رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

تصوير:

كتب: شريف حسن

03:59 م | السبت 17 فبراير 2018
في كل شارع من شوارع القاهرة، توجد قصص مليئة بالعبر، في أعين البائعين الجائلين ومن يتخذوا الشارع كمأوى والرصيف كمصدر رزق. في حي بولاق الدكرور وبالتحديد في شارع ترعة الزمر، يمسك الرجل بعكازه الذي يتحسس به الأشياء ويعوضه عن بصره الذي فقده بسبب القنابل المسيلة للدموع أثناء إحدى التظاهرات، إنه أحمد عبد العزيز سلامة، رجل يبلغ من العمر ٦٥ عاما من محافظة سوهاج يبيع الكرشة والممبار. يجلس وأمامه قفصين يغطيهما بـ”شوال” ليفرش عليهم بضاعته، التي يخرجها من برميل ملئ بالممبار والكرشة، يحاول أن يكسب منهم لقمة عيش يصرف منها على أبناءه الثمانية، حيث يقول الحاج أحمد:” المساعد ربنا ومن بعده العكاز، بيخليني اشوف السكة والناس والحيطان والعربيات” مضيفا أنه لا يستطيع ان يجلس في البيت لأن الجلوس يسبب العجز. وعن سبب فقدانه للنظر قال الحاج أحمد إنه أثناء إحدى المظاهرات أمام نقطة شرطة المرور تم ضرب القنابل المسيلة للدموع لافتا إلى أن الجميع قاموا بغسيل أعينهم لتفادي أثر القنابل ولكنه لم يهتم بذلك واستيقظ في اليوم الثاني فاقدا لبصره. وأوضح بائع الكرشة والممبار أنه يبدأ عمله من الساعة السابعة صباحا حتى الثامنة مساء، مشيرا إلى أنه يحمد الله على كل شيء لكنه كان يتمنى أن يحافظ على نظره حتى يستطيع رؤية كل شيء حوله.