الحاجة فاطمة: صوتى فى الانتخابات وِرث لعيالى
مشوار طويل قطعته «الحاجة فاطمة» للوصول إلى لجنتها فى مدرسة «الحسين الإعدادية» بمنطقة الحسين، وكلما أنهكتها مشقة الطريق تجلس على أى رصيف يقابلها أو تستأذن أصحاب المحلات فى مقعد تلتقط عليه أنفاسها، ثم تستكمل رحلتها إلى المقر الانتخابى.
الوقت الذى تمكثه «الحاجة فاطمة» على الرصيف تستثمره فى الدعاء للمرشح الذى وهبت له صوتها فى الصندوق الانتخابى: «أنا ما نزلتش انتخابات من أيام مبارك ولا اختارت حد».
عبدالفتاح السيسى، هو المرشح الذى قررت السيدة صاحبة الثمانين عاماً أن تعطيه صوتها، ليس من أجلها فالعمر لم يعد يسمح لها بمزيد من الانتظار، وإنما لمصلحة أبنائها: «أنا مش قدامى 4 سنين ولا حتى كام يوم، ربنا العالِم بالعمر، لكن أنا جاية عشان ولادى وأحفادى ما عنديش حاجة أورّثها لهم، فقلت أسيب لهم رئيس يرجع لنا بلدنا حلوة زى زمان».
بوجه مبتسم وعينين دامعتين تذكرت «الحاجة فاطمة» الزوج الذى فارقها بعد أن أنجبت منه 8 أبناء، تفرقت بهم سبل العيش، كل يبحث عن لقمة العيش، لتبقى هى أمام صينية الترمس باحثة عن رزقها: «ولا عمرى كنت أنزل وهو عايش، دلوقت ما فيش حد يأكلنى لو قعدت فى البيت»، الأبناء الثمانية فى طريقهم كذلك للجنة الانتخابات استجابة لرغبة الأم ووصيتها بانتخاب «السيسى»: «المرة دى وأنا عايشة، ولو جرالى حاجة ينتخبوه المرة الجاية من غيرى».