يعانى أكثرُنا من الحُكم على الشخصيات العامة بالعاطفة!
والحكمُ على الرئيس الراحل عبدالناصر يلْحق بهذه القاعدة؛ فالناصريون يعدّونه حاكماً مثالياً.. وأكثرُ الإسلاميين يَعدّونه أسْوأ الحكام!
وكلاهما مُخطِئ؛ ويمكننى أن أذكر بعض إيجابيات وسلبيات الرئيس عبدالناصر بعد دراسة متأنية له ولعصره لسنوات طويلة.. وذلك على النحو التالى:
1- من أهم إيجابيات ناصر استقلال القرار الوطنى المصرى بعد عقود من السيطرة الكاملة للمندوب السامى البريطانى.
2- إجلاء بريطانيا عن مصر.
3- إقامته للعدل الاجتماعى والانحياز للفقراء.
4- محاولته توحيد العرب وجمع كلمتهم.
5- تعَففه وأسرَتِه عن مغانم السلطة.
6- مساعدته الدول العربية والإسلامية على التحرر من المستعمر مثل الجزائر والمغرب وتونس وغيرها.
أما عن سلبياته فهى:
1- ألغى الحريات السياسية وأقصَى كلَ من يخالفه..
2- قايضَ المصريين فأخذ منهم الحرية والديمقراطية وأعطاهم العدالة الاجتماعية!
3- لم يكتفِ ناصر بإقصاء الآخر من الحياة.. ولكنه أراد إلغاءه من التاريخ.. فلم يتحدث يوماً عن ثورة 1919م أو سعد زغلول أو النحاس، وألغى تاريخ الإخوان.. وأغفلَ أن نجيب أول رئيس لمصر.. وكأنه أرادَ أن يبدأ تاريخُ مصر الحديث به فقط.
4- توسع فى عمليات التعذيب وجعلها منهجية ثابتة مع خصومه السياسيين بلا استثناء.
5- عسكرة مصر كلها.. بحيث وزع ضباط الجيش ليقودوا كل شىء فى مصر.
6- تسليم الجيش المصرى لصديقه الرائد عامر وترقيته فى سابقة فريدة من رائد إلى لواء فمشير.. مما أدى إلى هزيمة 1956م ثم 1967.. مما اضطره فى النهاية إلى قتل صديقه عامر.. فأخطأ فى التعيين وفى القتل.
7- إلغاء الدعوة الإسلامية الحقيقية.. ومنع كل الدعاة النابهين البارزين من دعوتهم.
8- إلغاء «الوقف الإسلامى».. ومصادرة أموالها الطائلة وإدخالها فى خزينة الدولة.. مما أدى إلى سرقتها ونهبها.. وهو أول من تجرأ على تعطيل هذا الباب منذ تاريخ الإسلام الأول.
9- سجن وتعذيب وقتل الإسلاميين.. وابتداع ما يسمى بالمحاكم العسكرية التى شوهت وجه القضاء المصرى حتى اليوم.
10- مسئوليته الكاملة عن هزيمة 5 يونيو 1967.. وهى الأسوأ فى تاريخ مصر كله.. ورغم ذلك فإن من حسناته أنه أعاد بناء الجيش المصرى بعد النكسة على أسس حديثة.
11- تدمير الاقتصاد المصرى.
12- فرط فى السودان بعد أن كانت ضمن الدولة المصرية.. والآن مصر والسودان ثلاث دول.