أهالي العريش يعلقون على "الخبز مجانا": نرفض التسول.. و"التموين" تشيد بالمبادرة
صورة أرشيفية
قرر أهالي العريش، مد يد العون لبعضهما البعض للخروج من الكبوة التي تمر بها المنطقة خلال الفترة الراهنة متأثرة بتداعيات العمليات الإرهابية، التي لن تستمر طويلا بحسب التصريحات الحكومية، وأعلن أصحاب مخبزين في العريش بيع الخبز بالمجان لأصحاب الحرف التي توقفت، وهم السائقين والصيادين والحرفين وكذلك المزارعين ممن تضررت مزروعاتهم وفي انتظار التعويضات وعمال اليومية الذين كانوا يقتاتون على ما يحصلون عليه بشكل يومي من أجرة باليومية.
وقال هشام شعرواي، أحد الموظفين في العريش، إن مخبزي "آل ياسر" الكائن بجوار استراحة كبار الزوار، ومخبز "شراب القريب" القريب من جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجوار المعهد الأزهري بوسط العريش، قرر مالكيهما بيع الخبز بالمجان، مساعدة لأصحاب المشروعات والحرف المتوقفة، نظرًا للظروف القهرية بالمنطقة، مطالبين إياه بالنشر على صفحات "فيسبوك"، ليتمكن أصحاب الحاجيات القدوم لأخذ الخبز بالمجان على البطاقات التموينية، واستحوذت المبادرة على اهتمام مواقع التواصل وإشادات من روادها.
حرصت "الوطن" أن تذهب مبكرًا إلى المكان لمشاهدة الموقف عن قرب، ولكن كانت المفاجأة من العيار الثقيل، حيث أن أصحاب الحرف والعمال والمزارعين، لم يأت منهم إلا عدد قليل جدًا كما قال أصحاب المخبزين، رغم استعدادهما الكامل بزيادة طاقة الأفران للضعف تحسبًا للزحام.
وعلل محمد الشوربجي، أحد الأهالي، هذا أن أغلب أصحاب الحرف والأشغال في شمال سيناء لا يقبلون أن يتسولوا الناس طعامهم أو شرابهم، هم فقط يريدون حل لمشكلاتهم والإسراع في إنهاء الإرهاب، لتعود الحياة لمجاريها، قائلًا: "إن الحياة توقفت أمام اصحاب الحرف منذ 9 من فبراير الماضي، وهي بداية العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية، والتي اعتبرها جميع الأهالي بادرة خير وخطة لعودة الحياة الطبيعية للعريش من جديد".
وفي السياق ذاته قالت نسرين هاشم، أحدى الموظفات من العريش، أن أصحاب الأشغال يعانون بسبب توقف الحياة منذ فبراير الماضي، مطالبة بفتح محطات الوقود أمام أصحاب التاكسي لتموين سياراتهم بالغاز، فان الغاز لا يمكن أن يسحب مرة أخرى من السيارة، مما يقطع الطريق أمام من يرون أن تموين التاكسي قد ينقل الإرهابيين.
وأضافت نسرين، أنه بعد نجاح المحافظة بشكل واضح في توفير المواد الغذائية والخضروات بشكل كبير، وإنهاء حالة الجشع التي كان عليها بعض التجار ممن استغلوا الأزمة في سيناء، وباعوا البضائع في السوق السوداء بأسعار خيالية، يجب على المحافظة أن تجد حلًا عاجلًا لأصحاب التاكسي المتوقفين عن العمل، وزادت معاناتهم عن الحد، لأن أغلبهم عليه أقساط ويعول أسرة وربما أسرتين.
وعودة إلى أفران الخبز التي أعلنت توزيعه بالمجان لاصحاب الحرف المتوقفة والتاكسي والعمال، فإن ملاك الأفران رفضوا الكلام مطلقًا فى هذا الشأن، مؤكدين أن العمل قصد به وجه الله، ذاكرين قول النبي الكريم "انفق بيمينك حتى لا تراه شمالك".
ومن جهة أخرى لاقت المبادرة التي تبناها مالكي المخبزين استحسان مديرية التموين بشمال سيناء، وقال المهندس فتحي راشد وكيل وزارة التموين، إنه يُثمن موقف أصحاب المخبزين، وإنه على استعداد لتقديم يد العون والمساعدة في الإطار المسموح به.