العيال كبرت ..مشهد رأسى لفصل مدرسى يجمع أبوإسماعيل وبكار وصادق ومكى وحجازى.. وكمان البرادعى ومرسى
أهم ما فى «ذكريات» الطفولة أنها أصبحت «ذكريات»، ضاعت بمرها وكثير من التفاصيل تاهت فى زحمة الحياة، لكن تبقى بعض الوجوه علامة فاصلة لا يمكن أن نتجاوزها، خاصة إذا ما تعلقت بشخصيات فارقة أو للأدق «خنيقة»، كانت معك وتشاركك لحظات الطفولة البريئة ببراءتها وغتاتتها وغباوتها وضحكتها الصافية، كل عيل من أصحاب الطفولة يشكل لك فصلاً كاملاً تستدعيه مجسماً أمامك كلما رأيت من يذكرك به، ويفكرك بتلك الأيام التى ذهبت.. وكثيراً ما نضبط أنفسنا أثناء مشاهدتنا لأحدهم أو كلامنا معه أنه يذكرنا بشريك طفولة احتل لفترة طويلة جزءاً من التفكير، سواء لتجنب الحديث معه أو اختلاق أى شىء للابتعاد من طريقه.
هل تتذكر صاحبك الشرير اللى كان بيدبر كل مصيبة والتانية عشان سعادتك تشاركه فيها سواء هروب من المدرسة أو معاكسة بنت من الجيران أو الدخول فى خناقة «ما يعلم بيها إلا ربنا» تتمزق فيها ملابس سعادتك، ثم تكتشف لما أبوك يسأله إيه اللى حصل يقول له: مش عارف أنا كنت تعبان وروحت بسرعة وما اعرفش ابنك أساساً؟ الطفل ده لما كبر بقى حازم صلاح أبوإسماعيل.
عارف العيل الصغير اللى كان بينقى أكبر واحد فى الفصل يقعد جنبه ينضف له الديسك ويجيبله سندوتشات ويشتم بقية الفصل على حسه.. وفى الفسحة يفضل شايل له الحاجات بتاعته لحد ما يخلص لعب ويشتم أى حد يفكر يجيب سيرته، ولما يتعب شوية أو يروح مدرسة تانية ويظهر بديل يحل مكانه تلاقيه تانى يوم على طول ينسى ويشتم اللى فات ويدافع عن الجديد.. أهو ده لما كبر دخل كلية الطب واشتغل صحفياً رياضياً وناقداً فنياً فى التليفزيون ليلا ومحللاً سياسياً الصبح ع الراديو.. «مين قال إن اسمه علاء صادق»؟
وعارف العيل القصير اللى كان بيقعد فى آخر الفصل ومستنى فرصة الأستاذ يقول له: اكتب أسماء أى حد يعمل دوشة لحد ما أرجع، فيكتب أسماء نص الفصل، وفى الفسحة يميل على المدرس ويديله كام اسم بيشتموا عليه وهمه مروحين؟ أهو ده لما كبر برضه طلع «علاء صادق».
ألا يذكرك الطفل الصغير اللى كل ما الأستاذ يبقى مستعجل وعنده مشوار ويقرر يسيب الفصل بعد الجرس ما يرن، فينده عليه بسرعة ويقول له: على فكرة يا أستاذ إنت ما اديتناش الواجب؟ ده لما كبر بقى «أحمد مكى».
فاكر كمان الواد ابن المدرس اللى ما كانش حد بيخليه يلعب معاكم وعمال يتريق على الناظر والمدرسين عشان تلاعبوه معاكم، وفجأة فى أول السنة عرفت إن أبوه بقى ناظر؟ أهو ده لما كبر بقى «ابن مرسى».
طيب تفتكر الواد اللى كان بيفضل ينظر عليكم ويفهمكم إنكم مش عارفين تلعبوا ولازم تعملوا كذا وتباصوا لفلان وهو كان ضرورى يجيبها جون بالكعب، ولما تيجوا تقولوله: انزل الملعب معانا، ما يرضاش؟ أهو ده لما كبر بقى «محمد البرادعى».
فاكر العيل اللى كنتو بتوقفوه جون مشترك، وفى نفس الوقت حكم، وانت غير مقتنع بيه كحارس مرمى محايد بين فرقتك وخصومك ولكن لظروف تتعلق بأنه ما بيعرفش يلعب، وتلاقيه وهو بيحكم «رايح جاى» على حسب الرايجة؟ أهو ده لما كبر بقى «عبدالمنعم أبوالفتوح».
لو ترجع بالذاكرة لورا شوية وتفتكر الواد صاحبك اللى كنت بتحتاجله لما تبقى عندك خروجة مع واحدة ودبستك فى إنها هتجيب واحدة معاها وعايزة حد من أصحابك يقعد معاها، وأول ما تاخده معاك وهو فرحان إنه هيقابل حريم وكده، وأول ما يلاقى صاحبتك أحلى من صاحبته يرخم عليك أو ياخدها على جنب ويديها درس فى الأخلاق يخليها تروح وتنكد عليك فى الخروجة؟ ده لما كبر بقى «نادر بكار».
فاكر وانتم عيال صغيرة لما تروحوا فرح وتلاقى عيل مالوش علاقة بالموضوع وعينه على اللى ماسك الكاميرا يفضل يجرى وراه عشان يتصور فى كل الصور، ما يسيبوش إلا لما فيلم الكوداك يخلص، وبعدين يشوف أى كرسى جنب ناس كبار يقعد عليه عشان يلحق يشرب أو ياكل حاجة؟ ده بقى لما كبر بقى «أيمن نور».
فاكر العيل الرخم اللى كان كل ما يقابلك يقولك: تعالى أقول لك على سر، ويقول لك: إمبارح فيه واحد راح بات عند واحدة وأنا شفتهم وعمل وسوى ولما شافنى وهو خارج اتجنن وحط عينه فى الأرض، تقول له: مين ده؟ ومين اللى كانت معاه؟ يقول لك: لا ما ينفعش، ثم يختم كلامه بجملته الشهيرة: على فكرة أنا أسرار البلد كلها معايا؟ أهو دة طلع «صفوت حجازى».
فاكر العيال اللى كانت بتتلم على بعضيها فى الفسحة وتقعد تلعب فى أى حتة على جنب، وما ترضاش تلعب مع بقية العيال وانت فاكرهم مسيحيين وخايفين يلعبوا معاكم، وتكتشف إنهم بياخدوا ملعب كبير يوم الجمعة من الفجر وعازمين فيه كل أصحابهم؟ أهو دول لما كبروا طلعوا إخوان.
فاكر برضه لما اللعيب الأساسى بتاع فرقة الشارع بتاعكم يتعور وما يعرفش يكمل وينزل بداله واحد أول مرة يشوف حاجة مدورة، وفجأة اللعيب ده يلاقى الكورة خبطت فيه وجات جون.. ولأنكم محروقين من الفرقة المنافسة تفضلوا تحكوا عن الجون اللى حطه أتفه واحد عندكم وأن عندكم أبوحلموس وأبوإسماعيل والضاهرى والظواهرى، ولو أى حد فكر يعيد الماتش هتنزلوهم يخربوا الدنيا؟ أهو العيل الصغير ده لما كبر بقى «...».