الإعلام أداة تثقيف وتنوير وتوجيه للرأى العام، مهمته الأصيلة الأخبار، وتمارس كل وسيلة إعلامية مهمتها وفق سياسة تحريرية تعكس فلسفة وجودها من الأصل وأهداف ملكيتها.. لا يوجد إعلام من أجل الإعلام.. ولا تمول الصناعة الإعلامية من أموال الصدقة والزكاة كى لا تنتظر منها عائداً.
وبالتالى لا أفهم ولا أستوعب مصطلح إعلام حيادى متنازل عن سلاح تأثيره.. التصنيف الوحيد الذى يخضع له الإعلام هو إما أن يكون مهنياً أو غير مهنى، وعنوان المهنية هو عدم بث أخبار كاذبة أو مضللة، ومصداقية الخبر تنعكس على أداة التأثير الأهم للوسائط الإعلامية المختلفة وهى المصداقية.
أقول هذا الكلام وأنا أترصد أداء الإعلام الخاص وتعامله المبكر مع الانتخابات الرئاسية وفكرة الوقوف على مسافة واحدة واختباء الموقف السياسى الواضح لمختلف القنوات تحت اسم الحياد!.
شخصياً عاصرت انتخابات للكونجرس الأمريكى، وقمت بتغطية الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وتنقلت بين مختلف الولايات.. وشاهدت مواقف واضحة للإعلام فى الانحياز للمرشحين كتاّباً ومقدمى برامج.. مؤسسات بأكملها تعلن وجهتها السياسية وتدافع عنها وتقوم بحملات مضادة.
والسؤال ما الحرج الذى يواجهه الإعلام المصرى فى هذا الأمر؟ لماذا لا نعلن انحيازاتنا؟ وندافع عن أفكارنا؟ بل وعن المرشح الذى نرى أنه الأفضل؟!
وهذه الحسابات قد لا تمتد إلى الإعلام القومى المملوك للدولة والممول من دافعى الضرائب، أما الإعلام الخاص فلماذا يستشعر الحرج؟
الانتخابات الرئاسية الحالية ليست نزهة ولكنها معركة حقيقية بين معسكر الدولة المصرية ومعسكر الإرهاب والفوضى والفساد.
الأول يحمل مشروعاً وطنياً سنده ثورة يونيو، والثانى يريد الانتقام من يونيو وامتدادات مشروعها.
شخصياً حسمت أمرى.. وهو إعلان التأييد الواضح للرئيس عبدالفتاح السيسى، بطل ثورة يونيو وقائدها، حتى وإن منعه طيب خلقه عن الإعلان الصريح لبطولته.
«السيسى» الذى لولاه ما عادت مصر قبل أن تشتكى من الأسعار فى مصر.. ولولاه ما عادت مؤسسات مصر قبل أن تشتكى من الأداء أو الخدمات.. ولولاه ما تم إقرار دستور مصر الجديد.. ولولاه حتى ما كنا مارسنا رفاهية الانتخاب والتنظير السياسى.. و«السيسى» هنا رمز لدولة وإدارة ومؤسسات وتضحيات أبطال وقفوا بلدهم بعرقهم ودمهم.. كمل يا سيسى لدينا حلم وسنحققه معك.