«البطاقة المصرية».. حلم مفقود.. وورقة ممزقة فى سيناء
بطاقة الرقم القومى المصرية، قاسم مشترك بين واقعين مختلفين تماما، ففى منطقة «الجايفة» بشمال سيناء، يحلم أبناء قبيلة العزازمة بامتلاك بطاقة الهوية المصرية، بينما فى منطقة «أبوزنيمة» بجنوب سيناء، سلم عدد كبير من أبناء قبيلة الحماضة بطاقاتهم الشخصية إلى جهاز المخابرات العامة المصرية، احتجاجا على التهميش وسوء المعاملة، وحرمانهم من الوظائف، وعدم توفير حياة كريمة لهم.
فعلى الرغم من سيرة قبيلة العزازمة «الفلسطينية الأصل» الحافلة كان من الممكن أن تجلب لفرعها الذى يعيش فى مصر حياة هنيئة، لكن واقع الحال لا يقر بذلك، فأكثر من ثلاثة أرباع الفرع المصرى يعيشون أوضاعا صعبة فى قريتهم التى تقع على الحدود المصرية الإسرائيلية جنوب العريش بـ 100 كم تقريبا دون جنسية مصرية ودون مياه أو كهرباء أو تعليم، ومع ذلك فإن أبناء القبيلة ولاؤهم الأول لمصر، ولا يملكون سوى تذكرة مدون فيها «غير معين الجنسية».
أما فى قرية أبوزنيمة فلا يكاد يمر يوم دون أن تحدث اشتباكات بين أبناء قبيلة الحماضة والشرطة أو الجيش، ليلتهب الوضع وينذر بالانفجار، ولا أحد يتصدى لينزع الفتيل وينقذ ما يمكن إنقاذه، وأمام ما أسموه «سوء معاملة الجهات الأمنية لهم» سلم أبناء القبيلة بطاقاتهم، ومنهم من مزقها تماما، ووصلت حصيلة البطاقات المسلمة والممزقة إلى 200 بطاقة، وانضم إليهم أبناء قبيلة القرارشة الذين يعانون نفس سوء المعاملة. على حد قول شيوخهم.
أخبار متعلقة:
«الحماضة».. الخلاص من ظلم الوطن بـ«تقطيع البطاقة» والتنازل عن الجنسية
«العزازمة».. ولاؤهم لمصر وإن منحتهم اعترافا منقوصا و«تذكرة مرور» وخانة «غير معين الجنسية»