سؤال قد يجول بذهن البعض: مع من سوف يفطر الرئيس محمد مرسى فى اليوم الأول من رمضان؟ كثيرون لا ينتظرون مجرد الإجابة، بل يتوقعون أن يكون «الريس» بينهم عندما يضرب مدفع الإفطار ويعلو الصوت العذب للشيخ «محمد رفعت»، بالأذان.
على رأس هؤلاء تأتى أسر شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير الذين دفع أبناؤهم من دمائهم ثمن هذا التغيير المدهش الذى جعل الدكتور مرسى رئيساً للجمهورية، هؤلاء يتوقعون أن توجه إليهم دعوة عاجلة ليفطروا أول أيام رمضان على مائدة الرئاسة، فهل يخيّب الرئيس توقعهم؟
قد يشهد اليوم مفاجأة أخرى لو قرر الدكتور «مرسى» أن يباغت أهالى أحد الأحياء العشوائية، مثل منشية ناصر أو الأباجية أو عشش الترجمان أو تل العقارب، ليحمل إليهم أطايب المائدة الرئاسية ويقتسم معهم متعة الطعام، وبهجة «اللمة» على مائدة واحدة أول أيام رمضان. لم لا؟ والرئيس قد تحدث خلال حملته الانتخابية عن العشوائيات وسكان العشوائيات وكادت نياط قلبه تتمزق من شدة بلاويهم وكثرة مآسيهم من أصغر إلى أكبر واحد فيهم.. لم لا؟ والرئيس قد أمطر المسئولين عن النقل والمواصلات -من سائقى التكاتك- بالأحياء العشوائية بالسلامات والتحيات فى خطابه الأول إلى الأمة. لا يستبعد هؤلاء أن يجدوا الرئيس بينهم عندما يدق مدفع «الحاجة فاطمة» معلناً انتهاء صيام اليوم الأول من رمضان. فهل يخيب الرئيس ظنهم؟
ربما يخالف «الريس» هذه التوقعات جميعها لنجده يترك القاهرة مرتحلاً إلى السويس لقضاء أول أيام رمضان مع عمال شركة سيراميكا الذين يدخل عليهم الشهر الفضيل وهم فى الشارع بلا عمل ولا دخل، أو قد يتوجه شطر المحلة الكبرى ليفاجئ عمال مصنع الغزل المضربين بالوجود بينهم. ربما صح هذا التخمين، خصوصاً أن الدكتور «مرسى» أشبع العمال عهوداً ووعوداً بتحسين مستواهم المعيشى خلال حملته الانتخابية. هل يذكر الرئيس ما قاله أمام عمال المنطقة الصناعية بالمنوفية أيام الانتخابات، لو أن عمال المحلة تذكروا الكلام «الشهد» الذى ذكره الدكتور مرسى حينذاك لاطمأنوا ومنّوا أنفسهم ببطيخة صيفى شهية الطعم «يحلّون» بها بعد أن يطعموا «لقمة» الإفطار معه. فهل «يبل» الرئيس «ريقهم»؟
واضح أن الإجابة عن السؤال صعبة بعض الشىء، خصوصاً أن ضيوف الرئيس «كثر»، ليس من أبناء الشعب المصرى فقط، ولكن من أهله وعشيرته أيضاً. فمن حق الرئيس أن يعيش حياته كمواطن عادى له التزامات نحو أسرته الصغيرة ومن الواجب أن يفطر معها أول يوم، أو تكون لديه عادات تفرض عليه الوجود وسط إخوانه وعشرة عمره، الأمر الذى يعنى أن من يمنّون أنفسهم بـ«عزومة» الرئيس «حيصوموا يصوموا ويفطروا على بصلة»!