عادت حملة «مى تو» لاستعادة الصدى فى أوروبا وأمريكا.. مع بداية الحملة العام قبل الماضى تداعت الفضائح.. وظهر أن كثيراً من الشخصيات العامة متحرّشون.
التحرش مشكلة عالمية.. علماء الاجتماع يرون أنها بقايا الصراع القديم بين الرجل والمرأة.. بينما يرى آخرون أنها تداعيات للتنافس المستمر بين الجنسين.. لكن سواء هذا أو ذاك، فالمؤكد أن التحرش قلة أدب وقلة تربية.
بدأت «مى تو» حملة مصغرة على مواقع التواصل فى أمريكا.. لكنها انقلبت فجأة جحيماً أسقط كثيراً من رموز الغرب، ولا أحد يعلم مَن أيضاً.. فى الطريق.
«مى تو» بالعربية معناها «وأنا أيضاً».. أو أنا أيضاً تعرضت للتحرش الجنسى.. فى بدايتها طالب المؤسسون كل من تعرضت للتحرش بالتحلى بالجرأة والشجاعة، وإعلان تفاصيل وقائع صعبة عاشتها أو تجربة تحرش مريرة مرت بها.. اتسعت الحملة ثم «بهوقت».. وفجأة سقطت الأسقف على أدمغة أسماء لامعة.
اتهموا من؟ اتهموا ساسة.. وممثلين ومخرجين. اتضح أن كريمة المجتمع الغربى من النساء تعرضن للتحرش.. وأن كريمة رجال الغرب طلع أغلبهم متحرشون.
على قوائم السفالة وضعوا الممثلين بن أفليك، وستيفن سيجال، وداستن هوفمان، وكيفن سبيسى.
حتى بوش الأب الرئيس الأمريكى الأسبق.. الراجل الكبارة، صاحب الـ93 عاماً طلع متحّرش.. واعتذر قبل وفاته عن وقائع قديمة!
الممثلة هيذر ليند قالت إن بوش الأب لمسها من الخلف بطرف كرسيه المتحرك.. وقالت إنها قبلت اعتذاره وإن أسفه قبل وفاته أنهى الموضوع.
الهزات الكبيرة التى أحدثتها الحملة كانت بعد اتهامات بالتحرش لكل من الممثل الشهير بن أفليك، ومعبود المجتمع الأمريكى ستيفن سيجال.
أما الممثل كيفن سبيسى، فقد واجه تهمة أكثر خسة بعدما اتهمه ممثل شاب بالتحرش به فى سن المراهقة.
أسقطت الحملة كثيراً من رموز الغرب.. تعرف ليه؟
لأنه فى الدول المتقدمة، القاعدة هى: افعل أى شىء، لكن لا تكذب ولا تتحرش بامرأة.. ففى الكذب أو فى التحرش لا تُقبل اعتذارات.
لذلك لم يسامح أحد الممثل بن أفليك، الذى انقلبت عليه الصحافة بعد اعتراف المذيعة هيلارى بيرتن بتحرشه بها عام 2003!
مَن قال إن الزمن يغفر الخطايا؟
قالت «هيلارى» إن بن أفليك تحرش بها فى حفل عام، ولما نظرت له شزراً.. استمر فى فعلته. وقالت «هيلارى» إنه كان أجرأ من رجل سوى.. ومعها حق.. فالأسوياء يختشون.. وينكسفون.. وبن أفليك لم يفعل.
أما عارضة الأزياء السابقة ناتاشا برنس، فقد انهارت خلال سردها تفاصيل الدقائق التى اغتصبها فيها الساحر المعروف ديفيد بلاين.. بكت «ناتاشا» على شاشات التليفزيون.. وتناقلت المواقع الإلكترونية نحيبها وهى تروى كيف كان «بلاين» قمة السفالة معها.
والممثل داستن هوفمان حكت عنه مراسلة لإحدى القنوات الفضائية كيف راودها عن نفسها.
لكن النجم ستيفن سيجال فيكاد يكون الوحيد الذى نفى عن نفسه التهمة واتخذ إجراءات لتبرئة ساحته.
لجأ «سيجال» للقضاء، وطلب مثول الممثلة بورتا دى روزى، التى ادعت تحرشه بها أمام القضاء ورواية ما تدعيه من تفاصيل بعد أن تحلف اليمين.
يبدو أن «سيجال» صادق.. لأن ردود فعله على اتهامه بالتحرش كانت الأقوى والأشد. ونشرت الصحافة الأمريكية خبر حملة مدفوعة فى 6 قنوات تليفزيونية، ظهر فيها متحدث باسم «سيجال» ليقول للناس إن موكله برىء وإن ما تدعيه بورتا دى روز «أى كلام».
لكن الذى لم يكن أى كلام، هو ما قاله الممثل الصاعد أنتونى راب عن النجم الكبير كيفن سبيسى.
قال «راب» إن «سبيسى» تحرش به، وحاول إغواءه لما كان فى الرابعة عشرة.
ولأن التهمة قذرة، ولأن التحرش برجلٍ أصعب وأضل سبيلاً.. خسر «سبيسى» عقوداً إعلانية بملايين الدولارات سبق واتفق عليها مع قنوات فضائية.
أغلب الذين قرأوا عما خسره «سبيسى» من أموال قالوا: يستاهل.. هو لا يستحق.. كما لا يستحق باقى المتحرشين نعمة الشهرة.. وحب الناس.