بريد الوطن.. رحم الله فقيد القرية
رحم الله فقيد القرية
«لا إله إلا الله.. فلان الفلانى توفِّى إلى رحمة الله» ما إن ينادَى بها حتى يبدأ الناس فى الترحم على صاحبها، لكن القلب قد ينخلع فور سماعها، خصوصاً حينما يكون المتوفَّى شاباً قد حلَّ أجله، والأشد إيلاماً حينما يكون على قدر عالٍ من الخلق، وسعة الصدر، ورجاحة العقل، ويرتبط الجميع به بعلاقات مودة، كما كان حال فقيد قريتنا، أخى وصديقى «وصفى ربيع الخولى».. لكن رحمة الله أوسع، فاللهم أنزل على ذويه الصبر والسلوان.
أتأمل هذا النداء الفاصل بين الدنيا والآخرة.. كيف يكون حالى لو رُفع معلناً انقطاع عملى؟! اللهم إنا نعوذ بك من «موت الفجأة».. «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ».
«الموت» تلك الحقيقة التى يتجاهلها المرء كى يعيش.. يأتى بغتةً «ومَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ»، والجميع ميّت لا محالة «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فان».
يذكر أن نبياً قال لملك الموت: أَمَا لَك رسول، ليكون الناس على حذر؟ قال: نعم، لى رُسل كثيرة من الأمراض والشيب وتغيُّر السمع والبصر، فإذا لم يتذكر مَن نزل به، قبضته منادياً: أَلَم أُقدم لك رسولاً بعد رسولٍ؟ فأنا الرسول الذى ليس بعدى رسول.
لكن.. لماذا هذه الغفلة التى نعيشها وسط صخب الحياة، حتى تحجَّرت القلوب، فلم يعد للموت تلك المهابة عند البعض؟! هل تغيَّر الموت أم تغيَّرت طباع البشر؟ أم هى قسوة قلوب معظمنا؟!
لو أُخبرنا أن أحدنا سيموت الآن لما خطر ببال أى منا أنه المقصود، بل سيجعل نفسه آخِر القائمة.. رحم الله فقيد القرية.
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com