فى نهاية كل عمل فنى سينمائى أو درامى ومع انتهاء المشهد الأخير خاصة فى الأعمال التى نرتبط بأحداثها ونتوحد معها يظل خيالنا منطلقاً مع الأحداث فيما بعد النهاية ولا يتوقف وقد نصنع مشهداً من رؤيتنا نشبع به الحالة التى نعيشها كنهاية إضافية للنهاية الأصلية فى مشهد نبحث عنه ونراه مكملاً..
هذا هو "المشهد الناقص"!
(أيوب)
ـ مشهد داخلى – منزل أيوب - نهاراً
مضت الأيام وأصبحت مطبعة صابرة من أشهر المطابع وتم علاج كبد "أيوب" بنجاح وكان الاستعداد ليوم زفافه على "أسماء" فى الوقت الذى دخل عليه "بريزة" وأخبره بقدوم شخص يود مقابلته .... خرج "أيوب" ليفاجأ بضابط القسم..........
الضابط: إيه يا راجل.. إنت نسيتنى؟
أيوب متفاجئ: لا طبعا.. أنا إفتكرت حضرتك اللى نسيتنى.
الضابط: أنساك إزاى.. ده إنت حبيبى.
أيوب يشعر بنبرة غريبة فى صوت الضابط: على العموم إنت نورتنى وهتنور فرحى.
الضابط: فرحك.. ده مش لو تم؟
أيوب بصوت مرتعش: ليه حضرتك بتقول كده؟
الضابط: عيبك يا أيوب إنك فاكر إنك أذكى الناس وأنا حذرتك قبل كده وقولتلك أنا بأساعدك آه بس لو اكتشفت إنك بتلعب من ورايا مش هسيبك.
أيوب: والله أنا ماشى جنب الحيط وبما يرضى الله.
الضابط: والبنك.. والمخزن اللى مليان كتب.. وغسيل الأموال فى المشروعات اللى فتحتها.
يفتح "أيوب" فمه وترتسم عليه ملامح الرعب.. ومرت لحظات صمت طويلة قبل أن ينطق بضعف.. أيوب: أنا ماكانش قصدى.. أنا دخلت السجن برئ خرجت مجرم.. واضطريت أبقى مجرم عشان أرجع حقى وأنتقم من اللى حرمونى من أمى وابنى ومراتى.. أنا كنت عايش جنب الحيط وراضى.. ومش ذنبى إنى فقير.. وعلى العموم أنا رجعت كل الفلوس وبديت من الصفر وندمان على كل لحظة نفسى ضعفت فيها قصاد الشر وافتكرت إنه بيغنى ويقوى.. صدقنى والله أنا توبت.
ينظر الضابط إليه فى صمت حتى ينطق أيوب: وعلى العموم أنا على استعداد لأى عقوبة تقولها لو ده هيخلى ربنا يسامحنى.
الضابط يقترب من أيوب: لو عليا.. الظابط اللى أقسم القسم أنا أقبض عليك وأرضى ضميرى المهنى
يصمت قليلاً ثم يكمل: ولو على ضمير الإنسان اللى جوايا.. أنا أديك براءة من أى تهمة منسوبة ليك وأطالب كمان بالتعويض ليك يا أيوب.
يبتسم أيوب قبل أن يحتضنه الضابط الذى يكمل فى ود: قولى بقى.. بتوزعوا جاتوه فى الفرح ده وآلا سندويتشات جبنة رومى بس؟
أيوب ضاحكاً: وبسطرمة كمان يا باشا.
"أيوب" يصطحب الضابط لحضور الفرح وهو يشعر بارتياح أخيراً وأن الله يجازى كل أيوب خيراً مهما طال صبره.