مخطئ من يعتقد أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لبناء الدولة المصرية ووضعها على المسار الصحيح تقتصر على تطوير وتحديث البنية التحتية من مرافق خدمية كالمياه والصرف الصحى والكهرباء والغاز، وإنشاء شبكة كبرى من الطرق والكبارى والمحاور، أو تشييد مدن سكنية جديدة أو زيادة عدد المدارس والجامعات والمستشفيات.. إلخالمدقق فيما يفعله الرئيس عبدالفتاح السيسى يتأكد أن الرجل كان يضع أمام عينيه وفى لب أفكاره بناء (الجمهورية الجديدة) بكل تفاصيلها التى تختلف كثيرا عن سابقتها. حجر أساس بناء الجمهوريات الجديدة الذى أيقنه الرئيس السيسى يتلخص فى كيفية بناء طريقة جديدة للتعامل مع كل قضايا الدولة المصرية داخلياً وإقليمياً وعلى المستوى الدولى، واستدعاء أكثر ما يميز دولة مصر طوال تاريخها ممزوجاً بمكونات الحاضر لصناعة المستقبل الذى نستحقه.للجمهورية الجديدة قواعد محددة لإقامتها تتجاوز قواعد علاج مشكلات الدولة وتجاوز عثراتها، فتجاوز المشكلات وعلاجها يشبه حالة العلاج بالمسكنات، والطبيعى أنه كلما تتجاوز مشكلة ستظهر الأخرى لتجد نفسك تدور فى حلقات مفرغة ربما تحقق الاستقرار ولكنها لا تحدث انطلاقة نسميها (الجمهورية الجديدة) والتى أرى ملامحها بدأت ولادتها من رحم الرؤية الرشيدة التى أسسها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بداية حكمه وتمثلت فى الآتى:- تطوير الجيش المصرى، حيث يعتبر إحدى أهم دعائم الدولة القوية والجمهورية الجديدة وجود جيش قوى عقيدته دفاعية ولكن قادر ومؤهل على حماية الأمن القومى المصرى والعربى فى أى مكان، وذلك لن يتم إلا بتحديث السلاح وتنوع مصادره، وهو ما تبناه وفعله الرئيس وقادة القوات المسلحة المصرية، فأسلحة وأدوات الجيش المصرى مكنته من المساهمة الفعالة بمعركة البناء بجانب قدرته العسكرية الجبارة التى تتيح له الذود والدفاع عن مقدرات البلاد.- إعادة بناء دوائر السياسة الخارجية المصرية بما يحقق التوازن فى علاقات مصر الخارجية وانفتاحها على المجتمع الدولى والتأثير فى محيطنا الإقليمى، حتى أصبحت القاهرة عاصمة صنع السياسة فى المنطقة، هكذا تتجه مصر نحو جمهوريتها الجديدة التى تشكل دبلوماسيتها الرصينة إحدى مفردات الدولة المصرية الحديثة، والتى ظهرت بصورتها الصحيحة أمام العالم بعد أن أصبحت المسارات السياسية المصرية تحقق الأهداف وتنتصر فى كافة المعارك الدبلوماسية التى تخوضها الدولة صوناً لمقدرات الوطن وحفاظاً على أمنه القومى.- العاصمة الإدارية كرؤية جديدة وتحديث لإدارة أراضى الدولة: قد يرى البعض أن فكرة إنشاء عاصمة جديدة ما هى إلا مبان وطرق ومنشآت خدمية لاستيعاب سكان جدد لا داعى لها فى هذا التوقيت، ولكن هذا اعتقاد مخالف للحقيقة، فالواقع الذى نراه هناك يتجاوز هذا التفكير بمسافة كبيرة، فعقل الدولة ومستقبلها فى العاصمة التى تدفع مصر بقوة للتحرك من مصاف الدول النامية لتصبح دولة صاعدة وتنسف الروتين والبيروقراطية التى أعاقت التنمية والتقدم، عاصمة جديدة لجمهورية جديدة تحجز مكاناً فى صفوف المقدمة.- بناء الإنسان المصرى: وهو ما نراه من خطة حقيقية لتطوير منظومة التعليم رغم ما تواجههه من تحديات وصعاب، إلا أنه لا خلاف على أن طريق التطوير الحقيقى لمنظومة التعليم بدأ، هذا بالإضافة إلى ما رأيناه من اهتمام غير مسبوق بصحة الإنسان المصرى، ولأول مرة نرى المراكز والقوافل الطبية المتنقلة تجوب مصر من خلال حملة (١٠٠ مليون صحة) لعلاج مرضى الالتهاب الكبدى الوبائى وبعدها علاج الأمراض المزمنة وذلك بتوجيه وتكليف من الرئيس، وكذلك بدء تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل.- التعامل الجاد والحقيقى مع مشكلات الاقتصاد: لم يخف الرئيس عن الشعب المصرى حقيقة الوضع الاقتصادى السيئ للبلاد فور توليه رئاسة الجمهورية عام ٢٠١٤ وعاهد المصريين وطالبهم بالاصطفاف بجواره لتحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى، التى تضمنت إعادة هيكلة منظومة الدعم ليذهب فعلياً لمستحقيه وهى الطبقة محدودة الدخل، كذلك اتخاذ قرارات بالغة الصعوبة تحملها المصريون كتكلفة لمستقبل واعد للدولة أو الجمهورية الجديدة التى تتعامل مع مشكلاتها بمشرط الجراح وليس بمسكنات طالما استخدمناها لعقود طويلة من منطلق أن الشعبية أهم من المستقبل، والحقيقة أن الرئيس السيسى أول رئيس آمن أن المستقبل أهم من أى شعبية تبنى على حساب المستقبل وتغييبه.تلك هى وباختصار دعائم بناء الجمهورية الجديدة التى تتجاوز فكرة الاحتواء الشعبى وتجنبها لصالح المستقبل الذى يستحقه هذا الوطن.