الثورات والانقلابات والحروب تربك خريطة البطولات الأفريقية
تسببت الاضطرابات التى يعانيها عدد من البلدان الأفريقية فى ارتباك خريطة كرة القدم على مدار العامين 2011 و2012، بعدما اضطر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم لإقامة مباريات من دون جماهير ونقل بطولات من بعض البلدان، فضلا عن تشديد الإجراءات الأمنية داخل الملاعب.
وترصد «الوطن» أهم الأحداث التى تأثرت بها كرة القدم فى القارة السمراء على مدار العامين، حيث قرر الاتحاد الأفريقى نقل بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2012 من ليبيا إلى جنوب أفريقيا بسبب تحطم البنية التحتية فى ليبيا على خلفية الثورة التى أطاحت بنظام معمر القذافى، وخرج المنتخب الليبى للعب مبارياته على ملاعب محايدة، حيث فاز على موزمبيق بهدف نظيف فى ختام التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى البطولة نفسها.
وفى مصر شهدت مباراة الزمالك والأفريقى التونسى بدور الـ32 من دورى أبطال أفريقيا 2011، اجتياح الجماهير لأرضية الملعب قبل نهاية المباراة بدقيقتين احتجاجا على خروج فريقها من البطولة. كما حمّل الجهاز الفنى للمنتخب المصرى مسئولية عدم التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2012 لتوقف النشاط الرياضى أيام الثورة المصرية التى انطلقت 25 يناير 2011، وتعانى الأندية المصرية حاليا من خوض مبارياتها ببطولة دورى أبطال أفريقيا فى نسختها الحالية من دون جماهير على خلفية رفض الأمن لإقامة أى مباريات بحضور الجماهير بعد أحداث بورسعيد.
أما تونس، فقد قامت جماهير الأفريقى التونسى باجتياح ملعب مباراة فريقها مع الهلال السودانى فى دور الـ16 لبطولة دورى الأبطال عام 2011، ليقرر الاتحاد التونسى إقامة جميع المباريات دون جماهير، إلا أن الترجى التونسى نجح فى التتويج بالبطولة فى النهاية بعدما أقنع الأمن بدخول خمسة آلاف متفرج فقط لملعب مباراته مع الوداد المغربى فى النهائى. وتعانى إثيوبيا هى الأخرى من خطورة إقامة مباريات كبرى بسبب خشية الأندية من السفر إلى هناك بسبب الحرب القائمة على الحدود بين إثيوبيا وإريتريا، وآخرها كان سفر سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلى للاطمئنان على الأجواء هناك قبل مواجهة الأهلى مع البن الإثيوبى فى دور الـ32 لدورى أبطال أفريقيا. ومرت كوت ديفوار بأزمة كروية بسبب الحرب الأهلية التى ضربت البلاد لمدة أربعة أشهر فى العام الماضى، حتى إن النجم الإيفوارى ديديه دروجبا لاعب تشيلسى الإنجليزى سافر إلى بلاده لمحاولة احتواء الأمر بصفته أحد نجوم العالم ومن مواطنى كوت ديفوار، إلا أن استعدادات المنتخب الإيفوارى لكأس الأمم الأفريقية لم تتأثر بتلك الأحداث لكون جميع لاعبى منتخب الأفيال من المحترفين وأقاموا معسكراتهم بالخارج. وتم إلغاء مباراة أسيك ميموزا مع فريق موتور أكشن الزيمبابوى فى دورى أبطال أفريقيا على خلفية تلك الأزمة التى ضربت البلاد، وخاض الفريق مباراته خارج أرضه وفاز بضربات الترجيح، فى حين انسحب فريق جى سى اى تريشيفيل من البطولة بعدما فشل فى السفر إلى مالى لمواجهة النصر الليبى فى مباراة فاصلة بعد تعذر لعب المباراة هناك، وبالتالى تم اعتباره مهزوما بثلاثية نظيفة.
وأخيرا انضمت مالى إلى الفرق التى تعانى من الاضطرابات بسبب الانقلاب العسكرى الذى أدى إلى احتجاز بعثة الأهلى بعد مواجهته مع ستاد مالى فى دور الـ16 لبطولة دورى الأبطال الأفريقى، وهو ما دفع الاتحاد الأفريقى للتفكير فى اتخاذ قرار بإقامة مباراة الفرق المالية بالبطولات الأفريقية على ملاعب محايدة.