أسيوط: لوبى رجال الأعمال يحولها إلى أبراج ومراكز تجارية
سينما أسيوط معرضة للهدم
وقفات واحتجاجات متعددة نظمها العشرات من المثقفين والأهالى بمحافظة أسيوط لمنع هدم آخر دار عرض بالمحافظة، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل وذلك بعد أن قامت شركة نهضة مصر، المالكة لسينما رينسانس بأسيوط، ببيع الأرض المبنية عليها السينما لأحد رجال الأعمال وآخرين بمبلغ 70 مليون جنيه لإنشاء مجمع سكنى على أنقاضها.
ولم تكن سينما رينسانس التى أنشئت ما بين ١٨٩٩ و ١٩٠٠، الوحيدة التى هدمها بيزنس رجال الأعمال، فقد سبقها غلق سينما «خشبة الصيفى» منذ أكثر من 10 سنوات، التى أنشئت فى الأربعينات من القرن الماضى وارتفع بدلاً منها مجمع تجارى ضخم، كما توقفت قبلها بسنوات «سينما أبوتيج» و«قرشى» بديروط وسينما النصر بالقوصية التى أنشأها الإنجليز فى العام 1956، وأغلقت منذ 6 أعوام، وتحُولت هى الأخرى إلى مركز تجارى، لينتهى عصر من الخيال وسحر الصورة الناطقة المتحركة، وثقافة التنوير بالمحافظة.
وعلى الرغم من محاولة بعض المثقفين والفنانين التدخل لدى محافظ أسيوط للحيلولة دون اغتيال آخر دور عرض بالمحافظة إلا أن رد المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط، كان أن مبنى سينما «رينسانس أسيوط» ملكية خاصة لإحدى الشركات ولا يحق للمحافظة التدخل فى الأمر بمنع البيع حتى وإن كان المبنى تحفة معمارية أو مكاناً ثقافياً للسينما.
وكشفت مصادر بديوان عام المحافظة أن ملاك الأرض عرضوا 10 ملايين جنيه كتبرع لمحافظة أسيوط وتجميل ميدان المجذوب وشارع 23 يوليو، الذى يقع فيه دار العرض، مقابل الموافقة على هدم العقار، مشيرة إلى أن محافظ أسيوط كشف فى أكثر من لقاء تعهد المشترى لمبنى السينما بتجهيز مبنى بديل من خلال التنسيق مع وزارة الثقافة نظراً لأهمية العرض السينمائى كنشاط ترفيهى وثقافى للأهالى.
تقول مروة صلاح، طالبة، إنها حزينة على هدم «سينما رينسانس» وليس لأنه المكان الترفيهى الوحيد بالمحافظة، ولكن لأنه مبنى أثرى يجب الحفاظ عليه وليس هدمه، وأضافت أن بيع المكان لرجال أعمال فى صالح رجال الأعمال وليس فى الصالح العام، مشيرة إلى أن ذلك يحتاج إلى وقفة من قبل الجميع، لأنه تعمد حقيقى لتهميش الصعيد وحرمانه من الفن والإبداع.
يقول إسلام عابدين، موظف، إن استيلاء سماسرة وتجار الأراضى على السينما الوحيدة المتبقية فى المحافظة وتحويلها لأبراج سكنية ومن قبلها الاستيلاء على مبان أخرى كالحزب الوطنى وصيدناوى والفيلات التاريخية والقصور الأثرية يعد اغتيالاً للمبانى الأثرية والثقافة فى آن واحد، مشيراً إلى أن سينما رينسانس أو السينما الشتوى، حسبما كان اسمها فى السابق، زارها الملك فاروق، وكانت تعقد بها كافة المؤتمرات واللقاءات المهمة والندوات الشعرية والأدبية قبل ذلك، وأقامت فيها السيدة أم كلثوم حفلاً غنائياً فكيف يتحول التاريخ إلى أبراج سكنية ومول تجارى؟.
وقال ثروت عكاشة، رئيس نادى الأدب المركزى بأسيوط، إن هدم دور السينما يعد هدماً لدور ثقافى مهم تؤديه السينما نحو المجتمع عموماً، مشيراً إلى أن ما حدث فى دور السينما فى أسيوط يعد حرماناً للجمهور من مشاهدة الفن بالمحافظة.