بعد أقل من يوم على اعتقاله، وبعد ساعتين فقط من المحاكمة الثورية، صدر الحكم بإعدام الرئيس الرومانى الأسبق نيكولاى شاوشيسكو يوم 25 ديسمبر 1989. أخذ رجال الجيش الرجل وزوجته وأوقفوهما إلى جوار سور وأطلقوا الرصاص كثيفاً. واحتفل العالم بسقوط الطاغية الاشتراكى. لم يتحدث أحد وقتها عن محاكمة عادلة أمام القضاء الطبيعى، ولا عن حقوق الطاغية فى توكيل محامين، ولا عن حقوق الإنسان.
كان مشهد إعدام شاوشيسكو هو نفسه الذى يحلم ويطالب به «النوشتاء والحكوكيون» تجاه مبارك ورجاله، من خلال محاكمة ثورية دون قاض طبيعى، وكانوا سيهللون فرحاً بانتصار الثورة، لكنهم فجأة صاروا يكرهون الثورية عندما أصبح محمد مرسى قريباً من الحبل.
وفى صباح يوم 16 مايو 2015، وبعد نحو 20 شهراً من جلسات المحاكمة، أصدرت محكمة جنايات مصر قرارها بإحالة أوراق قيادات الإخوان الخونة إلى فضيلة المفتى لاستطلاع الرأى الشرعى فى إعدامهم بعد إدانتهم بالتخابر ضد وطنهم لصالح حركتى «حماس» و«حزب الله» ومعهما حركة إرهابية أخرى تحمل اسم دولة «قطر». وفى صباح 17 مايو، وبعد عدة أشهر من جلسات المحاكمة نفذت مصر حكم المحكمة العسكرية بإعدام 6 من عناصر خلية عرب شركس الإرهابية الذين اعترفوا بقتل جنود مصر، وتفاخروا بذلك علناً.
واستشاط النشطاء غضباً: كيف أصدر قضاة مصر تلك الأحكام القاسية ضد الإرهابيين الطيبين؟ ألم تأخذهم رحمة أو شفقة بأولئك الأبرياء الذين «يا دوب» قتلوا «كام جندى»؟ ألم ينظروا إلى ملامحهم وعيونهم التى تفيض حباً للوطن والشعب؟ أين حقوق الإنسان فى المحاكمة العادلة أمام القاضى الطبيعى؟ أين الإنسانية من إعدام هؤلاء الشباب وتشريد أبنائهم لمجرد أنهم قتلوا جنوداً لديهم أبناء؟
لا يرى أصحاب حقوق الإنسان أبداً حقوق الشعب، يضعهم غباؤهم دائماً فى نفس خندق الإخوان والإرهابيين، يدافعون عن حق القاتل ولا يعرفون شيئاً عن حقوق شعب تحول يوم الجمعة لديه من يوم للصلاة والراحة إلى يوم لإغلاق أبواب البيوت بينما يعيث الإخوان فساداً فى الشوارع، يدافع سادة حقوق الإنسان عن إنسانية قاتلى الإنسانية.
لا يعرف سادة حقوق الإنسان شيئاً عن أكثر من 2500 قتيل من أبناء مصر منذ سقوط الإخوان فى 30 يونيو، لم ينظروا فى عين أم كانت تستعد لزفاف ابنها قبل أن يقتله رجال بديع ومرسى، لم ينظروا إلى عين طفل رضيع صار يتيماً على يد مرسى وشركس، لم ينظروا إلى وطن يجرى تخريبه بالعبوات الناسفة والقنابل، فالإنسانية عندهم تسمح بالقتل والتفجير وقطع الرؤوس وحرق البيوت وسحل الرجال، لكن هذه الإنسانية نفسها لا ترضى بإعدام القاتل.
اللعنة عليكم وعلى إنسانيتكم.