جمهورية الصين الشعبية هى التنين العملاق القادم بقوة من أقصى الشرق الآسيوى ليصبح إحدى القوى العالمية. دولة عملاقة فى مساحتها وعدد سكانها، والأهم والأخطر والأكثر فائدة أنها عملاقة فى مواردها، وعبقرية فى إدارة كل هذا الخليط، ما حولها إلى مصنع للكرة الأرضية. سعدت الأمس حين ألقيت كلمة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى ختام فعاليات الدورة الثانية للمنتدى الصينى - العربى للسياسيين الشباب.
استمر هذا المنتدى المهم على مدار ثلاثة أيام تم فيها مناقشة موضوعات متنوعة، وشهد جلسة عن: «تنمية الدولة ومسئولية الشباب». وأخرى بعنوان: «الآفاق المستقبلية للمجتمع الصينى - العربى للمستقبل المشترك».
كما شهد زيارة ممثلى شباب الدول العربية المقيمين فى الصين لمتحف تاريخ الحزب الشيوعى الصينى، ولشركة بايت دانس التكنولوجية، لتبادل الأفكار حول تنمية العالم الجديد والاقتصاد الرقمى وريادة الأعمال والتوظيف للشباب، وتمت متابعة تلك الزيارات من الشباب حول العالم عبر تقنية «الفيديو كونفرانس».
جاء فى الكلمة أن الثروة الحقيقية التى بين أيدى شعوبنا اليوم هم الشباب، بما يمثلونه من فرصة آنية للنمو والازدهار. وأن لهم دوراً كبيراً ومهماً فى تنمية المجتمعات وبنائها. وأن أحد المبادئ الأساسية لخطة التنمية المستدامة، رؤية مصر 2030، تتمثل فى التأكيد على أنه «لن يتخلف أحد عن ركب تحقيق أهداف التنمية»، وأن الشباب فى القلب من هذه الرؤية. وأن عملية التفكير فى قضية مشاركة الشباب فى الشأن العام لا بد أن تتم ضمن منظور عام ومتكامل، يطرح بداية إصلاح المجتمع، وإيجاد بيئة سليمة لممارسة عمل سياسى ومدنى حقيقى، ويُعطى الفرصة للشباب لإثبات جدارته فى ترسيخ الديمقراطية وتحقيق التنمية المستدامة. ولن يتأتى هذا إلا بتفعيل مظاهر المواطنة، التى تعنى فى أحد تعريفاتها: المشاركة الواعية لكل شخص دون استثناء، ودون وصاية من أى نوع، فى بناء الإطار الاجتماعى، أى فى تأسيس السلطة والشأن العام. ومن هنا تأتى أهمية تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التى تُعد حالة حوار مفتوح بين كل أطياف العمل السياسى، وتجمعاً فريداً لألوان متعددة تشكل دائرة الألوان السياسية المصرية كلها.
قدمت الكلمة عدداً من التوصيات؛ منها العمل على دعم انتماء الشباب للهيئات السياسية والمدنية، وإشراكهم مشاركة حقيقية وفعالة فى مراكز اتخاذ القرار. فضلاً عن دعم السياسات الإعلامية الرشيدة، التى من شأنها أن تشجع الشباب على الانخراط ومواكبة الشأن السياسى والمحلى. وضرورة أن تضم كل الهيئات السياسية والمدنية فى عضويتها فئات شابة. كما دعت «التنسيقية» إلى تبادل الزيارات بين الجانبين المصرى والصينى.
الفعاليات الصينية من هذا النوع مهمة وجيدة كفرصة للتواصل مع إحدى أهم دول العالم. وهذه هى المشاركة الثانية؛ فقد انعقدت الدورة الأولى للمنتدى الصينى - العربى للسياسيين الشباب العام الماضى بهدف زيادة تعميق التبادل بين السياسيين الشباب فى الصين والدول العربية، وتعزيز تبادل الأفكار والثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، والدفع المستمر لتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية.