كان أول ما نزل فى القرآن على الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: (اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم)، أى: اقرأ القرآن مفتتحاً باسمه -سبحانه- لأنه خالق الإنسان والأكوان، وربط ذلك بصفة الكرم التى يجب أن تلازم الإنسان فى علمه وتحصيله، ومع أن دعوة القرآن للقراءة دعوة للنهضة والحضارة والتقدم والبناء والعقل، يشبع الإنسان بها جوعه إلى العلم والمعرفة وألوان الحضارة، إلا أن البعض للأسف خرج ليقول: «إن قراءة الكتب الثقافية لا تدخل ضمن المعنى المقصود من الآية القرآنية»!!
فى هذا المقال لا نتحدث عن العلم كقيمة، ولا عن الثقافة وأهميتها بالمفهوم الشائع، ولكن نتحدث عن بعض القواعد والإجراءات التى يمكن أن تكون نافعة ومعينة على التحصيل والمذاكرة لطلاب المدارس والجامعات خصوصاً، وللقارئ العام عموماً:
- ابدا المذاكرة بـ«بسم الله الرحمن الرحيم».
- قراءة المذاكرة تختلف عن قراءة الاطلاع، فقراءة المذاكرة تحتاج إلى إعادة وتكرار، وحفظ وفهم، وإلى منهجية خاصة، وقراءة الاطلاع لا تحتاج إلى تكرار.
- القراءة النافعة تُهذب النفس، وتنير القلب، وترقى بأسلوبك فى المعاملة.
- الشهادة الجامعية النظامية تصنع متخرجاً، أما المثقف والعالم فله طرق أخرى، الحصول على الشهادة أولها وليس آخرها.
- الشعور بالقلق، والتوتر العصبى، والضجيج المتكرر، والشوق الجنسى يعوق المذاكرة المجدية، لكن لا تبالغ فى توفير الهدوء القاتل.
- لا تصاحب من يزرع فيك الخمول والإحباط واليأس، وصاحب المجتهد الذى يدفعك نحو المذاكرة والاجتهاد، ويُنهضك حاله، وبعض ضعاف النفوس من زملائك قد يُشيعون فى نفسك أجواء اليأس والخمول والانهيار والإحباط فإن خلوا مع أنفسهم تراهم يجتهدون ويفلحون وينجحون، لا يحبون لك ما يحبونه لأنفسهم.
- مهم أن يكون المقعد الذى تجلس عليه مناسباً لا ينحنى فيه العمود الفقرى.
- الإضاءة لها أهمية كبرى فى إغراء الشخص للجلوس على الكتاب، ويُفضل أن يكون الضوء ناحية كتفك الشمال لو كنت تُمسك الكتاب باليمين، والعكس.
- اجعل أمامك كتاباً قريباً غير الكتاب الذى تذاكر منه، فإن أصابك الملل من كتاب فيكون الآخر فى متناول اليد وليس بعيداً.
- حوِّل بصرك عن الكتاب لأى شىء آخر بين الحين والآخر لإراحة أعصاب العينين.
- اجعل صفحة الكتاب موازية للوجه، وعلى بعد نحو 40 سم.
- اجعل حافة الكتاب العليا فى مستوى العينين.
- لا تذاكر وأنت جائع، ولا تقرأ ومعدتك ممتلئة.
- المذاكرة النظامية صعبة، فلا بد من الخروج منها لشىء من الترفيه، كمشاهدة بعض مباريات الكرة، وممارسة الرياضة، والخروج مع الأصدقاء، لتعود للمذاكرة وأنت قوى نشيط.
- الذى يقرأ كل يوم ربع ساعة فقط يكون قد قرأ 20 كتاباً فى السنة، وكان فيلسوف الطب «وليم أوسلر» يقرأ كل يوم ربع ساعة، فصار من كبار المثقفين.
- هناك كتب وقت قراءتها الليل، وكتب وقتها بالنهار، وكتب قبل النوم، فلا تخلط الكتب ببعضها.
- ابدأ بالكتاب السهل، وفى الكتاب نفسه ابدأ بالفصل السهل، ثم انتقل إلى الصعب.
- إذا كنت ممن يحبون سماع الإذاعة مثلاً أثناء المذاكرة أو ممن يحبون الضجيج فاستمر فى عادتك، لأن الضجيج بالنسبة لك كالهدوء بالنسبة لغيرك.
- لا تذاكر على ترابيزة مفروشة بأوراق الصحف، أو عليها كلام مكتوب، ومن أفضل أوقات التحصيل بعد صلاة الفجر مباشرة.
- النظافة الشخصية وجمال المكان من أهم سمات التحصيل، فكن منظماً مرتباً، ولا تجعل مكان مذاكرتك سلة لإلقاء الملابس والأقلام والأوراق وأكواب الشاى وما إلى ذلك.
وأخيراً أنصح بقراءة كتاب: (منهجية التعليم)، و(لماذا نقرأ).