لماذا يسمى المصريون المرأة «ست»، رغم أن أشهر الآلهة عند الفراعنة إله الشر «ست» وكيف انتقل إله الشر «ست» من الفراعنة ليكون له كنيسة فى العصر الحديث اسمها كنيسة الشيطان وكيف تنطق كلمة الشيطان بلفظ الستات أى «ساتان»! غريبة هذه العلاقة الأنثوية الشيطانية هل فعلاً حواء أخرجت آدم من الجنة بوسوسة الساتان! فما كنيسة الشيطان وما موقع الإله ست بين آلهة المصريين، كما يصنفهم زاهى حواس، كبير خبراء الآثار المصرية!
وجمع زاهى حواس ما يقرب من تسعين إلهاً منهم «ست» ومنهم..... إلخ.
الآلهة المصرية القديمة كانت تمثيلاً للظواهر الطبيعية والاجتماعية والمفاهيم المجردة وتظهر هذه الآلهة فى كل جانب تقريباً من جوانب الحضارة المصرية القديمة، وهناك أكثر من 1500 منهم معروفون بالاسم، والعديد من النصوص المصرية تذكر أسماء الآلهة دون الإشارة إلى طابعها أو دورها، فى حين تشير نصوص أخرى إلى آلهة محددة بصفاتها دون حتى ذكر اسمها، لذلك يصعب تجميع قائمة كاملة منها، فقد تتوحد الصفات لآلهة مختلفة فتظهر جميعاً كإله واحد حتى يحتار المتابع أحياناً ما إذا كان المقصود مثلاً من الكلام هو الإله أوزير أم سوكر، وهل المقصودة هى حتحور أم إيزيس.
وهناك علاقة بين آلهة مصر القديمة بعضهم ببعض، هنا تاسوع هليوبوليس، ويعتبر الملك تمثيلاً لابن إيزيس وأوزوريس، حورس، كحاكم على أرض مصر، وقد أخذت عبادة الشمس تنتشر منذ عهد الدولة القديمة، ولعل السبب فى ذلك أن ملوك الأسرة الخامسة الذين حكموا من عام 2560 ق.م إلى 2420 ق.م ينتمون إلى كهنة الإله (رع)، فأصبح هذا المعبود هو الأكثر تقديساً لديهم، ومن الملاحظ طوال الألف الثانية ق.م كيف أن اسم رع أصبح يضاف إلى اسم كل إله تقريباً (خنوم رع، سوبك رع، منتو رع.. إلخ) محاولين إضافة قوة جديدة لقدرات هذه الآلهة على شكل الكبش والتمساح والثور، ومنذ عهد الأسرة الحادية عشرة، أخذ آمون -وهو الإله المحلى لطيبة- يتحول إلى آمون رع، وأصبح إله الشمس يسمى ملك الآلهة ويحظى بأقصى درجات التقدير والشهرة، ومنذ عهد الأسرة الثامنة عشرة (1800 ق.م) أصبح آمون رع هو إله الإمبراطورية الرسمى، يتربع على قمة الآلهة المصرية القديمة التاسوع المقدس، وهى العائلة التى تمثل بدء الخليقة وصراع الخير والشر، هذه القائمة لا تشمل جميع اندماجات الآلهة وأشكالها المختلفة، كذلك الحال بالنسبة للآلهة المحلية التى انتشرت فى مناطق أو مدن أو قرى معينة. فقد كان لكل مقاطعة مصرية آلهتها التى يقدسها سكانها ويلتمسون لطفها وحمايتها لهم من الأمراض والجوع والشرور. وكانت منزلة الإله تتغير على مر العصور، فيسود هذا فى وقت ما ويسود آخر فى وقت آخر، ولكن كان هناك بعض الآلهة «الرئيسة» التى تنتشر أساطيرها بين ربوع كل مناطق مصر، وكانت تشكل العنصر الروحانى للمصريين القدماء عبر 4000 عام منذ عصر ما قبل الأسرات.
ويتساءل زاهى حواس مَن هو الإله ست إله الشر ويجيب إذا ما نظرت حولك، فلن ترى هذا الإله الفرعونى ست، إله الشر والحقد والضغينة، لكنك وبكل تأكيد سترى أتباعه وأنصاره منتشرين فى كل مكان وزمان، يطلقون سمومهم، يحاربون كل نجاح ويحطمون المعنويات والأمانى ويسخرون من الأحلام، النجاح يتحول بواسطتهم إلى فشل، هوايتهم نشر الفساد والانحطاط الفكرى والثقافى والأخلاقى ولا يزال الشعب المصرى يعانى من أنصار ست، أساتذة فن إطلاق الشائعات ونشرها فى كل مكان، يحولون بها كل إنجاز فى هذا البلد إلى إحباط، هدفهم واضح وصريح، وهو تحويل مصر إلى دولة فاشلة؟! هؤلاء بالطبع تقف وراءهم خزائن مال لا تنضب، وآلة إعلامية عنكبوتية استطاعت شراء ضمائر صحف عالمية ووجّهتها لطعن مصر من كل جانب! أقرأ كل يوم مقالات مدفوعة الثمن لأقلام مشتراة وليست مأجورة وأتعجب أإلى هذا الحد وصل الحقد على مصر؟!، ما الدافع؟ وما الهدف؟ لماذا الخوف من مصر؟ وإذا ما صدقنا ما يحاولون ليل نهار أن يقنعونا به من أننا كدولة لا قيمة ولا تأثير لنا فى العالم الخارجى، فلماذا لا يتركوننا فى حالنا، ويرفعون عنا مجهرهم المسلط علينا ليل نهار؟ هذه ليست أسئلة نبحث لها عن إجابة، لكنها أسئلة لاستثارة الفكر والتمعن فى حقيقة ما تتعرض له مصر من مخطط تقويض للأسف الشديد لم ننجح بعد نحن المصريين فى مواجهته بالوعى الكافى الذى يتطلب منا أولاً أن يستنهض كل مصرى ضميره فيما يؤديه من عمل كبير أو صغير وهو يعلم يقيناً أنه بعمله يحمى بلده ومستقبل أبنائه، كل قطاعات وميادين العمل بمصر تحتاج إلى ضمير يقظ ومضاعفة الجهد والعمل والإنتاج المميز وليس إنتاجاً لمجرد الإنتاج لا نستطيع أن ننافس به فى عالم يتوحش حولنا كل يوم ولا بقاء فيه إلا لمن يعى أصول اللعب مع الكبار.
نهضة مصر قادمة لا محالة بعد أن وضعنا قدماً على أول الطريق، ولكن كم من السنين ستمر لنرى مصر جنة نحلم بالعيش فيها؟ الإجابة ليست عند الحكومة ولكن بأيدينا نحن ولمن لا يصدق فليع الدرس من الألمان بعد أن حولت الحرب بلدهم إلى أكوام من التراب ولم يكن هناك أى شىء يدل على أمل، لكنه كان موجوداً فى عزيمة وإصرار الألمان الذين أذهلوا العالم كله واستحقوا الاحترام.
حقد «ست» على أخيه «أوزير»، فدبر لخطف ملكه وزوجته، فى البداية قام بخداعه وأغلق عليه تابوتاً وقذفه فى البحر وعندما أنقذته زوجته «إيزيس» عثر عليه فقطعه إرباً قذفها فى أماكن متفرقة فجمعتها «إيزيس» وأعادته إلى الحياة بالشكل الكافى لكى تحمل منه فى ابنها «حورس» الذى أكمل مسيرة الخير وانتقم لأبيه من عمه «ست»، العجيب أن «ست» لم يمت وإنما أيقن الفراعنة أنه لا سبيل لمحو الشر الذى سيظل موجوداً فى الأرض طالما كانت هناك حياة وبشر ليس هذا فقط، بل إن العبقرية المصرية القديمة أيقنت أن الحياة هى صراع بين الخير والشر وأن غاية النجاح هو إفساد مخططات الشر وإعلاء شأن الإنسان وقيمة الحياة، يعيش بيننا بعض ممن يصنفون أنفسهم مثقفين، يرتدون نظارات سوداء عليها غمائم يريدوننا أن ننظر إلى مصر من خلالها فلا نرى سوى خرائب وغرباناً تنعق.. إحباط المصريين واجب مقدس عندهم، شعارهم الهدم والتسفيه من كل محاولة لأخذ خطوة للأمام، بعض هؤلاء مكلف ويقبض الثمن، وأكثرهم فاشلون ضائعون يبحثون عن دور، ولو على حساب بلدهم، نصيحة لكل مصرى: حكّم ضميرك فى عملك وأتقنه حق الإتقان تتحول مصر إلى جنة.