وثالثة تجاهلت التطوير بشكل كامل، ولكن مع مزيد من التطوير وإصرار الوزارة على تدريب المعلمين سنحصل على نتائج مبهرة، خصوصاً فى ظل التدريب المستمر للمعلمين أكثر من مرة، بشكل دورى ومنظم.
كيف سيتم الربط بين المناهج؟
- لأول مرة نعتمد نظام السلسلة فى المناهج التعليمية، فى الماضى كان كل كتاب مستقلاً بذاته، دون وجود روابط بين الكتب، لكن تغير الأمر وأصبحت المناهج معطوفة على بعضها، وتم تقسيم منهج السنة على 120 حصة موزعة على مدار العام الدراسى، وتم تخصيص من أسبوعين ونصف إلى ثلاثة أسابيع للمراجعة.
بعض المعلمين اشتكوا من أن عدد الحصص المقررة فى منظومة التعليم الجديدة أكبر من عدد المعلمين داخل المدرسة؟
- الجدول الصادر من وزارة التربية والتعليم يؤكد وجود 11 حصة أسبوعياً، والجدول الخاص بدليل المعلم يحدد وقت كل حصة، والمنهج تم تصميمه على 120 يوم عمل دراسى بعد استبعاد الإجازات، وتبقى 3 أسابيع للمراجعة، وهذا يعنى أن المنهج تم تفصيله بالمسطرة، والأهم من ذلك أن المعرفة موجودة فى كل مكان سواء فى المدرسة أو خارجها، وما نحتاجه أن نعلم أبناءنا كيف يحصلون عليها ويستفيدون منها، من خلال التفكير الناقد للتعرف على المعلومة المضللة من المعلومة الصحيحة طبقاً لمعايير نشرحها للطالب وأنشطة يطبقها.
تأليف كتابى الدين الإسلامى والمسيحى فى دار نشر واحدة لتحقيق منظومة القيم.. و5 مجالات لبناء المناهج الجديدة
هل تم استحداث مواد تعليمية؟
- مادة التربية الدينية الإسلامية والتربية الدينية المسيحية فى منظومة التعليم الجديدة، أصبحت قائمة على إطار من القيم، منها التسامح والنظافة والحب، ومنحناها لدار النشر لعمل الكتاب، كل فيما يخص عقيدته، من سيرة الرسول، وسيرة المسيح، وعقائد الإسلام، وعقائد المسيحية، كل فى الكتاب الذى يخصه، ولأول مرة يتم تأليف كتابى الدين الإسلامى والمسيحى فى دار نشر واحدة، من فرق تأليف متجاورة مع بعضها، حتى تتحقق منظومة القيم التى وضعناها.