أساتذة مناعة يضعون روشتة "التعايش" مع "كورونا": الرهان على الشعب
"الأنصاري": الأمر مرتبط بالتزامنا ولا يوجد شيء آخر
الدكتور أمجد الحداد
حالة من القلق سيطرت على البعض حيال انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بعد ما أعلنته الحكومة المصرية تحت مسمى "التعايش مع الفيروس" خلال المرحلة المقبلة، رغم أن تزايد أعداد المصابين ما زال مستمرًا، إلا أن متخصصي المناعة يرون أن هذا الأمر بات ضروريًا، ليبقى الرهان الوحيد في ذلك هو الشعب نفسه.
في البداية الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، قال إننا أصبحنا مضطرين الآن للتعايش مع الفيروس، رغم اقتناعه بعدم قدرة مجتمعنا على تطبيق الإجراءات الاحترازية الواجب تطبيقها في مثل هذه الظروف، متوقعًا أن تطول الأزمة وتفاقم الوضع خلال المرحلة المقبلة: "بعدما كنت متفائل في بداية الأمر إلا أنني أشعر الآن بتراخي من الجميع، شعب وحكومة، فقد انطفأ الحماس الذي كنا نراه في بداية الأزمة".
وحول "روشتة" التعامل مع الفيروس خلال المرحلة المقبلة، أضاف "أمجد" أنه طالما كنا مضطرين لفتح الحياة مرة أخرى والتعايش مع الفيروس، فيجب علينا قدر الإمكان الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتعامل معها باعتبارها روتينية لحياتنا بالكامل مثل الأكل والشرب، والتعامل مع الفيروس باعتباره مستمر معنا، وهناك بعض السلوكيات التي يجب اتباعها، أولها خاصة بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وهم الفئة الممنوعة من الخروج حتى الآن من المنزل، ولا يكون الخروج لهم إلا للضرورة القصوى مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية الوقتية، من الابتعاد عن التجمعات وارتداء الكمامة إن لزم الأمر وغسل اليدين جيدًا قبل وبعد الخروج بالماء والصابون، واستخدام الكحول خارج المنزل إذا تعذر استخدام الماء والصابون.
وتابع أنه فيما يخص باقي الفئات ممن هم مضطرون للذهاب إلى العمل، يجب أن تكون الاجراءات الاحترازية هي نمط حياتهم، من ارتداء كمامة، وعمل تباعد اجتماعي بينه وبين غيره، والحرص على غسل يديه بالماء والصابون كل ساعة أثناء وجوده في مكان العمل، لأن استخدام الماء والصابون أفضل بكثير من الكحول الذي يؤدي فرط استخدامه إلى مشكلات أخرى.
واستطرد "أمجد" أنه في حالة الإصابة بدور برد عادي يجب على الشخص المصاب المكوث في المنزل أسبوعين كاملين عزل تام حتى يتأكد إذا ما كان يعاني من نزلة برد عادية أو فيروس كورونا، وخلال هذين الأسبوعين إذا حدث له تطور في أعراضه من ارتفاع درجة حرارته وصعوبة التنفس والكحة فعليه التوجه لمستشفى الحميات مباشرة، وإذا مر الأسبوعان بسلام بدون أعراض يمكن له بعد ذلك ممارسة حياته مرة أخرى، وبالنسبة للأشخاص العاديين فعليهم أن يعتبروا نفسهم جميعا حاملين للفيروس في حالة التعامل مع من حولهم من كبار السن والمرضى حتى لو كانوا أصحاء، لأن الشاب قد يصاب دون أن يدري ومن ثم ينقل الفيروس لكبار السن أو المرضى فيعرضهم لخطر أكبر، ومن ثم يجب اتباع كافة الإجراءات الاحترازية، والابعتاد عن فكرة الاتساق المجتمعي في سلوكياتنا من الأحضان والقبلات وغيرها.
وقال الدكتور محمود الأنصاري، استشاري المناعة، إن اللجوء لكلمة التعايش عادة يكون في حالة وجود مرض ليس له علاج، ومن هنا وحتى ظهور العلاج يتم أخذ قرار التعايش لأنه من الطبيعي ألا يظل الناس محبوسين في البيوت فضلا عن أن الدول لن تستحمل هذا الأمر اقتصاديًا، وهو الأمر الذي قام به عدد كبير من الدول خلال الفترة الماضية، فهو أمر إجباري على الجميع، على حد قوله، مشيرًا إلى أن ما أعلن عنه الدكتور أنطوني فاوتشي، المستشار الصحي للبيت الأبيض، من أن العلاج الخاضع للتجارب حاليًا أظهر نتائج جيدة جدا وهو الذي سيتم استخدامه في العلاج على المطلق، يعني أنها أصبحت مجرد فترة نريد أن نعبرها لحين وصول العلاج إلى مصر.
ويضيف "الأنصاري": "نحن كمصريين في ظل فترة التعايش ليس لدينا أي نوع من أنواع التوجيه إلا الالتزام بالتباعد المجتمعي والالتزام بغسل اليدين باستمرار، ونحن نستطيع تطبيق ذلك وفتح كل شيء ويبقى الأمر مرتبط فقط بالتزامنا نحن الشعب ولا يوجد شيء آخر، وأن يكون كل شخص رقيب على نفسه في تطبيق الإجراءات الاحترازية".