"غسل مخ بن لادن".. مَن هو عبد الله عزّام الأب الروحي لـ"زعيم القاعدة"؟
عبدالله عزام
بعد مرور 17 عامًا على هجمات 11 سبتمبر في نيويورك، كشفت والدة زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن، في حوارها لصحيفة "جارديان" البريطانية، علاقة ابنها أسامة بـ"الإرهابي عبدالله عزام"، عضو جماعة "الإرهابية، أثناء دراسته بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حيث كان أسامة يدرس الاقتصاد آنذاك.
عبدالله عزام، الذي جرى طرده من السعودية فيما بعد، أصبح بمثابة "المستشار الروحي" لأسامة بن لادن، بحسب قول الأم "عالية غانم"، التي اعتبرت أن ابنها تعرض لعملية "غسيل للمخ في مرحلة العشرينيات من العمر وأصبح شخصًا آخر".
"الوطن" ترصد من هو عبدالله عزام الذي "غير فكر أسامة بن لادن":
عبد الله يوسف عزام، ولد سنة 1941 في قرية سيلة الحارثية بمدينة جنين الفلسطينية، والتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة عام 1966 ميلاديًا.
بعد سقوط الضفة الغربية عام 1967 ميلاديًا التحق بكتائب ما يعرف "المجاهدين" التي شكلها "الإخوان"، وكانت قواعدها في الأردن، واشترك في بعض العمليات العسكرية ضد اليهود على أرض فلسطين وبعد أحداث سبتمبر الأسود في عام 1970 ميلاديًا توقفت عمليات الجهاد الفلسطيني وأرسل الشيخ في بعثة إلى جامع الأزهر للحصول على الدكتوراه وهناك التقى سيد قطب أبرز كوادر جماعة "الإخوان".
عمل عزام مدرسًا بالجامعة الأردنية في كلية الشريعة حتى عام 1980 ميلاديًا، ثم انتقل للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وبعدها عمل في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد في باكستان، ثم قدم استقالته منها وتفرغ لـ"الجهاد" في أفغانستان.
تعرف أسامة بن لادن على عبد الله عزام في أواخر السبعينات حيث التقى به في الأردن وزاره في منزله بمدينة "صويلح" لأول مرة حتى توطدت العلاقة بعزام في بداية الثمانينات، وعمل عبد الله عزام أستاذًا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وظل يتردد عليه خلال تلك الفترة، وبات تأثر بن لادن بعزام واضحًا حتى أصبح بمثابة "الأب الروحي" له وتعلق بشخصيته كثيرًا، حسبما أفاد تقرير العربية.نت.
في عام 1981 ميلاديًا انتقل عبد الله عزام إلى مدينة بيشاور بباكستان وظل بن لادن على تواصل مع عزام ولم تنقطع علاقتهما ببعض حتى بدأ "بن لادن" بالتكفل بدفع نفقات ما سمي بـ"مكتب المجاهدين العرب" في أفغانستان إلى أن التحق بعبد الله في بيشاور سنة 1984 ميلاديًا.
تمتع كل من "بن لادن" التلميذ وشيخه "عزام" بكاريزما خاصة ومهارات قوية في الخطاب والتحريض ساهمت في استقطاب وتجنيد المقاتلين العرب إلا أنه كان لكل منهما "مريديه" وانقسموا ما بين معسكر "الفرقان" و"المأسدة" التابعين لبن لادن، ومعسكر "صدى" التابع لعزام.
في أغسطس 1988 ميلاديًا طرح عبد الله عزام، المرشد الروحي لأسامة فكرة إنشاء مؤسسة واسعة يمكن للمقاتلين من خلالها إطلاق ما سمي بـ"بكفاحهم في سبيل عالم إسلامي مثالي" ووافقه أسامة كليًا الرأي في ذلك، ودعا إلى اجتماع تخطيط أطلق عليه اسم "القاعدة العسكرية"، واختصر فيما بعد بتنظيم "القاعدة" وأقيم الاجتماع الأول في منزله العائلي في بيشاور.
برز بعد ذلك اسم "كتائب عبدالله عزام" كجماعة إرهابية جهادية مرتبطة بـ"تنظيم القاعدة"، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية لتصنيفها على أنها "منظمة إرهابية"، حسبما أفاد تقرير هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
واتخذ مؤسسو الجماعة اسم "كتائب عبد الله عزام" تيمنًا بالزعيم الجهادي الراحل "عبدالله عزام" الناصح المخلص لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
ورغم الاختلاف في وجهات النظر الميدانية ظل كل من بن لادن وعزام يرى في الآخر "رجلاً في أمة" حتى إن عبد الله عزام كان قد خص أسامة في وصيته، قائلا: "أدعو كثيرا لمن تكفل هذا المكتب بماله الخاص، وهو الأخ أبو عبد الله أسامة بن محمد بن لادن، أدعو الله أن يبارك له في أهله وفي ماله ونرجو الله أن يكثر من أمثاله"، وفقا للعربية.نت.
استمر عبد الله عزام في نشاطه حتى قُتِل مع ولديه محمد وإبراهيم في باكستان عام 1989 ميلاديًا وانفجرت به سيارته التي لغمها له أعداؤه - الذين لم تثبت هويتهم إلى اليوم - ودفن يوم وفاته في باكستان.