فى تصريح لرئيس شركة إينى الإيطالية -الشريك الأجنبى فى مشروع حقل ظهر الذى تم افتتاحه أول الأسبوع الماضى-.. صرح بأن التحدى الحقيقى الذى واجه المشروع لم يكن فى الحفر والتنقيب لأعماق أكثر من المعتادة تحت سطح البحر.. ولم يكن فى الصعوبات التى واجهت الشركة للوصول إلى ذلك الاكتشاف الكبير الذى لم يكن الوصول إليه سهلاً بأى حال من الأحوال.. بل كان التحدى الحقيقى هو طموحات ورغبة الرئيس السيسى فى أن يختصر الزمن المطلوب.. وأن يبدأ الإنتاج فى أسرع وقت ممكن!!
الصورة يمكن أن نراها مكررة فى كل المشروعات التى تمت فى عهد السيسى.. فالرجل يسابق الزمن حرفياً فى كل مشروع.. والشكوى الرئيسية من كل من عملوا معه أن إيقاعه أسرع من الطبيعى دوماً.. ما يجعلهم يضاعفون الجهد المبذول لمواكبته.. بل وربما لا يصلون إلى ما يريده فى كثير من الأحيان..! والواقع أن فترة رئاسة السيسى الأولى يمكن أن نطلق عليها بكل أريحية «مرحلة قهر الزمن».. فما كان يفترض أن يتم إنجازه فى كل العصور السابقة فى عام ينجزه السيسى ومن حوله فى ثلاثة أشهر على الأكثر.. حتى إن دعابة شهيرة قد انتشرت بين العامة بعد أن أصبح الرئيس يهتف باسم اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية عقب كل إجابة لسؤال عن توقيت تسليم أحد المشروعات فى كل المجالات.. ليرد عليه أن الفترة المحددة يمكن اختصارها لنصف المدة!!
لقد نجح الرئيس فى سنوات أربع أن ينفذ ما كان يحتاج إلى أضعاف تلك الفترة لتنفيذه.. متجاهلاً كل الشكاوى القديمة المتعلقة بالبيروقراطية المصرية العتيقة.. فنجح فى زمن قياسى أن يخلق حالة جديدة من التنمية لم يشهد الوطن مثيلاً لها منذ عهد بعيد.. لقد نجح السيسى أن يهدم أعشاش الدبابير التى عششت فى عقول الجميع.. وتصدى للعديد من الأمور التى خشى الجميع قبله التصدى لها.. واتخذ العديد من القرارات التى كان يعلم جيداً أن مردودها الشعبى عليه ربما يكون سلبياً.. ولكنه لم يلق بالاً بشعبيته التى قد تتعرض للاهتزاز.. فى الوقت الذى كان من باب أولى على المسئول «أن يأكل عيش» ولا يضغط على الشعب.. ولكنه -بإيمان مطلق بضرورة مواجهة الواقع- قام بعكس كل ذلك!!
الأمر لا يعنى على الإطلاق أنه لا توجد أخطاء أو سلبيات ما زلنا نعانى منها إلى حد كبير.. ولا يوجد من المسئولين ما يجعل الناس تعانى ويلقون بجام غضبتهم على النظام كله.. ولكننى أعتقد أنه من المقبول إلى حد كبير أن يأتى رئيس بعد كل ما مرت به البلاد عبر ثلاثين عاماً من التردى فى كل نواحى الحياة.. وعبر ثورتين قضتا على الكثير من بنيتها الأساسية.. فيبدأ فى البناء بهذا الإيقاع السريع.. وأن يعمل بهذه السرعة الذى تعجب لها العالم كله.. ففى تقرير تم بثه على إحدى القنوات العربية أن حقل ظهر نفسه هو أحد إنجازات السيسى المتعلقة بالزمن أولاً وقبل أى شىء آخر.. فقد ذكر التقرير أن الإنتاج كان ينبغى أن يبدأ فى غضون من ٦ إلى ثمانى سنوات.. وأن بدء الإنتاج فى عام ونصف يعد معجزة بكل المقاييس العالمية!
لقد اجتهد السيسى قدر استطاعته.. وأعتقد أنه يستحق أن يستمر فى اجتهاده بنفس الإيقاع المتسارع الذى ينتهجه لأربع سنوات مقبلة.. ليحقق ما يصبو إليه لهذا الوطن.. ونحن معه!