"أصلح الألومونيا".. "عم عزت" رحالة بين المحافظات
عزت مصطفى
داخل خيمة متهالكة الأركان، رث قماشها، لا تقي من حرارة الشمس، يجلس عزت مصطفى، 57 عاما، على صندوق حديدى يستخدمه كرسيا، ممسكا فى إحدى يديه مطرقة وأمامه سندان، بينهما إحدى الأوانى المنزلية من الألومنيوم المكسور، لإصلاحها.
في إحدى شوارع مركز كفر الزيات، بمحافظة الغربية، وينادي عم عزت "أصلح الحلل والألومونيا"، لافتا إلى أنها "مهنة ورثها عن والده الذي ورثها عن جده"، وأنه من أهالى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ولد في تلك المهنة حيث كان يرافق والده وعمره 6 سنوات، تنقلوا بين القرى والمدن بالمحافظات المختلفة، واتقن فن المهنة وأصبح له زبائن في كل محافظة يأتي إليهم في فترة كل عام لإصلاح ما لديهم من أواني منزلية لإصلاحها.
وقال، "علشان شغلي الكويس بقى عندي زبائن في كل محافظة من محافظات الدلتا وبينتظرونى من العام للعام علشان اصلح لهم أوانى الألمونيا المكسورة عندهم، وأصبحت معروفا عندهم بالقب الرحال وطفليه".
وبين أن أسرته من 4 أفراد "هو وزوجته وطفليهما" وتعتبر مهنة تصليح الألومنيوم هي مصدر رزقهم الوحيد بقوله، "أكلنا وشربنا من شغلنا في إصلاح الألمونيا المكسورة فى المحافظات، مالناش مكان معين نقيم فيه وكل يوم في مكان، أفضل من مد إيدينا للناس".
منذ 5 سنوات كان يتنقل بين المحافظات عن طريق وسائل المواصلات، وكانت تسبب له إرهاقا وتعبا كبيرا بجانب إهدار الوقت، ما جلعه يلجأ لشراء سيارة بالتقسيط تساعده في التنقل بين المحافظات قائلا، "بسبب ضياع الوقت اشتريت بالقسط وما بروحش مكان ولا محافظة إلا ومعايا ولادتي وزوجتي لا يفرقوني، وأصبحنا معروفين عند أهالي المدن والقرى بالرحالة".
وأوضح أنه العائل الوحيد لأسرته أثناء وجوده في إحدى المحافظات وتصليحه الأواني سقط على ذراعه "السندان" ما أدى إلى كسره وأجرى له الأطباء عملية جراحية وزرعوا 5 مسامير وشريحة، قائلا، "زمان كنت بشتغل بالـ8 ساعات بشكل متواصل، لكن من يوم ما اتكسر ذراعي وأصبح عائقا لي، ما بشتغلش أكثر من ساعة بشكل متواصل، فهي مهنة تعتمد على الجهد والصحة".