فى مسطرد: عائلة مسيحية ورثت صناعة كنافة وقطايف شهر رمضان أباً عن جد على مدى 4 أجيال
عائلة مسيحية تصنع حلويات رمضان
يجلس أمام «حجر» القطايف صانعاً المئات منها، تحمر وجنته البيضاء إثر الحرارة المنبعثة من شعلة اللهب اللازمة لصنع القطايف، ورغم المشقة والتعب، إلا أن ماجد فضل أن يكون كنفانياً على أن يكمل تعليمه، متمنياً الحفاظ على مهنة أسرته المسيحية التى تمتد لأربعة أجيال فى صنع الكنافة والقطايف، والتى تزدهر وتلقى رواجاً كبيراً فى شهر رمضان، وعيد الفطر المبارك.
يملأ ماجد بولس وعاءً بلاستيكياً بفتحة صغيرة تسمح للدقيق المختلط بالماء بالنزول منها، يتحرك إصبعه أسفل الفتحة بسرعة كبيرة، ما يسمح له بصنع 40 واحدة فى ثوان معدودة، ثم لا تلبث أن تنضج فيحملها بسكين ويلقيها إلى والده الذى يرصها فى قوالب خشبية، قبل ذلك العمل كان ماجد يدرس بالصف السادس الابتدائى، لكنه فضل عدم الاستمرار فى التعليم وتعلم صنعة أسرته، التى تعمل فى بيع الكنافة طيلة السنة، لكن والده وقف أمام رغبته فى بادئ الأمر ثم انصاع له مؤخراً: «أنا مش كاره التعليم، بس أنا الولد الوحيد لأبويا ومحبتش إن الصنعة بتاعتنا تقف عند أبويا بس، عشان جدى وأبو جدى كانوا شغالينها» قالها ماجد الذى بلغ 15 عاماً، 3 منها قضاها فى المحل مع والده وتعلم فيها صنع الكنافة والقطايف بدءًا من تجهيزها وانتهاءً ببيعها ونقلها للمحلات الأخرى إذا لزم الأمر: «الموضوع مش صعب، هما شوية دقيق ومية وممارسة عشان الإيد تاخد على لفة الصينية بتاعة القطايف، ولحظات قليلة وأنا بسد الكوز عشان العجين لو زاد تكبر الحتة منى ولو قلّ تطلع صغيرة».
«ماجد» ترك التعليم للعمل فى الحلويات للحفاظ على مهنة العيلة
يعرف «ماجد» طريقة صنع القطايف بأنواعها المختلفة، وهى إما «عصافير» أو كبيرة أو متوسطة الحجم، ولكل من الأنواع الثلاثة استخدام، ممسكاً واحدة منها مطبقاً عليها واحدة أخرى، شارحاً طريقة ملئها باللحم المفروم، وطريقة حشو الأخرى بالمكسرات، ليبتسم والده وهو يتابع الشرح، ثم يقول: «مرضيش أبداً يرجع المدرسة، حاولت معاه بكل الطرق، إلا إنى فشلت، وهو عشان عنده هدف إن الشغلانة تفضل موجودة استمر هنا ومازهقش»، مشيراً إلى أنه تعلم المهنة من والده «إحنا أصلاً من أسيوط وكان جدى شغال فى الكنافة والقطايف، ومن بعدها أبويا وبعدين أنا، بس كان شغلهم مواسم، وأنا اللى خليته طول السنة فى المحل، وبعد كده بقى ماجد ابنى يشيل الليلة ويحافظ على شغلانة العيلة».