حوار بين زوجين.. هل تتزوج بعد موتي؟
حينما قرأت عن شغف لابن حزم الأندلسي، صاحب الكتاب الشهير طوق الحمامة بجاريته المفضلة "نِعم" وحزنه المقيم على وفاتها لمدة شهور طويلة حتى أن عينيه لم تبرأ من البكاء عليها، ولم يهتم بتبديل ملابسه لمدة طويلة حزنًا عليها، ولم يهنأ له العيش بجوار جارية أخرى إلا بعد سنوات من موتها، ورغم هذا مازال مقيمًا على ذكراها، وقد أفرد فصلًا كاملًا عنها وعن شغفه وحبه العذري لها.
لأجل ذلك تحينت فرصة عدم انشغال زوجي ومتابعته لفريق الكرة المفضل لديه، وحماسته وهو يتابع الأهداف التي يحرزها في شباك فريقه، وإلا أن أغلق التليفزيون فسألته: هل تحبني؟
نظر لي باستنكار قائلا: لقد أنجبنا طفلين يا سعاد!
استطردت والخجل يشملني: هل ستظل تحبني طول العمر؟
انتفض من مكانه وهو ينفخ في ضيق: يبدو أن حرارتك مرتفعة، حب أية واحنا متجوزين؟
شعرت عقب سماعي إجابته كأن عقربة لسعتني فانتفضت بدوري و صرخت: يعني لا تحبني؟
من جانبه، تدارك موقفه سريعًا: أقصد لقد كبرنا على تلك المهاترات، دعيني أنام قليلًا.
لم أتركه حتى يجيب على سؤالي المهم: هل ستظل تحبني بعد موتي؟.. وجدته يفتح فمه في دهشة ولسان حاله يتمنى موتي - هكذا شعرت - : موت أية بس؟ يا ستي "صلي على النبي". قلت: عليه الصلاة والسلام .
ثم قال بحكمة: يا عالم من هيودي مين؟
ثم قلب السؤال على رأسي قائلا: هل ستتزوجين بعد موتي؟
فأجبته بسرعة البرق: لا يا حبيبي.
وبدوره، هز رأسه في استحسان قائلا: اتفقنا... دعيني أنام قليلًا إذن.
لم يجبني على سؤالي، فألححت عليه لكنه نهرني قائلا : بالطبع سأتزوج بعد موتك، ادعي بس ألاقي بنت حلال ترضى بي وبطفليكِ.