قامت وزارة الزراعة، مؤخراً، بإلقاء 5 ملايين زريعة جمبرى فى بحيرة قارون لتنمية وزيادة الثروة السمكية. وهذه الزريعة من إنتاج مفرخات بركة غليون بكفر الشيخ، التى افتتحها الرئيس السيسى العام الماضى، وهذا أبلغ رد على المشككين فى المشروع وعلى الذين يدعون أن الأسماك التى شاهدناها فى الافتتاح تم شراؤها من الصيادين لزوم التصوير، فالمشروع ينتج أسماكاً، وينتج أيضاً زريعة الجمبرى، ومعامل التفريخ هناك حصلت على الاعتماد الدولى مما يفتح آفاقاً أوسع لتصدير الأسماك للخارج.
وما حدث مع مشروع الاستزراع السمكى يحدث مع كل المشروعات من حيث التشكيك فيها وفى جديتها.. عشرات المشروعات افتتحها الرئيس خلال السنوات الأربع الماضية وكان الإعلام حاضراً بقوة وقت الافتتاح فقط، لكن بعد انتهاء مراسم الافتتاح سقطت هذه المشروعات تماماً من حسابات الإعلام وتُركت الساحة للمشككين وللشائعات التى تحركها الجماعات الإرهابية.
الإعلام مطلوب منه متابعة مراحل تنفيذ المشروعات حتى الافتتاح ومطلوب منه أكثر المتابعة بعد الافتتاح وتسليط الضوء على فائدتها للاقتصاد وللمواطنين، فمثلاً افتتح الرئيس مؤخراً مصنع أسمنت بنى سويف، ونحن لم نعلم شيئاً عن المصنع قبل يوم الافتتاح ولا بعده، رغم أنه أدى إلى انخفاض أسعار الأسمنت.
خلال حفر قناة السويس الشعب عاش الحدث على مدار عام كامل بسبب الزخم الإعلامى الكبير الذى تابع أعمال الحفر لحظة بلحظة وبعد ذلك يوم الافتتاح فى 6/8/2015 أصبح مجرد ذكرى.
أين متابعة الإعلام لمشروع جبل الجلالة، والمليون ونصف المليون فدان، والمشروع القومى للطرق، والفرافرة، والمثلث الذهبى، ومشروعات المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس، وتطوير العشوائيات، وأكبر محطة طاقة شمسية فى العالم، وقناطر أسيوط الجديدة، ومحطات الكهرباء العملاقة؟
وحالياً يتم إنشاء محور الخطاطبة على النيل فرع رشيد وهو أول محور فى عهد السيسى تم تنفيذه فى أقل من عامين، وغيره من المشروعات العملاقة التى لا نسمع عنها ولا نشاهدها إلا لحظة الافتتاح فقط أو أثناء تفقد الرئيس لها، كذلك مؤتمرات الشباب الإعلام حاضر بقوة فى الافتتاح وغائب فى متابعة تنفيذ التوصيات مما جعل المواطنين يتساءلون عن جدوى هذه المؤتمرات: هل التقصير من الإعلام فى متابعة المشروعات بعد افتتاحها.. أم أن الحكومة هى المقصرة فى حق نفسها وعدم تسويق إنجازاتها بعدم دعوة الإعلام لمتابعة المشروعات قبل وبعد الافتتاح وتأثيرها على حياة المواطنين؟
وما يدعو للتفاؤل أن هناك حالياً توجهاً محموداً بمؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء فى وضع آلية جديدة للتعامل مع الإعلام ترتكز على ضرورة تواصل المسئولين والمستشارين الإعلاميين والمتحدثين الرسميين للوزارات مع وسائل الإعلام والمتابعة المستمرة للمشروعات بالصور والفيديوهات حتى يطمئن قلب المواطن وأيضاً سرعة الرد على الشائعات لقتلها فى مهدها وبالتالى عدم إعطاء فرصة لانتشارها وإثارة البلبلة فى المجتمع والتفاعل المستمر مع وسائل التواصل الاجتماعى لأنها أصبحت تستحوذ على اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين،
إن متابعة المشروعات بعد الافتتاح بجانب أنها ترد على المشككين فإنها تمنح المواطنين طاقة أمل وتفاؤل فى مستقبل أفضل، وأيضاً تشجع المسئولين على العمل المستمر بجدية لأنهم يعلمون أن الإعلام يتابعهم ويراقب وينقل الحقيقة من أرض الواقع دون تجميل أو تزييف.
مصر تحتاج إعلام المبادرة والواقع والمتابعة أما إعلام رد الفعل والمناسبات فإن ضرره أكبر من نفعه.