حقيقة "الذئاب المنفردة".. سلاح "داعش" لتحويل الصعيد لـ"إمارة مزعومة"
طالب أحد مقاتلي "داعش" عبر أحد المواقع الجهادية من وصفهم بـ"الذئاب المنفردة" إلى تشكيل ولاية إسلامية في الصعيد، تتبع "داعش"، وتكون بؤرة جديدة لتصدير الإرهاب والتطرف في مصر، على غرار سيناء.
عقب هذا التصريح، سادت حالة من الجدل حول هوية "الذئاب المنفردة"، وهل ذلك اسم تنظيم جديد ينتمي إلى أحد الجماعات الإرهابية المتواجدة في شبه جزيرة سيناء، أم أنها جماعة جديدة، ما دفع "الوطن" إلى توضيح حقيقة هذا المسمى...
"الذئاب المنفردة" مفهوم خاص مسجل للإرهاب الأمريكي الأبيض العنصري، وأول من استعمله المنظران أليكس كورتيسوم وتوم ماتزغار، بدايات تسعينات القرن الماضي، وحددا تعريفه بأنه: "عمليات منفردة لعدد محدود جدًا من الناس يقومون فيها بتحديد الأهداف والتوقيت والمكان بشكل يبدو مجهولًا وغير مرتبط بقيادة مركزية"، الأمر الذي أكده الباحث التونسي طارق الكحلاوي، في أحد مقالاته لصحيفة "الحياة" اللندنية.
الذئب المنفرد عنصر عالي التدريب، شديد الحماس لا يحتاج توجيهًا مباشرًا، إنما يستشعر التوجه من خلال الأحداث والأخبار، فينطلق لدعم جماعته عبر عمليات تفجير عشوائية إن عجز عن الوصول إلى أهداف محورية، ويسعى إلى إسقاط أكبر عدد من الضحايا.
وكثيرًا ما حلم تنظيم "القاعدة" بامتلاك مثل هذه النوعية من المقاتلين، إلا أن وجودها الفعلي جاء من "داعش"، فالتنظيم غير متشدد في استقبال من يريد اللحاق به من دون تردد، لأنه يحكم فعليًا منطقة واضحة ويسيطر عليها، ولا يعيش مثل التنظيمات الأخرى في اختفاء وهروب دائمين، فلا يخشى من أي قادم وإن كان جاسوسًا، وهو ما رفع عدد المنضمين وجنسياتهم إلى درجة يصعب حصرها.
وبات واضحًا أن كثيرًا من أعضائه تكون علاقتهم بالتنظيم من خلال رحلات متعددة بسبب سهولة الدخول والخروج، ما يرشح أن عدد الموجودين في البلدان منهم أكثر من المتواجدين ميدانيًا مع التنظيم، وهؤلاء هم الكوادر التي ستشن هجمات متوالية في أماكنها وترهق الأمن والشرطة وتولد الرعب والرهبة بين الناس، هذه المجموعات يستحيل رصدها، فهي لا تخضع لسلسلة أوامر وترتيبات، بل يكون الفعل أحيانًا مجرد غضب مباشر بسبب حدث ما، ليعد الذئب المنفرد قنبلته ويرتدي حزامه ثم يفجر نفسه في أقرب نقطة يستطيع الوصول إليها.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة تعيش هاجس ما يطلقون عليه اسم "الذئاب المنفردة"، مشيرة إلى أنه ينبع خطر الذئاب المنفردة من كونهم يتحركون في الظل وخارج دائرة الرصد الأمنية، متسلحين بعامل يشكل أسوأ السيناريوهات المحتملة لأجهزة الاستخبارات، ألا وهو عنصر المباغتة.
وتستعمل أجهزة الأمن الأمريكية مصطلح الذئاب المنفردة، للدلالة على الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة والذين قد يقدمون على تنفيذ عمليات تصفها بـ"العنيفة"، من دون أن يكون لهم ارتباط مباشر بجماعات تعتبرها واشنطن إرهابية.