رسائل من عالم رعب كورونا.. المشاهد الافتتاحية للحرب العالمية الثالثة
سنة 2020 الميلادية هي سنة كورونا بلا منازع ذلك العدو الصامت ذي الصدى الصاخب الذي يهز أرجاء الأرض. وقد سبق الفيروس السنة بأيام وسيبقى أثره لسنوات بعد انقضاء السنة بكل ما فيها. وهو ما يفرض على الجميع أفرادا ومؤسسات ودول والعالم أجمع ضرورات مستجدة من الإجراءات والأفعال والأقوال يبدوا أن الجميع لم يكن مستعدا لها. وأول هذه الضرورات هي فهم ما جاءت به هذه السنة الكبيسة بلا شك على الإنسانية من المخاطر وكيف ستمضي بنا؟ وما ستخلفه في تاريخ بنى البشر على هذه الأرض. وهذه مهمة عاجلة – في رأى – ولا نملك ترف الانتظار حتى يهدأ الطوفان ويغيض الماء وتستوى سفينة البشرية على الجودي وعندها نتأمل الوقائع على مهل. لأن الطوفان فيما يبدوا من مقدماته التي نعيشها جارفا وليس بيننا نبي يهدى المؤمنين والداعين إلى خير البشرية الى سواء السبيل. وليس أمام كل منا الا أن يتسلح بما لديه من أدوات العلم ويقدم رؤية أو رأيا يضئ أي جانب من جوانب الظلمات المتراكبة التي تغلف المشهد الإنساني اليوم.
وأرى أننا وفى مرحلة الوقائع الأولى لهذا الطوفان الفيروسي الجديد في حاجة للبحث عن إجابات ولو أولية لخمس مجموعات من الأسئلة، تناولنا في الحلقة السابقة الإجابة عن ثلاث منها وهي (حول الفيروس الذي أثار شكوكا عميقة واتهامات متبادلة ولأنه هو العدو، والقوى التي خرجت مبكرا من المعركة حيث تم تحييد القوى التقليدية: الدين – العلم – الجيوش، وثالثا الإجراءات الرسمية التي اتخذت حول العالم وهي لم تخرج عن اظهار العصا الغليظة والقوة الغاشمة والرعب عند حده الأقصى)، ونستكمل في هذه الحلقة محاولة الإجابة على تساؤلين: (من المستفيد حيث ظهر أغنياء الحرب الجدد.
من قوى الاقتصاد الرقمي وشركاء الأرباح مع أباطرة المال. في مقابل خسائر لكل من هم دونهم، وأخيرا السياق التاريخي حيث يبدو أننا سائرون نحو موجة من فكر يميني متطرف سيخلق – مؤسسات دولية جديدة – موازين قوى جديدة – صراعات كونية جديدة).
رابعا: هل من مستفيد من خسائر الجميع؟ (اغنياء الحرب الجدد شركاء الأرباح)
1- التجارة الالكترونية
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – قالت شركة أمازون إن تفشي فيروس كورونا تسبب في زيادة كبيرة في عمليات التسوق عبر الإنترنت، ما أثر على إمكانية الشركة العملاقة لمواكبة الطلب، ودفعها لإضافة 100 ألف وظيفة جديدة بدوام كامل وجزئي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وستتركز الوظائف الجديدة في مراكز تلبية طلبات أمازون وشبكة التوصيل الخاصة بها.وقالت أمازون في مدونة على الإنترنت يوم الإثنين إنها تشهد "زيادة كبيرة في الطلب، ما يعني أن احتياجاتنا من العمالة غير مسبوقة لهذا الوقت من العام".
وكانت قد قالت الشركة يوم السبت السابع من مارس إن العملاء قد يواجهون تأخيرات في أوقات تسليم طلباتهم بسبب الضغط الكبير على الطلبات مع انتشار فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من 4600 حالة في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن جعلت أمازون خطة تسريع شحناتها جزءاً رئيسياً من استراتيجية أعمالها خلال العام الماضي.
كما قالت الشركة يوم السبت إن المخزون غير متوفر من "بعض العلامات التجارية والأصناف الرائجة، خاصة في فئات المواد الغذائية المنزلية".
وأظهر بحث أجرته CNN يوم الاثنين، أنه من بين الأشياء التي تبدو غير متوفرة في أمازون هي أوراق المراحيض والعديد من أنواع المناديل المطهرة.
وبالإضافة إلى توظيف الآلاف من العمال الجدد، قالت أمازون إنها تستثمر أكثر من 350 مليون دولار لزيادة أجور العاملين بالساعة في وظائف المستودعات والتوزيع في شهر أبريل/ نيسان. وستدفع أمازون 2 دولار إضافياً في الساعة، على سعر الساعة الأساسي البالغ 15 دولاراً أو أكثر، بناء على المنطقة.
كما قالت الشركة إنها تتشاور مع خبراء طبيين بشأن احتياطات السلامة الموصى بها داخل منشآتها، وقد فرضت "التباعد الاجتماعي في مكان العمل" وحسنت عمليات التنظيف.
2- شبكات الترفيه
قررت شركة نتفليكس تقليل جودة عرض الفيديوهات عبر خدمتها في أوروبا لتخفيف الضغط على مزودي خدمة الإنترنت.وازداد الطلب على مشاهدة نتفليكس لأن أجزاء كبيرة من أوروبا في عزلة منزلية بسبب تفشي فيروس كورونا. وقالت الشركة إن تخفيض جودة الصورة سيقلّل من استهلاك بياناتها بنسبة 25 في المئة. لكنها أشارت إلى أن المشاهدين سيحظون بجودة جيدة للصورة.وجاء إعلان نتفليكس هذا بعد اتصال هاتفي مع مسؤولين أوروبيين، ومن المقرر أن يستمر ذلك لمدة 30 يوما.
3- - التعليم عن بعد
عطًل تفشي فيروس كورونا الدراسة في العديد من دول العالم من بينها بعض الدول العربية التي اتخذت قرارات بغلق المدارس فيها مثل الإمارات والكويت وقطر والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية. فيما أعلنت دول مثل الأردن وقطر والمملكة العربية السعودية أن لديها خططا بديلة تتمثل في التعليم عن بعد.
4- الخدمات الرقمية
واجهت بعض شركات الاتصالات الأوروبية مشكلات في الاتصال بالإنترنت، مع عمل ملايين الموظفين من منازلهم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، مما زاد التحميل على الشبكات بنسبة نحو 30 بالمئة واختبر قدرة تحملها.
وقالت شركة "02" البريطانية المملوكة لشركة تليفونيك الإسبانية، الثلاثاء، إنها تلقت بلاغات من عملاء يجدون صعوبة تتعلق بالشبكة الصوتية مع عمل الكثيرين من منازلهم، خوفا من التعرض للعدوى بالفيروس، وأعلنت لاحقا أن الخدمة الصوتية على شبكات الجيل الثاني والثالث والرابع عادت لطبيعتها واعتذرت لعملائها.
وفرضت حكومات أوروبية عديدة من إسبانيا إلى النمسا إجراءات إغلاق للحد من انتشار الفيروس، وأغلقت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، المدارس والمطاعم، مما دفع الكثيرين إلى البقاء في منازلهم.
وأدى ذلك لزيادة استخدام الخدمة الصوتية وخدمة المعلومات، لكنه أدى أيضا إلى تغيير في كيفية التواصل بين الناس.
فكثيرون ممن لا يغادرون منازلهم يستخدمون الإنترنت المنزلي في الاتصال بزملائهم وأقاربهم وأصدقائهم، ويزيد ذلك من استهلاك خدمة البيانات على شبكات الخطوط الثابتة.
وفي الوقت نفسه، زادت الاتصالات على خطوط الهواتف المحمولة بدلا من تطبيقات التراسل مثل "واتساب"، مع اطمئنان الناس على أقاربهم من كبار السن الأكثر عرضة لخطر فيروس كورونا والأقل ميلا لاستخدام مثل هذه التطبيقات.
قالت وحدة شركة "فودافون" في ألمانيا إن استخدام خدمة البيانات كان أهدأ في ساعات النهار وتزايد في المساء، إذ يمضي الناس الذين حرموا من الخروج الوقت أمام منصات المشاهدة.
وقال ألكسندر لينهوس المتحدث باسم الشركة: "استهلاك خدمة البيانات يوم الاثنين مثلما كان يوم الأحد".
وقالت "فودافون ألمانيا" و"دويتشه تليكوم" و"تليفونيكا دويتشلاند"، إن شبكاتها تعمل بشكل جيد.
وأوضح مصدر من قطاع الاتصالات في ألمانيا أن البلاغات الفردية عن صعوبة في الاتصال ربما ترجع إلى تزايد استخدام خدمة عقد الاجتماعات عن طريق الشبكات المغلقة، مما يزيد الضغط على الشبكات التي يديرونها.
وذكرت مجموعة "إلياد" الفرنسية للاتصالات، أنها لا تتوقع ضغطا على الشبكة نتيجة الإغلاق في فرنسا وإيطاليا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة توماس رينو: "شبكتنا مزدحمة جدا بالطبع".
وأضاف أن الشركة تحتفظ بحقها في ت
قييد عرض النطاق المخصص لمنصات المشاهدة مثل "نتفليكس" و"يوتيوب" و"فيسبوك"، التي تهيمن على الشبكات في المساء.
خامسا: السياق التاريخي
ما علاقة الوباء بما قبله من ألاوضاع المالية الدولية وهل من سوابق تاريخية؟
ارتفعت تحزيرات عديدة حول الأوضاع المالية الدولية منذ ازمة 2008وخصوصا بعد ارتفع الدين العالمي، الذي يشتمل على قروض الأسر والحكومات والشركات، بمقدار 9 ترليونات دولار، ليبلغ حوالي 253 ترليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، أي بمعدل يمثل 322% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لمعهد التمويل الدولي.
وجُمع أكثر من نصف هذا المبلغ الهائل في الأسواق المتقدمة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ما رفع نسبة الدين مقابل الناتج المحلي الإجمالي في هذه الدول إلى 383% بشكل عام.
كما أنه هناك الكثير من الدول التي لعبت دوراً في رفع الرقم، من بينها نيوزيلندا وسويسرا والنرويج، التي ترتفع بها جميع مستويات الديون الأسرية، في حين أن نسب الدين الحكومي مقابل الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وتعتبر مستويات الدين أقل في الأسواق الناشئة، حيث بلغ مجموعها 72 ترليون دولار، إلّا أنها استمرت بالارتفاع بشكل أسرع في السنوات الأخيرة، وفقاً لما ذكره معهد التمويل الدولي.
وتقترب نسبة الدين الصيني مقابل الناتج المحلي الإجمالي من 310%، وهو أعلى مستوى في الدول النامية. ويراقب المستثمرون منذ فترة طويلة الدولة ذات النفوذ الكبير، حيث قال معهد التمويل الدولي في تقريره العالمي لمراقبة الديون، إنه بعد حث الشركات الصينية للتسليم في عامي 2017 و2018، ارتفعت مستويات الديون مرة أخرى العام الماضي.
ويمثل هذا الدين العالمي الهائل خطراً حقيقياً على الاقتصاد العالمي، خاصة وأن معهد التمويل الدولي يتوقع ارتفاع المستويات أكثر في العام 2020.
وقال المعهد إنه "بسبب انخفاض أسعار الفائدة والظروف المالية الضعيفة، فإننا نقدّر أن إجمالي الدين العالمي سيتجاوز 257 ترليون دولار" في الربع الأول من العام 2020.
وخفض الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة 3 مرات في العام الماضي، بينما لا يزال سعر الفائدة في البنك المركزي الأوروبي عند أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية.
ورغم ظروف الاقتراض المواتية، إلّا أن مخاطر إعادة التمويل هائلة، إذ سيستحق أكثر من 19 ترليون دولار من القروض والسندات المشتركة في العام 2020، ومن غير المرجح أن يعاد تمويلها كلها أو سدادها.
أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية تجاوز الدين الحكومي الأمريكي مستوى 23 تريليون دولار، وذلك لأول مرة في التاريخ.
وجاء في التقرير اليومي للوزارة، والذي نشرته اليوم الجمعة، أن هذا الرقم يشمل الدين العام بحجم 17 تريليون دولار وديون الأجهزة الحكومية بحجم 6 تريليونات دولار.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن الدين الحكومي ازداد بنسبة 16% منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في يناير 2017، حين كان الدين عند مستوى 19.9 تريليون دولار.
وتجاوز الدين الأمريكي مستوى 22 تريليون دولار لأول مرة قبل 10 أشهر.
ومن شأن مستوى الديون هذا أن يتسبب بزيادة تكاليف الاقتراض وأسعار الفائدة، وإثقال الميزانية. وخلال العام الـ 2019 المالي، خصصت الحكومة 376 مليار دولار لدفع أسعار الفائدة على الديون، علما بأن عجز الميزانية الأمريكية بلغ 984 مليار دولار في 2019.
وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن الدين الحكومي الأمريكي قد يزداد من 108% من الناتج المحلي الإجمالي في 2017 إلى 117% في عام 2023. ويرجح الخبراء الاقتصاديون وصول حجمه إلى 30 تريليون دولار بحلول عام 2026.
الخطر الأكبر على الاقتصاد العالميفي تقرير حديث، اعتبر كبير الاقتصاديين في وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، مارك زاندي، أن ديون الشركات في الصين تمثل "الخطر الأكبر" على الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة وخاصة خلال عام 2020.
وقال إن ديون الشركات الصينية أكبر خطر أمام الاقتصاد العالمي حالياً، مع حقيقة أنها تنمو بسرعة كبيرة. مشيراً إلى أن العديد من الشركات الصينية تعاني للتعامل مع التباطؤ الاقتصادي في البلاد، بفعل أزمات التجارة وعوامل أخرى.
وخلال الأسبوع الماضي، ذكر تقرير لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، أن الشركات الخاصة في الصين تعثرت في سداد ديونها بوتيرة قياسية هذا العام. مشيراً إلى أن 4.9% من الشركات الخاصة الصينية تعثرت في سداد ديونها المقومة بالعملة المحلية (اليوان) في أول 11 شهراً من العام الحالي وهو مستوى قياسي مرتفع، مقارنة بنحو 0.6% خلال عام 2014.
وخلال العام الحالي، شهدت الصين أدنى معدل نمو اقتصادي في أكثر من 27 عاماً، وسط الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة وتراجع الطلب العالمي مع تباطؤ النمو في عدد من الاقتصادات الكبرى والنامية.
إلى أي حد قفزت الديون الخارجية للصين؟البيانات والأرقام الرسمية، تشير إلى أن إجمالي ديون الصين قفزت إلى 310% من ناتجها المحلي الإجمالي حتى منتصف يوليو (تموز) الماضي، أو ما يعادل 15% من إجمالي الديون العالمية بالمقارنة مع أكثر من 303% مع نهاية الربع الأول من هذا العام، ارتفاعا من حوالى 297% من ناتجها المحلي الإجمالي في نهاية الربع الأول من العام الماضي.
وأشارت بيانات معهد التمويل الدولي، إلى ارتفاع إجمالي ديون الصين إلى أكثر من 40 تريليون دولار، بما يشكل نحو 15% من الديون العالمية. وزادت ديون حكومة الصين من 47.4% خلال الربع الأول من العام 2018 إلى 51% من ناتجها المحلي الإجمالي الربع الأول من العام الحالي.
وأشارت البيانات إلى ارتفاع ديون الأسر في الصين من 49.7% إلى 54% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة نفسها. وزادت إصدارات السندات داخل الصين مما أدى إلى زيادة كبيرة في اقتراض الحكومات والبنوك المحلية هذا العام.
في الوقت نفسه، تباطأ نمو اقتصاد الصين إلى 6.2% خلال الربع الثاني من العام الحالي في أضعف وتيرة منذ ما لا يقل عن 27 عاما. ويرجع هذا الانخفاض إلى فتور الطلب في الداخل والخارج في مواجهة تزايد الضغوط التجارية الأميركية التي رفعت الرسوم الجمركية.
ومع استمرار اعتماد الحكومة الصينية على إصدار سندات حكومية في إطار محاولاتها لسد العجز الضخم، ليبلغ إجمالي صافي إصدارات سندات الحكومات المحلية نحو 2.1765 تريليون يوان (316.5 مليار دولار) في منتصف شهر يوليو الماضي، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من استمرار ارتفاعها، لكن الحكومة الصينية ترى أن مخاطر الديون قابلة للسيطرة بصفة عامة.
خسائر عنيفة بسبب الحرب مع الولايات المتحدةحتى الآن ومع استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى أن خسائر الصين كبيرة مقارنة بالخسائر التي تتكبدها الولايات المتحدة الأميركية جراء الحرب الدائرة بينهما، حيث أشار البيانات إلى تراجع الأرقام الخاصة بالتجارة الخارجية للصين خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وتراجعت صادرات الصين بنسبة 1.3% خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي مقارنة بالأرقام المحققة في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يرجع إلى فرض رسوم جمركية جديدة على منتجات صينية تصدر إلى الولايات المتحدة. وخلال الفترة نفسها، واصلت الواردات انخفاضها بنسبة 7.3% على مدى عام.
وفي مذكرة بحثية سابقة، اعتبرت وكالة "كابيتال ايكونوميكس" للدراسات، أن "انكماش الصادرات نحو الولايات المتحدة تصاعد الشهر الماضي" نتيجة الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة. وفي ظل تصاعد التوتر التجاري مع بكين قررت واشنطن في مايو (أيار) زيادة الرسوم الجمركية من 10 إلى 25% على واردات بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار سنويا.
وردت الصين في الأول من يونيو الماضي بفرض رسوم جمركية مشددة على أكثر من 5 آلاف سلعة أميركية. وتمثّل الصادرات أحد أعمدة اقتصاد العملاق الصيني، الذي واجه في يونيو الماضي هبوطاً في الطلب الداخلي.
الوكالة حذرت من أن "تباطؤاً جديداً في الطلب الداخلي سيؤثر على حجم الواردات لبقية العام"، مشيرة إلى أن المخاطر تحيط بالاقتصاد الصيني طالما استمرت الحرب التجارية مع واشنطن التي تصر على تمرير اتفاق تجاري مع بكين ولكن بما يخدم مصالحها وصادراتها الخارجية.
بعد كل هذا هل يحق لنا ان نسأل عن علاقة هذه الأوضاع المالية الدولية المتفجرة بما يجرى الان؟ وخصوصا ان السوابق التاريخية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الازمات المالية كثيرا بل دائما ما تكون هي وقود كل الصراعات التي حدثت في العالم عبر تاريخه الحديث والقديم على السواء.
1- ما المدى الزمنى المتوقع للازمة؟
تحدث الرئيس الأمريكي عن مواعيد متفائلة لنهاية الوباء بحلول يوليو وأغسطس 2020. وتحدث خبراء عن عام او ثمانية عشرة شهرا للحصول على علاج ناجع للفيروس. والمؤكد ان وباء كورونا ككل الأوبئة اطل برأسه فقط ليعيش حتى وان كسبنا معه بعض الجولات الا ان عالم الفيروسات هو خطر دائم بسبب قدرتها على التحول والتغير.
2- هل هو وباء ام حرب؟
أجاب الرئيس الأمريكي عن هذا السؤال بانه يرى نفسه رئيسا في زمن حرب مع عدو غير مرئي . بينما في عام 2019، تنبأ الملياردير بيل غيتس بظهور فيروس قاتل في أسواق الصين، قبل انتقاله بسرعة إلى مختلف بقاع العالم.
وتوقع غيتس، في سلسلة وثائقية صدرت على نتفليكس، ظهور فيروس ما في أحد أسواق الصين، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع كورونا، الذي ظهر في مدينة ووهان.
وفي حلقة بعنوان "الوباء القادم"، جرى بثها لأول مرة في أواخر العام الماضي، حذر غيتس من أن العالم "غير مستعد للتعامل مع وباء عالمي".
وأبرزت هذه الحلقة أن أسواق الحيوانات هي مصدر الفيروسات، مضيفة "جثث الحيوانات المكدسة فوق بعضها البعض والدم المخلط مع اللحوم، من عوامل انتقال مختلف أنواع الفيروسات إلى الإنسان، قبل انتشارها بشكل كبير وسط البشر".
في هذا الصدد، ذكر غيتس "العالم غير مستعد للتعامل مع تداعيات انتشار الفيروسات، التي غالبا تحتاج سنوات لعلاجها والقضاء عليها" ونسب الى رقم 62 مليون ضحية على الأقل فهل تتحقق نبؤءة الرقم كما تحققت نبؤءة الفيروس .
3- ماذا عن مستقبل العالم بعدها؟
4- (فكر جديد – مؤسسات دولية جديدة – موازين قوى جديدة – صراعات كونية جديدة)
لن يكون هذا الوباء وما سيخلفه من دمار استثناءات من كل الازمات الدولية الكبرى واقربها الى الاذهان الحرب العالمية الثانية. فسوف يتبعه تغيرات واسعة في العالم على مستوى الفكر الإنساني والمؤسسات الدولية وموازين القوى والصراعات الكونية. وسيكون عالم ما بعد كورونا مختلفا عما كان قبله بنفس القدر في الاختلاف وربما بشكل أكبر ونطاق أوسع بين العالم قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها. ومن المتوقع ان نشهد برايتون ودوز جديدة وقمم من قبيل قمة طهران ويالطا. واذا كانت اكبر نتائج التحولات بعد الحرب العالمية الثانية هي انتقال مراكز القوة بين ضفتي الأطلنطي فمن المؤكد ان هذه الازمة ستحدث انتقالات أخرى.