صور عبدالناصر تغرق شوارع «المحروسة»: ولا يوم من أيامك يا زعيم
وكأنك فى حقبة زمنية مختلفة، أينما تسير تجد صوره تعلو جدران العمارات السكنية والمحال، وكأنه لايزال يحكم مصر، إلى ماذا تشير صور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التى انتشرت بكثافة هذه الأيام.. هل هو نوع من الاستعارة للزعامة المفقودة، أم أنه مجرد كيد فى الإخوان المسلمين المعروف كرههم لعبدالناصر ولفترة حكمه التى لاقوا فيها كثيراً من التضييق السياسى.
الصور التى اختلفت أحجامها ومكان تعليقها، بدأت تتسرب يوماً بعد يوم إلى معظم محال منطقة التحرير، البداية كانت بمحل عم رمضان حسن للبقالة فى ميدان التحرير، الذى لم يكتف بصورة أو اثنتين، بل ثلاث صور لعبدالناصر، «عبدالناصر أعطى لمصر ما لم يعطه أحد»، أما سبب تعليقه للصور، فجاء بعد شعوره بأن الثورة لم تفعل شيئاً، بل على العكس سرقت من المصريين معنى الأمان بسبب البلطجية قائلاً: «ولا بعد 100 سنة هيجى زعيم زيه، يكفى أن المصرى كان بينام وهو مطمن».
«كان واخد باله من الفقرا اللى زينا» كلمات برر بها عم ضاحى بائع اللب، حبه لعبدالناصر الذى كان السبب فى الحفاظ على كرامة أسرته عندما منحهم 5 قراريط بعد قانون الإصلاح الزراعى، وبعد وعود الرئيس مرسى «اللى طلعت فشنك»، لم يجد عم ضاحى سوى تعليق صورة لعبدالناصر على عربته «بعشقه لأنه كان مليح».[Image_2]
خالد نعمان، صاحب محل العصير على ناصية الميدان، اعتبر أن مجرد رؤية صورة «عبدالناصر» يعيده إلى زمن ارتبطت فيه الكرامة بالمواطن المصرى، «نحن بحاجة إليه الآن، وليس من يتشدق باسم الثورة وهو غير مؤمن بها».
«تدل على أنه هو الذى فهم المصريين» كلمات نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، معتبراً أن تعليق صورة الزعيم جمال عبدالناصر هو حنين إلى حكمه الذى طبق فيه «العدالة الاجتماعية» التى يفتقدها المصريون الآن، وكما كان يحارب عجلة الاستعمار العالمى ولا يسير فى ركابها كما يفعل الإخوان حالياً «لم يخضع ولم يركع وكان وطنياً، فلماذا لا يحبه المصريون».