«أنور» طلب «معاش تكافل».. قالوا له: أنت ميت
أنور
بعد سنوات من المعاناة ومشقة البحث عن وظيفة بالحكومة، اعتبر «عم أنور» أن معاش «تكافل وكرامة» هو طوق النجاة الذى سينتشله من ضيق الرزق إلى الاستقرار والدخل الثابت، ومثل آلاف البسطاء من أبناء محافظة البحيرة، سعى الرجل للحصول على المعاش، لكن رحلته لاستكمال الأوراق كشفت عن عدد من المفاجآت، منها أنه كان موظفاً بوزارة الزراعة، ويخضع للتأمينات الاجتماعية منذ 17 عاماً، وتوفى قبل 3 سنوات، وحصل على مكافأة نهاية الخدمة.
الصدفة وحدها كشفت عن الواقعة، عندما تقدّم «أنور إبراهيم عبدالدايم»، 67 سنة، مقيم بعزبة «الشريف»، التابعة لمركز شبراخيت، بطلب إلى مديرية التضامن الاجتماعى، للحصول على معاش «تكافل وكرامة»، إلا أن الموظف المختص أبلغه برفض طلبه، لأنه موظف بمديرية الزراعة، الأمر الذى أصاب الرجل بالدهشة، وزادت الدهشة عندما توجّه ابنه إلى التأمينات الاجتماعية للحصول على بيان بالحالة التأمينية لوالده، حيث جاءه الرد بأن صاحب الاسم «متوفى» من 3 سنوات، وحصل على جميع مستحقاته التأمينية.
«التأمينات»: توفى منذ 3 سنوات.. وتسلم مستحقاته
«محمود»، ابن «عم أنور»، تحدّث لـ«الوطن»، قائلاً: «أبلغنا المسئولون فى مكتب التضامن بشبراخيت برفض الطلب المقدّم من والدى، لأنه يعمل بمديرية الزراعة، وعندما توجّهت إلى تأمينات إيتاى البارود، وجدت أن والدى له قيد تأمينى برقم 2093675، ويعمل بمنشأة تابعة لمديرية الزراعة، منذ 29 نوفمبر 2000، حتى أول يوليو 2009، وكان يتم اقتطاع قيمة التأمينات من راتبه، والمفاجأة الأكبر عندما أخبرنى الموظف بأن والدى متوفى من 3 سنوات، وتم تسليمه مستحقاته».
وتابع أنه «وسط هذا التضارب بين التأمينات ومديرية الزراعة، توقف طلب الحصول على معاش (تكافل وكرامة)، بعد أن عجز المسئولون عن التوصل إلى حل للغز». وطالب بضرورة التحقيق فى الواقعة، والبحث عن متورطين محتملين بها».