خلال افتتاح الرئيس السيسى لمنتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى، تجلى اهتمام مصر بتطبيق عناصر التنمية المستدامة الـ17، خاصة فيما يتعلق بتحديات المناخ الذى يعقد مؤتمرها الدورى فى نوفمبر بحضور قادة الدول والرؤساء والملوك فى مظاهرة هى الأعلى فى تاريخ قضية تغير المناخ.
تجتمع الدول الصناعية الكبرى التى صنعت أزمة المناخ ودمرت الغلاف الجوى للكرة الأرضية الذى تكون فى 1,2 مليار سنة دمرناه فى أقل من 500 سنة هى عمر الثورة الصناعية، ورغم أن البشرية قد نجحت فى إعادة التحام طبقة الأوزون الحامية من عدة عناصر خطرة مؤثرة على صحة النبات والإنسان حيث كانت تدمر العقد النيتروجينية فى المحاصيل البقولية فضلاً عن تعقيم التربة من أى نوع من البكتيريا الصديقة للإنسان والحيوان والمنتجة لتوازن بيئى دقيق لا يستطيع أعتى العلماء من مجاراته فضلاً عن تقليده.
وحيث يظل الجهاز التنفسى للبشر والحيوان والطيور يعتمد على الأكسجين بنسبة معينة، فإن تلوث الهواء واضطراب توازن الأكسجين جعل أكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين تتحول إلى «ماء نار» يكوى ويحرق النبات والإنسان والحيوان والطيور.
وحينما ترى عوداً مصفراً أو شجرة أوراقها تكاد تكون اختفى منها اللون الأخضر وأوراقاً لها صفراء بها بقع فاعلم أن أكاسيد الكبريت والكربون والنيتروجين قد جعلت الهواء ناراً حارقة.
وهكذا دمر الإنسان بطيشه وغروره مصنع إنتاج الأكسجين الذى هو مادة الكلوروفيل بأوراق الشجر الأخضر وأصبح (كما يحدث فى بعض بلاد العالم مثل الصين وسنغافورة) يحتاج إلى كمامة أكسجين دائمة فوق أنفه لتعويض نقص الأكسجين فى الجو بسبب التلوث، وهكذا قريباً سوف تسمع عن سوق تجارية لبيع الهواء، وأصبح المثل الشعبى «ضحك عليه وباع له الهواء» حقيقة.
إن عقد المؤتمرات واللقاءات حول وقف مهزلة تدمير المناخ العالمى ليس ظاهرة حسنة بل إنها تؤكد أن المرض قد اشتد، وأن المريض (الكرة الأرضية) أصبح على حافة الموت، فهل نستطيع إنقاذ الكرة الأرضية التى هى المسكن الوحيد للبشر كى يحيا حتى نكتشف كوكباً آخر نرحل إليه بعد أن دمرنا كوكبنا الوحيد وهو كوكب الأرض؟
ويبدو أن الفنان الراحل العظيم يوسف شاهين مخرج فيلم «الأرض» كان قد تنبأ مبكراً بأن الإنسان سيدمر الأرض التى هى غذاؤه وماؤه وهواؤه فهل نفيق قريباً أم أن الموت التام للبشرية أصبح لازماً؟