هل الدولة جادة فى محاربة الإرهاب؟
لا أعتقد، فكأنها «دولة ملطوطة» تقاوم بشراسة قضية تكفيرها، وليكن الثمن أن تطلق كتائب التكفير على المسيحيين والمفكرين والمثقفين!
إنها «دولة الإيمان» التى لا يطاوعها قلبها على منع زعيم التكفير «ياسر برهامى» من الخطابة فى المساجد، ولا يوجهها عقلها (إن كان لها عقل) لتطهير «الأزهر الشريف» من دنس ريالات الوهابية، ولا لتفكيك التنظيمات السلفية التى ورثت جماهير «الإخوان» ومخططاتهم لنسف العقل المصرى وزرع ألغام الإرهاب مكانه!
إنها «دولة عنصرية» متناقضة فى كل أفعالها، تصرح بتصنيع الخمر وبيعه، ولا تحمى من يتاجرون فيه.. لقد توضأت وصلت على أرواح تجار الخمور واكتفت بالفرجة من بعيد.. بينما كان «عادل عسلية» يذبح صاحب محل الخمور «يوسف لمعى»، ويهتف «الله أكبر»!!
أين كان جهاز «الأمن الوطنى» حين كان «عسلية» يتتلمذ على يد الإرهابى «وليد إسماعيل»، ويشارك فى ميليشيا (الدفاع عن الصحب والآل) التى يقودها «إسماعيل» ويمولها تنظيم «الدعوة السلفية» والوهابى السعودى التكفيرى «محمد العريفى»؟
هل كان الجهاز مشغولاً بفتح ملفات جديدة للشباب المرابض أمام «نقابة الصحفيين» يهتف بمصرية «تيران وصنافير».. أم كان مهموماً بملفات الصحفيين أنفسهم لفرض «الأمن الاجتماعى» بطريقته (لا حس ولا خبر)؟
إن الدولة بكاملها عاجزة عن المواجهة، لأنها تصر على وضع «العربة أمام الحصان»، فتترك خيرة جنودنا يستشهدون فى «سيناء» بينما لا بد أن تبدأ الحرب من هنا!
من فتاوى «برهامى» عن الأقباط: (الدولة أعطت المسيحيين ما لا يستحقون من المساواة بينهم وبين المسلمين، المسيحيون إرهابيون ومتطرفون يستعدون بالسلاح والتدريب داخل الأديرة المحاطة بالأسوار الخرسانية العالية)، كما أفتى «برهامى» بهدم الكنائس، وعدم حرمانية ذلك، وطالب بفرض الجزية على النصارى.. وكل هذه الفتاوى جمعها المستشار «نجيب جبرائيل»، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان فى أسطوانة مدمجة، أرفقها ببلاغ قدمه إلى المستشار «نبيل أحمد صادق»، النائب العام، متهماً «برهامى» بالتحريض على تفجير الكنيسة البطرسية، ورغم ذلك لم نسمع خبراً عن التحقيق مع «برهامى»!
«عادل عسلية» مجرد بلطجى جاهل، استغله قادة التكفير ليكون يدهم التى تطال الأقباط بالذبح، تماماً كما فعل الشاب الذى طعن «نجيب محفوظ» بمدية فى رقبته وقال إنه لم يقرأ له حرفاً.. «عسلية» كان يردد دائماً: (نفسى أقتل شيعى أو مسيحى عشان أدخل الجنة حدف)، إنها «الجنة» التى وعده بها أقطاب التكفير.
ما حكم مَنْ لم يكره النصارى فى الله؟ وما كيفية التعامل معه؟
يجيب الداعية السلفى أحمد النقيب بأن: (الشخص الذى لم يكره النصارى فى الله إن كان جاهلاً يُعرَّف، وإن كان عارفاً إلا أنه يعاند فيكون للتعامل معه شأن آخر).
أليس فى البلد قانون يعاقب على الحض على الكراهية وتهديد السلم الاجتماعى؟
أتحدى «أكبر عمامة» فى البلد أن تفند آراء «محمد بن عبدالوهاب» منظر التكفير، أو «ابن باز»، أو حتى «صالح فوزان»، عضو هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية، الذين يأخذون عنه فتاوى التكفير.. ودليلى على ذلك أن السعودية التى منعت «نفطها» عن مصر، رغم أننا نسدد ثمنه بالأجل، لم توقف «ريالات» ترميم «الأزهر الشريف» لتظل تنهش الوجدان المصرى السمح حتى يعتاد قساوة «إسلام البداوة»!
عدوى التكفير انتقلت إلى مصر مع عودة العمالة من الخليج، وفرضت أسلوب حياة غريباً ونمط تفكير شاذاً.. فى قمته تكفير الأقباط و(الشيعة أعداء السعودية)، وفى قاعدته (المايوه الشرعى وجهاد النكاح والنقاب الأعور ومنع الاختلاط وزواج القاصرات)!
خلف النقاب «وهابى»، وبين شعيرات كل ذقن «تكفيرى»، إنهم يغزون مصر بشرائط الكاسيت ومواقع الإنترنت ورشاوى «التأشيرات».. وشراء ذمم المشايخ.. فإن شئت التعرف على «المؤامرة على مصر» فتش فى تحالفات «الإخوان» مع السعودية فى (سوريا واليمن).