أحمد بهاء الدين شعبان: الإعلان المكمل يتيح لـ«العسكرى» التدخل فى مستقبل مصر
أكد أحمد بهاء الدين شعبان، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، أن «التيار الديمقراطى»، الذى أعلنت «الجمعية» عن إطلاقه أمس الأول، يهدف لمواجهة هيمنة كل من العسكر والإخوان ومساعى كل منهما للسيطرة على السلطة، ولو على مصلحة الفقراء والمهمشين، وكشف عن خطة لبلورة مطالب الثورة، والضغط على الرئيس الجديد لتنفيذها.
* بداية، ما مهام التيار الديمقراطى الذى أعلنتم تأسيسه أمس الأول؟
- الفكرة ليست فكرة أفراد، أو الجمعية الوطنية وحدها، وإنما طرحتها القوى الوطنية المنتمية للثورة بعد نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وجرى طرحها بشكل جنينى أثناء الانتخابات البرلمانية، من خلال تأسيس جبهة «الثورة مستمرة»، لتنظيم القوى الجماهيرية المنتمية للثورة، التى تسعى لتحقيق شعاراتها، عن الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
* وهل تتشابه مهام هذا التيار مع فكرة التيار الثالث التى طرحها حمدين صباحى، المرشح الخاسر فى الرئاسة، بديلاً عن العسكر والإسلاميين؟
- بالضبط هى الفكرة نفسها، التى تسعى لتأسيس «كتلة ثالثة» بعيداً عن الاستقطاب والنزاع القائم حالياً بين جماعة الإخوان المسلمين والعسكر، وبقايا نظام مبارك، وهو نفس الاستقطاب والنزاع اللذين كانا موجودين قبل الثورة بين الجماعة والحزب الوطنى، باعتبار أن الطرفين المتنازعين لا يمتّان للثورة، وأن كليهما يتنازع على السلطة واقتسام الغنائم.
* قلتم إن هذا التيار يسعى لمواجهة المتاجرين بالدين، كيف؟
- المتاجرون بالدين هم كل من يلجأون لسلاح الدين لتجييش الناس وخداعهم من أجل جلب الأصوات، واتهام المنافسين لهم بالخروج من الملة وتكفيرهم، بشكل لا يمت بصلة للسياسة، وإنما يتعلق فقط بمصالح خاصة وضيقة لفئات ومنظمات سياسية بعينها، بعيداً عن المصالح الوطنية ومصالح الفقراء والمهمشين من المخدوعين باسم الدين.
* وما مخاطر هيمنة كل من المتاجرين بالدين والمؤسسة العسكرية على الدولة من وجهة نظركم؟
- مخاطر هيمنة الاثنين والاستقطاب الحاد بينهما أنها تجرى على حساب المصالح الوطنية ومصالح الجماهير الفقيرة التى تعانى التهميش وانهيار الخدمات، والصراع بينهما يهدد مصالح الفقراء، لتحقيق مصالح أخرى خاصة بالطرفين، وهذا واضح فى أداء جماعة الإخوان التى تخلت عن الثورة وأهدافها، بل واتهمت المتظاهرين والموجودين فى التحرير بأنهم بلطجية ومدمنو مخدرات، وهى لا تعود إلى التحرير إلا عندما يكون موقفها ضعيفا، أو فى صراع مع العسكرى.
* ألا ترى أن الإعلان الدستورى المكمل للعسكرى، الذى رفضته «الوطنية للتغيير» يضمن عدم انفراد قوى سياسية بكتابة الدستور وتشكيل مستقبل مصر؟
- صحيح أن الإعلان المكمل يُحدث توازنا أمام محاولات تغول الإخوان وسعيهم للسيطرة على جميع مفاتيح السلطة، ومن الممكن أن يؤدى لتأسيسية جديدة أكثر توازنا، وهو أمر ناتج عن خطأ الإخوان والتيار الدينى الذى سعى للسيطرة على التأسيسيتين الأولى والثانية، لكن مشكلة الإعلان فى أنه يمنح العسكرى فرصة أكبر للتدخل فى الحياة السياسية، وتحديد مسار مستقبل مصر. وكما تحفظنا على محاولات الإخوان للهيمنة، نتحفظ على هيمنة العسكرى.
* فى ضوء الادعاءات المتبادلة بالفوز فى الانتخابات الرئاسية بين حملتى محمد مرسى والفريق أحمد شفيق هل ترى أننا مقبلون على حرب أهلية أو فوضى؟
- المؤشرات التى بدت فى هذا الصدد خلال الأيام الماضية مقلقة بالفعل؛ لأن كلا الطرفين سارع بإعلان فوزه، خصوصاً جماعة الإخوان، التى اعتبرت أن مرشحها فاز بالفعل، واحتفلوا فى مصر والخارج، وهذا معناه المصادرة على النتيجة التى ينبغى إعلانها بواسطة اللجنة العليا للانتخابات فقط، ويعد تعبئة للجماهير، وفى هذه الحالة لو ظهرت النتيجة مخالفة، فإن هذه الجماهير ستثور وتشكك فى الصندوق الانتخابى وقواعد العملية الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة، بما يهدد المصالح الوطنية واستقرار الوطن، وأرى أنه لا حل لتلك المشكلة إلا بقبول النتائج التى ستعلنها «العليا للانتخابات».
* ما تصور «الوطنية للتغيير» لخطة التحرك المستقبلى وتجاوز المأزق السياسى الراهن؟
- سنبادر بتوجيه نداء لكل القوى الوطنية المخلصة والمنحازة للثورة للتجمع حول برنامج للعمل المشترك يبلور مطالب الشعب والثورة، يجرى تقديمه للرئيس الجديد، والضغط عليه لتنفيذه، مع الاستعداد لكل الانتخابات المقبلة، بما فيها المحليات.
* هل يمكن أن تكون جماعة الإخوان جزءاً من خطة تحرككم؟
- الإخوان لا يطرحون أنفسهم ضمن هذا الطريق، وهناك شكوك كثيرة لدى القوى الثورية تجاههم، والتأسيسية الثانية كانت فرصة أمامهم لتصحيح علاقتهم بقوى الثورة، لكنهم لم يحسنوا استغلالها، وبالتالى يصعب التئام العلاقة بينهما ما لم تتبنَّ الجماعة مواقف حقيقية وملموسة للحوار والشراكة.