سُجن عدة مرات فى إيران، وكان يقول: «لا يزال عودى صلباً رغم أن علماء النفس يقولون إن الجيل الواحد لا يحتمل أكثر من هزيمة واحدة وهآنذا أعد نفسى للهزيمة السادسة».
استطاع التجرد بعيداً عن هوى المذاهب والتمذهب، كان يريد العودة إلى التسنن المحمدى الذى كان على عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، والتشيع العلوى الذى كان على عهد على بن أبى طالب، وكان يرى أن وحدة الشيعة مع السنة ممكنة وضرورة حياتية، وأن صراع الشيعة مع السنة معركة عبثية لإلهاء المسلمين عن معركة الإسلام ضد الاستعمار والصهيونية.
دعّم الثورة الجزائرية وحركات التحرر فى العالم، أُطلق سراحه بوساطة جزائرية 1977 لدى الشاه، وظل بعدها قيد الإقامة الجبرية، ثم سُمح له بالسفر إلى لندن واغتيل هناك بالسم وعمره 44 عاماً، رُفعت صوره بعد عامين من وفاته أثناء الثورة الإيرانية باعتباره معلماً للثورة، كان يرفض التشيع الصفوى الذى أسسته إيران.
جاء فى وصيته: «لم أكتب كلمة لصالح الأراذل، ولم أكتب جملة من أجل منفعة حرام»، ولذلك كانت كلماته غاية فى القوة والجرأة معاً، وإليكم بعضاً منها: المسجد فى زمن الرسول كانت له ثلاثة أبعاد: بُعدٌ دينى (معبد)، وبُعدٌ تربوى (مدرسة)، وبُعدٌ سياسى (برلمان)، وكان كل مواطن عضواً فيه، أصبح المسجد الآن قصراً فخماً، ولكن بدون أبعاد.
إنى أُفضّل المشى فى الشارع وأنا أُفّكر فى الله، على الجلوس فى المسجد وأنا أفكّر فى حذائى.
إذا أردت أن تُخرّب أى ثورة، أعطها بُعداً طائفياً أو دينياً وستنتهى إلى هباء. الحرب بين المسلمين ليست حرباً بين التشيّع والتسنّن، ولا من أجل العقيدة، بل هى معركة بين مصالح دول ضحيتها العوام من السنة والشيعة.
لا بد أن نُعيد القرآن مرة ثانية من القبور والتعازى إلى الحياة، ونقرأهُ على الأحياء لا على الأموات.
مشكلتنا نحن المنتسبين للإسلام منذ قرون لا تكمن فى عدم تطبيقنا الإسلام، بل فى أننا لم نفهمهُ بعد.
عندما يشب حريق فى بيتك ويدعوك أحدهم للصلاة والتضرع إلى الله، فاعلم أنها دعوة خائن! لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى عمل آخر، هو الاستحمار، وإنْ كان عملاً مقدساً. لا فرق بين الاستعمار والاستحمار سوى أن الأول يأتى من الخارج والثانى يأتى من الداخل. أن يكرهك الناس لصراحتك أفضل من أن يحبوك لنفاقك.
أبى مَن اختار اسمى، وأسلافى هم مَن اختاروا اسم عائلتى، وأنا مَن اخترت طريقى. لا تقل للباطل نعم مهما كانت المصلحة. المرأة التى تقضى سنة تتحدث بشأن جهازها وتساوم فى مهرها وفخامة حفل الزفاف، لا تزال جارية بالمعنى الكامل للكلمة.
الحروب عبارة عن اشتباك بين فريقين لا يعرف أحدهما الآخر. إذا استُغل الدين من قبَل السلطة لحفظ مصالحها فستحصل أسوأ فاجعة يُسحق فيها الإنسان ويصبح الدين شهيداً فى سجلات التاريخ.
خير لك أن تقضى وقتك بالسعى لدخول الجنة، على السعى فى إثبات أن غيرك سيدخل النار.
لا ألوم الجاهل على جهله بل ألوم العالم الذى استغل علمه لخداع الجاهل. إن الأرض يرثها عبادى الصالحون، الصالحون قولاً وفعلاً وفكراً. انظر دوماً لمن دونك لو كان هذا صحيحاً لما كان هناك تقدم. مات جارى من الجوع وفى عزائه ذبحوا كل الخراف. لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام. التدين الذى لا ينفع الإنسان قبل الموت لا ينفعه بعد الموت أيضاً.
رحم الله على شريعتى، ولو كان يعيش الآن لكره كل ما صنعته الثورة الإيرانية من تعصب مذهبى أقامت عليه إمبراطورية كبرى ليس على حساب إسرائيل والغرب ولكن على حساب العرب.