بالصور| عام على تدشين العاصمة الإدارية.. الحلم أصبح حقيقة
«صفحة الصحراء الصفراء غير المستوية يتخللها فقط معدات شق الطرق، مع بعض اللوادر والشاحنات، عمال الشركات المصرية العملاقة يغرسون فى خفة ونشاط علامات تحديد الطرق الجديدة بالحى الحكومى شرق الطريق الدائرى الإقليمى، بالتوازى مع الحى السكنى غرب نفس الطريق الذى يفصل العاصمة الإدارية الجديدة إلى نصفين، عشرات العاملين والفنيين والمهندسين يرتدون زياً فوسفورياً موحداً، ينتشرون فى مناطق محدودة من أرض العاصمة الجديدة بسبب صعوبة تضاريس التربة الصخرية».. كانت تلك تفاصيل أول يوم فى تدشين إنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لكن بعد مرور عام كامل على إطلاق إشارة البدء تغيرت الأوضاع والمشاهد تماماً، إذ تحولت مئات الأفدنة الصحراوية إلى كتل خرسانية هائلة ترتفع فى السماء الخالية بارتفاع 6 طوابق حتى الآن، وظهرت ملامح الطرق المتسعة بجميع أنحاء الحى السكنى بعد الانتهاء من أنفاق المرافق والكابلات.
الصحراء تتحول إلى مجمعات سكنية وفندقية
«الوطن» زارت موقع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، بعد مرور عام كامل على إطلاق إشارة البدء، ورصدت كيفية تحول المنطقة من رمال صفراء جرداء، إلى عمارات سكنية متناسقة ومرتفعة، تعج بالحياة، وآلاف العمال الذين يعملون على مدار الساعة من أجل الانتهاء من الوحدات السكنية فى الموعد المحدد، بالإضافة إلى قرب الانتهاء من مجمع الماسة الفندقى الكبير الذى يشرف على بنائه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
تتوسط العاصمة الإدارية الجديدة المنطقة الواقعة بين طريقى السويس والعين السخنة، ويقسمها الطريق الدائرى الإقليمى إلى نصفين، ويربط القسمين كوبرى جديد شديد الاتساع، وتمتد العاصمة الجديدة على مساحة شاسعة لم يتم بدء البناء فيها على كل المساحة، باستثناء عشرات العمارات بالحى السكنى، ومجمع الماسة الكبير، زائر المنطقة يستطيع رؤية العمارات الحمراء التى يجرى العمل بها على قدم وساق بسهولة، مثلما يستطيع رؤية مجمع الماسة ذى اللون الأبيض والشكل المعمارى المميز شرق الطريق الإقليمى، الانطباعات الأولى التى تم تخزينها فى الذاكرة، أثناء رؤية المنطقة الخالية من كل مظاهر العمران قبل تدشين المشروع، تقفز إلى الأذهان، أثناء زيارة موقع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة للمرة الثانية بعد مرور عام كامل على بداية الإنشاء، حيث اختفت كل الملامح المميزة للمكان فى اليوم الأول من تدشين المشروع مثل بعض الطرق الفرعية الضيقة والتلال الرملية، بينما بقيت بعض اللافتات الكبيرة لبعض شركات المقاولات، بجوار الطريق الإقليمى وفى مدخل الحى السكنى والمجمع الحكومى، كل مظاهر الفراغ والصحراء تبدلت تماماً بمظاهر البناء والتعمير، إذ تعج المنطقة بآلاف العمال والسيارات والمعدات، تلال الرمال الصفراء تحولت إلى طرق متسعة جداً، مثل طريق محمد بن زايد الجنوبى، وطريق التسعين الذى يصل إلى شارع التسعين بالتجمع الخامس، لون الأسفلت الأسود يكسر لون الصحراء الأصفر، ولون طوب العمارات الأحمر، يطغى على المكان حيث يسهل رؤيته من بعيد بعد أن ارتفعت العمارات إلى 6 طوابق.
معالم المنطقة تغيرت تماماً.. والحى السكنى به 4 طرق رئيسية عرض كل منها 50 متراً.. وطريق التسعين يربط العاصمة الجديدة بالتجمع الخامس
تبلغ مساحة العاصمة الإدارية الجديدة نحو 168 ألف فدان وتضم عدداً من القطاعات، منها منطقتا تجمع محمد بن زايد الشمالى والجنوبى، ومركز المؤتمرات ومدينة المعارض والحى الحكومى، والحى السكنى والمدينة الطبية والمدينة الرياضية، والحديقة المركزية والمدينة الذكية، وتم تأسيس شركة إدارة المشروع برأسمال مدفوع 6 مليارات جنيه موزع بين القوات المسلحة وهيئة المجتمعات العمرانية.
وانتهت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من تنفيذ إنشاءات فندق الماسة ضمن الأسبقية الأولى بالعاصمة الإدارية الجديدة، فيما يجرى العمل لإنشاء المبانى الملحقة بالفندق وتتضمن مولاً تجارياً وقاعة مؤتمرات ومنطقة للبحيرات، وتتجاوز مساحة فندق «الماسة» 10 أفدنة وتقوم شركات المقاولات بتوصيل خطوط التغذية بالمياه والصرف الصحى والكهرباء، والطرق التى تصل لأرض المشروع على أن تنفذ الهيئة الهندسية المرافق الداخلية والإنشاءات والتشطيبات، وتنفذ 4 شركات مقاولات شبكات مياه الشرب والصرف الصحى لمساحة 3130 فداناً فى الأسبقية الأولى بالعاصمة الإدارية، ويعمل بالعاصمة الجديدة شركات مصرية كبيرة مثل الشركة القابضة للتشييد والبناء، وتحالف شركتى أوراسكوم وأبناء حسن علام، وكونكورد للمقاولات والمقاولون العرب، ومن المقرر أن يضم الحى السكنى الذى تبلغ مساحته 100 فدان نحو 30 ألف وحدة سكنية بمساحات تتراوح من 110 أمتار مربعة إلى 180 متراً.
«حسام»: ننتهى من صب السقف الواحد فى ساعتين ونصف فقط.. والمشروع يوفر فرص عمل كثيرة للشباب
عمر رشاد، مهندس شاب، يمتلك خبرات كبيرة فى الإنشاءات العامة والتنسيق بين إدارات العمل فى موقع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، رغم سنوات عمره التى لا تتجاوز الثلاثين عاماً، يعمل «عمر» فى الموقع منذ انطلاق إشارة البدء، جاء إليه وهو مجرد صحراء مليئة بالرمال والصخور فقط، قبل أن يسهم مع باقى زملائه فى إنشاء الطرق والعمارات السكنية، على مدار عام كامل، يروى المهندس الشاب تفاصيل مراحل العمل المختلفة خلال الشهور الماضية، قائلاً بنبرة مرتفعة مملوءة بالحماس:«قبل يوم 22 مارس 2016 كنت أعمل فى أحد مشروعات شركة كونكورد بمدينة السلام قبل أن يتم تكليفى بالعمل فى العاصمة الإدارية الجديدة، وكانت عبارة عن تلال رمال فقط، لا يوجد بها أى نوع من الحياة، وتسلمنا 710 أفدنة لإنشاء مرافق البنية الأساسية بها بجانب بناء 61 عمارة سكنية، وقطعنا فى الإنشاء شوطاً كبيراً جداً».
يضيف «رشاد» قائلاً:«كنت بتابع عمليات تكسير الطرق لأن التربة كلها صخور، ودى أكتر حاجة تعبتنا هنا لأننا كنا مطالبين بتسوية مسار الطرق قبل تجهيزها، لأن فيه أماكن فى الحى السكنى كسرنا فيها صخور بارتفاع 9 أمتار وبطول 400 متر، وطبعاً الصخور اللى بنكسرها بنرفعها من المكان عشان نسوى الطرق والشوارع، لأن أهم شىء فى إنشاء المدن الجديدة هو تمهيد الطريق لتسهيل حركة السيارات والشاحنات لنقل المعدات ومواد البناء وحديد التسليح، وهو ما حدث بالفعل ولن يتم رصف الطرق الجديدة إلا بعد الانتهاء من الصرف الصحى بالمدينة، لكى لا يتم إعادة الرصف مرة أخرى، وقمنا بالانتهاء من إنشاء أنفاق خرسانية تحت الطرق والشوارع للمرة الأولى فى مصر، بقطر 3 أمتار لتكون صالحة لمرور جميع الكابلات والخدمات فى المستقبل وبأطوال بلغت 300 متر، وتم الردم عليها ووظيفة هذه الأنفاق أو الفاروغات كما نسميها هنا هو عدم تكسير الشوارع مرة أخرى لإدخال أو تعديل خطوط المرافق». إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة هو أول مشروع قومى كبير يعمل فيه عمر رشاد، ابن محافظة القاهرة، وفقاً لكلامه «أول مرة أشتغل فى قلب الصحراء، لأن العاصمة الجديدة موقعها بين طريقى السويس والعين السخنة، وبين القاهرة ومدينة السويس، كنت شغال قبل كدا فى مشاريع قريبة من الصحراء والمناطق السكنية، لكن المشروع دا أول مشروع أبدأ فيه من الصفر، وعشان كدا نفسى أشوفه لما يخلص، زى ما حصل فى المدن الجديدة زى الرحاب ومدينتى والتجمع، الناس كانوا بيقولوا مين مجنون هيروح يقعد فى الصحراء والشركات ورجال الأعمال بيرموا فلوسهم على الصحراء، لكن دلوقتى المدن دى بقت من أغلى المناطق السكنية فى مصر، وأفضلها، ودا اللى هيحصل فى العاصمة الجديدة، هتكون من أغلى المناطق السكنية فى مصر، وأفضلها لأن كل الوحدات السكنية فيها مبنية بشكل جيد وسيتم تشطيبها بشكل راقٍ ومتقن جداً».
ويتابع المهندس الشاب:«أكبر تحدٍ واجهنا فى الشهور الماضية هو الوقت والجو، فنحن مطالبون بتسليم العمارات السكنية والطرق فى أوقات محددة، بالإضافة إلى أن الجو هنا حار جداً فى فصل الصيف، وشديد البرودة فى فصل الشتاء، وخاصة فى أوقات الليل، والعمل هنا مستمر على مدار 24 ساعة حتى فى أوقات الموجات الباردة والحارة، كان العمل مستمراً لتسليم العمارات فى الأوقات المقررة سابقاً».
مجمع الماسة مساحته 10 أفدنة ويضم قاعة مؤتمرات وفندقاً ومنطقة للبحيرات.. و«أبوبكر»: تم الانتهاء من 70% من خرسانة الحى السكنى.. وأعمال المساحة والترسيم استمرت 3 شهور.. و«عبدالحميد»: «عمرى 63 سنة.. وباشتغل زى أى شاب فى المشروع».. ومهندس: التربة الصخرية والجو من أكبر التحديات
المهندس حسين أبوبكر، مدير الموقع بشركة كونكورد، إحدى أكبر الشركات العاملة بالعاصمة الإدارية الجديدة يقول «قعدنا 3 شهور نعمل أعمال مساحية ونمهد مدقات الطرق لإدخال المعدات، واستعنا بعدد كبير جداً من العمال والفنيين، يقترب عددهم من نحو 3000 عامل، والطرق والمرافق والإسكان مشروعات تحتاج إلى عمالة كثيفة»، وأوضح «أبوبكر» أن «أصعب شىء واجهه فى الشهور الماضية هو التربة الصخرية التى تم تكسيرها بالآلات، والعمل مستمر فى العاصمة الجديدة على مدار 24 ساعة، فيه أعمال بتحتاج ورديتين وفيه أعمال تانية بنشتغل فيها 3 ورديات يعنى بنصب خرسانة فى الليل والنهار».
وأضاف «أبوبكر» قائلاً «تم الانتهاء من نحو 70% تقريباً من أعمال الخرسانات بمعظم مناطق العاصمة، بالإضافة إلى 40% من أعمال التشطيبات، وطبقاً للبرنامج الزمنى سوف يتم الانتهاء من إنشاء الحى السكنى بعد عام فقط، وفى الجهة الشرقية من العاصمة الإدارية الجديدة، وتحديداً بالحى الحكومى قد قارب العمل على الانتهاء من مجمع الماسة الفندقى الذى تشرف عليه الهيئة الهندسية، ويحتوى على قاعة مؤتمرات كبيرة وعدد من الفنادق ومول كبير، وهو محاط بسور طويل من الجهات الأربع، ولونه الخارجى أبيض وطرازه المعمارى من الخارج رائع ومميز جداً، وتم البدء فى بناء هذا المجمع العملاق لجذب الاستثمارات إلى المنطقة الواعدة، ليكون نواة حقيقية للحى الحكومى» وأشار «أبوبكر» إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة سيسهم فى ارتفاع أسعار أراضى وشقق المدن المجاورة مثل مدينة بدر والشروق لأنها ستكون نقله حضارية كبيرة لمصر.
عبدالحميد أبوزيد، 63 سنة، من قرية منشية السادات، التابعة لمركز السنبلاوين بالدقهلية، ملامح الشقاء تظهر على وجهه بوضوح شديد، يمسك أحد الألواح الخشبية بيده ويرفعه عالياً ويثبته بمفرده بشاكوش صغير، يقول بنبرة منخفضة «شغال فى النجارة بقالى 50 سنة، لكن أنا شغال هنا فى العاصمة الجديدة بقالى شهرين فقط، جيت من البلد مع واحد مقاول بيشتغل هنا من كام شهر، وباشتغل لمدة 8 ساعات فى اليوم من الساعة 8 الصبح لـ4 العصر، ونقيم هنا فى العمارات الجديدة، ومعظم اللى شغالين معايا من الشباب، والحمد لله بابذل كل جهدى عشان أقدر أجاريهم فى الشغل، لأنى لو ما اشتغلتش مش هلاقى آكل، أنا قاعد بالإيجار بشقة فى السنبلاوين وبادفع 500 جنيه فى الشهر».
يشير الرجل الستينى إلى حزام ظهر ملفوف حول جسده النحيل ويقول «أنا مابقدرش أشتغل إلا لو أنا لابس حزام الضهر دا، لأنى عامل عمليتين فى الغضروف، أنا باشتغل على قد ما أقدر دلوقتى، لكن عارف أنه هييجى اليوم اللى هنام فيه ومش هقوم تانى، أنا عندى بنتين والحمد لله جوّزتهم، وأجرتى اليومية هنا بالعاصمة الجديدة 120 جنيه».
يضيف «عبدالحميد» بنبرة مملوءة بالسعادة والحماس «عملت قبل ذلك فى مشروعات الإسكان فى مدينة العريش، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، وأخيراً فى العاصمة الإدارية، ولا يوجد فرق كبير بين كل تلك المشروعات لأن الأساسيات واحدة».
على مقربة من النجار الستينى يعمل بخفة ونشاط حداد مسلح أربعينى، يدعى حسين محمود، من منطقة الأميرية بالقاهرة، يعمل فى حرفة الحدادة منذ أكثر من عقدين، التحق بالعمل فى العاصمة الإدارية الجديدة منذ 10 شهور، وشارك مع باقى زملائه فى وضع أساس العمارات السكنية «اشتغلت هنا فى تجهيز حديد الأساسات لحد ما وصلنا دلوقتى للدور السادس، وقدامنا دورين كمان ونخلص لأن العمارات 8 أدوار مع الأرضى».
حسام محمود حنفى، مهندس شاب يبلغ عمره 29 سنة، خريج كلية الهندسة عام 2011، يعمل فى مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة منذ اليوم الأول، ويشرف على إنشاء 6 عمارات بصحبة بعض زملائه ويتسلم من المقاولين قبل أن يطلب من المهندس الاستشارى التابع للمركز القومى لبحوث الإسكان، تسلم العمل سواء فى مرحلة النجارة والحدادة أو الخرسانة، و«أهم شىء فى عملنا هو مراعاة التصميمات المناسبة والمقاسات المختلفة».
يشير المهندس الشاب إلى أحد الأسقف التى يتم تجهيزها لصب الخرسانة، ويقول «مساحة هذا السطح 560 متراً ويغطى 4 شقق سكنية، وتتراوح مساحة الشقق ما بين 150 و160 متراً، ونستطيع صب السقف الواحد خلال ساعتين ونصف فقط، لأن سقف العمارة الواحدة يحتاج إلى 9 خلاطات، ومحطة الشركة لإنتاج الخرسانة تستطيع تجهيز خرسانة 9 عربيات فى الساعة الواحدة، وهذا معدل جيد يساعد على الإنجاز، والعمارة الواحدة يعمل بها نجارون وحدادون وبناؤون فى وقت واحد، وكل مجموعة من هؤلاء يبلغ عددها نحو 10 أفراد، أنا مبسوط جداً وفخور لأنى شغال فى المشروع الكبير دا اللى هيغير شكل مصر للأفضل».
عوض بكر محمود، رجل ستينى، يعمل «حداد مسلح» بالمنطقة منذ اليوم الأول بعد تدشين مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، ملامح وجهه السمراء تضفى عليه مزيداً من الهيبة والوقار، يتحرك بهدوء وثبات شديدين بين القوائم الحديدية التى يجرى الانتهاء منها على قدم وساق قبل عملية صب الخرسانة ليلاً، يشرف على عدد من «الصنايعية» الشبان معه فى الموقع، يعمل فى الحدادة منذ نصف قرن، وسبق له العمل فى مدينة السادس من أكتوبر وشرم الشيخ بعد تحريرها من الإسرائيليين، بالإضافة إلى مدينة العاشر من رمضان.
يقول الرجل الستينى بنبرة منخفضة ممزوجة بالحماس «باشتغل فى العاصمة الجديدة من سنة كاملة، من بداية المشروع وفخور إنى شغال هنا، لأنى اشتغلت وساهمت فى بناء كل المدن الجديدة المشهورة جداً دلوقتى، وبيسكن فيها عدد كبير من الناس»، وأشار «بكر» قائلاً «الصنايعى الشاب عاوز يخلص الشغل ويمشى ومتهور شوية فى الشغل، لكن الناس الكبيرة اللى زى حالاتى نمكى فى الشغل ومش عاوز يسيب وراه غلطة عشان مش يعيد الشغل من الأول، ولما ببص للعمارة اللى اشتغلت فيها من بعيد وهى كل يوم بيتغير فيها حاجة جديدة بحس إننا بنعمل حاجة مختلفة فعلاً، وطبعاً أنا مش قادر أنسى شكل المكان، لما كان لسه صحراء والكراكات بتحفر وتكسر الصخر عشان نرمى أساس العمارات».
أحمد المغربى، 32 سنة، مهندس طرق، يعمل فى المشروع منذ اليوم الأول عندما كانت المنطقة مجرد صحراء وتلال من الرمال فقط، يقول «المغربى» بنبرة مرتفعة ممزوجة بابتسامة واضحة «أساس إنشاء أى مجتمع عمرانى جديد، هو الطرق، لن تقام أى مدينة جديدة بدون تمهيد وتخطيط الطرق قبل إدخال مرافق البنية التحتية، والتربة الصخرية وعوامل الجو هما أكثر تحدٍ واجهنا فى الشهور الماضية، حيث قمنا بتكسير أجزاء كبيرة من الطرق، لتكون مستوى واحداً، ويوجد بالحى السكنى بكل مناطقه الموزعة على الشركات، 4 طرق عرضية مساحة كل منها 50 متراً، أحدها يصل إلى التجمع بالقاهرة الجديدة بجانب 3 طرق أخرى متقاطعة مع الطرق الرئيسية».