وفق أى منصب يشغله بمؤسسة الرئاسة -إذا كانت هناك مؤسسة بالفعل- استند الدكتور محمد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، فى تأكيده يوم السبت الماضى لبقاء حكومة الدكتور هشام قنديل إلى ما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية؟! تأكيد الدكتور الكتاتنى ينفى ادعاءات «الأهل والعشيرة» بعدم تدخلهم فى شئون الحكم، بل يزيد الاقتناع بأن صياغة «القرار الجمهورى» تجرى على هضبة المقطم، «مقر المرشد العام لجماعة الإخوان»، ثم يُنقل إلى ضاحية مصر الجديدة حيث مقر قصر الاتحادية الجمهورى ليعلنه على الرأى العام «سفير الجماعة لدى القصر» كما لو كان هو بالفعل «صاحب قرار» أو حتى صاحب «كرامة رئاسية»! بعيداً عن ذلك الخلط المتعمد بين الأهل والعشيرة وبين مؤسسة الرئاسة، فإن إعلان الدكتور الكتاتنى الإبقاء على الحكومة قد أسعدنى وغيرى من ملايين المواطنين الذين كانت تؤرقهم لحظة فراق الحكومة التى أحببناها جميعاً بعد أن أصبحنا لا نطيق بعادها.. فعلى مدى الأيام السبعة الماضية، ظللت أقاوم الكشف عن مشاعرى تجاهها رغم أن «الصب تفضحه عيونه».. وطوال الـ168 ساعة وهى عمر هذا الأسبوع حاولت أن «أئد» مشاعرى تجاهها خجلاً ورفضت الإفصاح عنها .. ولأن الحب من غير أمل أسمى معانى الغرام قررت أن أعبر عن مشاعرى تجاهها على الرغم من تأخرى أسبوعاً كاملاً.
إننى ومعى الملايين نذوب عشقاً فيها.. نحترق شوقاً لها.. أعد الثوانى لألقاها مجتمعة أو أى من أفرادها على شاشات التليفزيون فى نشرات أخبار «ماسبيرو».. أحتضن صورتها.. أتمنى رضاها.. وبكل الوسائل أحاول إرضاءها.. !! إذ تجمعنى بها علاقة حب تنافس فى صفائها ورومانسيتها ثنائيات الهوى والعشق حسن ونعيمة.. روميو وجولييت، بل لا أبالغ أن قصة حبى لها فاقت «أسطورة بوجى وطمطم»!!.. ألتمس لها كل الأعذار.. وأتجاوز عن نزواتها إن وقعت لا قدر الله.. وحتى إن أخطأت، أغفر لها كل أخطائها بل وخطاياها!!
مثلى مثل نحو90 مليون مواطن يعشق حكومته.. ومن منا لا يحب الحكومة؟!.. خاصة وهى تبادلنا حباً بحب.. وتسعى لخدمتنا.. وتبذل قصارى جهدها لتخفف عنا.. بل إنها لا تتردد لحظة فى أن تقدم لنا كل وأية تسهيلات دون أن نطلبها.. وأنها تستجيب لكل مطالبنا حتى قبل أن ننطق بها.. !! لست فى حاجة لأسوق دلائل أو براهين لحبنا لحكومتنا، فيكفى أنها حريصة على صحة أمهاتنا فكانت تلك الإرشادات الطبية التى وزعها الدكتور قنديل على «المرضعات».. !! ومن منا لا يعشق الحكومة وهى حريصة على رشاقة مواطنيها وعدم وقوعهم فى «بئر السمنة» وزيادة الوزن ولذا خرج علينا أحد أعضائها -بعد أن تقمص شخصية خبيرة التجميل أمينة شلباية- باقتراح «الأرغفة الثلاثة» لكل مواطن يومياً!!
من منا لا يحب الحكومة، ومن بين أعضائها وزيران «الكهرباء والطيران المدنى» اللذان أعادا إلينا «أحاسيس الرومانسية» والحياة على ضوء الشموع، فالأول اعتاد قطع الكهرباء عن مساكننا والثانى يعتزم «إظلام» مطار القاهرة فى الصيف المقبل وإنارته بالشموع أو بالفوانيس باعتبار أن شهر رمضان الكريم على الأبواب.. !
من منا لا يحب الحكومة وهى تضم وزيراً للداخلية أعاد روح الانتماء للشباب إلى درجة دفعتهم إلى رفع المنتجات الوطنية المحلية «البوكسرات» فى مظاهرة نظموها أمام منزله.. !
لهذا كله نحب جميعاً حكومتنا ونتمنى أن تظل كما هى تحبنا وألا تغير معاملتها لنا حتى لو كانت تحبنا حب «مراة الأب أو جوز الأم»!!