"الفقى": البيروقراطية و"البنود الغامضة" وراء تأجيل "المليون وحدة"
قال الخبير الاقتصادى الدكتور فخرى الفقى، مساعد المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى الأسبق، إنه لا يعتقد بوجود تعثر فى مشروع أرابتك لبناء المليون وحدة، مشيراً إلى أن التباطؤ فى التنفيذ قد يرجع إلى الإجراءات البيروقراطية التى سيطرت على المشروع منذ البداية وأهمها تحويل عقد الشركة من الهيئة الهندسية لوزارة الدفاع إلى وزارة الإسكان، التى تتولى المفاوضات بدورها حول الاشتراطات الفنية ونسبة الحكومة بالمشروع، إضافة إلى طول مدة المفاوضات بين الشركة الإماراتية ووزارة الإسكان بعد التوقيع بينهما، مشيراً إلى أن ما يشاع حول توقف المشروع وفشل المفاوضات بين الشركة والوزارة غير صحيح، ويهدف إلى أغراض دنيئة.
■ هل تعتقد بوجود أزمة بين الإسكان وأرابتك؟
- لا أعتقد ذلك، وإنما التباطؤ فى تنفيذ المشروع يرجع إلى عدة أسباب أبرزها تحويل عقد التنفيذ من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى وزارة الإسكان، التى تولت بدورها بدء مفاوضات جديدة مع الشركة، كما أن تغيير مجلس إدارة الشركة مطلع الشهر الحالى سبب هو الآخر تأخراً فى تنفيذ المشروع، كما أن أرابتك شركة ضخمة برأس مال قوى، وهو ما لا يرجح ضعفها مالياً، كما أرسلت الشركة مؤخراً خطاباً للوزارة تعلن فيه موافقتها على اشتراطات الحكومة، معتزمة بدء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بواقع 100 ألف وحدة سكنية، وبالتالى فلا صحة لما يشاع حول توقف المشروع وفشل المفاوضات بين الجانبين، ولعل تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الأخيرة، خير دليل على ذلك.[FirstQuote]
■ ماذا لو توقف المشروع فعلاً بفشل المفاوضات بين الجانبين؟
- لا أتوقع ذلك، وإذا افترضنا فعلاً حدوث ذلك وتوقف المشروع بتوقف المفاوضات بين وزارة الإسكان والشركة الإماراتية لأى سبب، فسيتم حينئذ اللجوء للتعامل مع شركة أخرى بالطبع عبر إرسائه على شركة أخرى، فهذا ليس نهاية المطاف، فأرابتك ليست الشركة الوحيدة بالسوق، كما أن السوق المصرية بها شركات رائدة يمكنها تولى مشروع بهذا الحجم أو حتى من خلال تحالف يضم عدة شركات، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى مهتم بدوره بالمشروع لما له من انعكاس إيجابى على الشباب ويسهم فى حل أزمة إسكان محدودى الدخل، وأعتقد أن هذا المشروع حال إتمامه بإنشاء مليون وحدة سكنية سيوفر الكثير للشباب وسيسهم فى حل أزمة الإسكان فى مصر بالقضاء عل فجوتها السنوية، حيث تشير تقديرات البنك الدولى إلى حاجة مصر لنحو 350 ألف شقة سنوياً.
■ بماذا تفسر اهتمام الرئيس بمشروع المليون وحدة؟
- اهتمام الرئيس السيسى بالمشروع له ما يبرره ويرجع إلى إدراكه حجم أزمة الإسكان فى مصر فى الوقت الراهن، كما أن الشباب اليوم ليست لديهم المقدرة المالية لشراء وحدة سكنية غير مدعومة، وهو ما دفع الحكومة لاشتراط حجز نسبة من المليون وحدة فى 13 محافظة، ما يستدعى ليس فحسب مجرد الاهتمام بل وتحرك الحكومة من خلال تبنيها مشروعاً قومياً للإسكان كمشروع المليون وحدة.