اعتقال رجل دين في الفاتيكان بتهمة تسهيل تهريب أموال من سويسرا إلى إيطاليا
اعتقل رجل دين كاثوليكي بارز على صلة ببنك الفاتيكان اليوم، فيما يتصل بالتآمر لمساعدة أصدقاء أثرياء على تهريب عشرات الملايين من اليورو نقدا من سويسرا إلى إيطاليا في أحدث ضربة لصورة الفاتيكان.
واعتقل المونسينور نونزيو سكارانو (61 عاما) الذي كان يعمل محاسبا كبيرا في الإدارة المالية في الفاتيكان واعتقل أيضا ضابط بأجهزة الأمن السرية الايطالية ووسيط مالي.
وتشمل القضية تسجيلات لمحادثات هاتفية وطائرة خاصة تم استئجارها لنقل الأموال من لوكارنو وإحراق هواتف محمولة ومزاعم فساد بخصوص ضابط بالأجهزة السرية وعد بتمرير الأموال عبر الجمارك.
وقبل نحو يومين أعلن الفاتيكان تشكيل لجنة تحقيق بخصوص بنك الفاتيكان الذي ضربته عدة فضائح في العقود الماضية.
وقال قاضي التحقيق نيلو روسي للصحفيين إن سكارانو الذي اعتقل في ابرشية في روما ونقل إلى سجن بالعاصمة الايطالية دبر مؤامرة لجلب ما يصل إلى 40 مليون يورو (52 مليون دولار) إلى إيطاليا لأسرة تعمل في بناء السفن في بلدة ساليرنو مسقط راسه في جنوب البلاد.
ويجري روسي تحقيقات أيضا مع بنك الفاتيكان بخصوص غسيل أموال وجاءت الاعتقالات الأخيرة نتيجة لتلك التحقيقات. وقال روسي وقاضي التحقيق الذي يعمل معه ستيفانو بيشي إنه لا يوجد حتى الآن ما يدل على أن البنك ضالع بشكل مباشر في محاولة جلب الأموال إلى إيطاليا لكن التحقيقات متواصلة وتجري حاليا عمليات تفتيش جديدة.
ويخضع سكارانو لتحقيق آخر في جنوب إيطاليا بشأن حساباته في بنك الفاتيكان.
وقال روسي إن سكارانو تحدث في يوليو تموز الماضي مع جيوفاني زيتو -وهو شرطي معار للعمل في الأجهزة السرية - لمساعدته في نقل الأموال التي كانت مودعة في بنك سويسري إلى إيطاليا بعيدا عن الرقابة الضريبية والجمركية.
والرجل الثالث المعتقل هو جيوفاني كارينزيو وهو وسيط مالي لديه مكاتب في سويسرا وجزر الخالدات وكان يعمل وكيلا لاصحاب النقود.
ولم يتضح كيف ومتى وصلت الأموال إلى سويسرا في الأصل. وكان الثلاثة يخططون في البداية لنقل 40 مليون يورو نقدا لكنهم خفضوا المبلغ فيما بعد إلى النصف. وسافرت طائرة خاصة إلى لوكارنو من روما وانتظرت عدة أيام قبل العودة إلى العاصمة الايطالية بدون الأموال.
وقال روسي إن الأموال لم تغادر سويسرا بسبب خلافات وقلق بين الثلاثة مضيفا أنه تم فيما بعد إحراق هواتف محمولة استخدمت خلال الترتيبات. وأضاف أن زيتو وعد باستخدام موقعه في الأجهزة السرية لتجنب القيود الجمركية. وقال إنه كان من المقرر الذهاب إلى الطائرة على مدرج مطار في روما ونقل الأموال تحت حراسة مسلحة إلى منزل سكارانو في روما واصفا المؤامرة بأنها "خططت بشكل معقد".