رجاء الزبالين فى شم النسيم: «افصلوا القمامة وارحمونا»
«جمال» ونجله «سيد» أثناء جمع القمامة
«مابنكرهش يوم قد اليوم ده».. خرجت الكلمات غاضبة من فم الرجل، وعلى وجهه كل علامات الاستياء، يضطر بحكم البحث عن لقمة العيش أن يضرب بيده بين أكوام القمامة التى تنتشر فى الشوارع، لكنه عقب شم النسيم يجد يده ملطخة ببقايا الرنجة والفسيخ والملوحة، متمنياً وغيره من النباشين أن يكون هناك اهتمام من قبل الأسر بهم، عبر فصل القمامة ليوم واحد فقط فى حياتهم حفاظاً عليهم.
«جمال»: «بنفضل أسبوع نعانى من الرنجة»
يخرج «جمال» يومياً للبحث فى القمامة عمّا ينفعه، كقطع البلاستيك والمعدن والكارتون، يجمعها طيلة اليوم، مشيراً إلى أنه لا يملك مهنة أو صنعة تغنيه عن نبش القمامة، يشاركه ابنه الوحيد «سيد» فى العمل: «دى أزمة كل سنة معانا، بنفضل لمدة أسبوع نعانى من الريحة اللى فى قلب الزبالة».
«جمال» يوجه نصائحه إلى الأسر المصرية بفصل القمامة فى ذلك اليوم تحديداً: «لو كل واحد حط بواقى السمك ده فى كيس وقفله وحطه جوة كيس تانى هيبقى كرمنا آخر كرم»، يقاطعه سيد، ابنه الصغير: «إحنا بيطلع لنا فى اليوم بتاع 70 ولا 60 جنيه من الحاجات اللى بنبيعها، ومضطرين لده عشان حياتنا صعبة». مجدى لبيب، أحد العاملين بهيئة النظافة، يتمنى أن يكون للأسعار دور هذا العام فى تقليل الكمية المأكولة من الأسماك، فالرجل الأربعينى يحمل هم رفع المخلفات: «صناديق الرنجة والأكياس اللى جواها، الزفارة بتخلينا طهقانين من نفسنا». بينما تمنى محمد عبدالرازق، أحد مواطنى الدقى، أن يكون هناك وعى لدى المواطنين: «بلاش الشوارع تنتن كل سنة».