ميز الله، عز وجل، الإنسان بنعمة «العقل»، ولذلك يقول العلماء إن الإنسان «حيوان ناطق» أو «حيوان عاقل».. ولهذا أيضاً اعتبرت الشريعة الإسلامية الخمر «أم الكبائر»، لأنها تذهب العقل وهنا قد يرتكب الإنسان كل الكبائر!
وعادة ما نقول: «المجانين فى نعيم»، لأنهم فقدوا «الأهلية» ورفع عنهم «التكليف» من فروض دينية ودنيوية.. لكن مجانين الشوارع قد يحولون حياتنا إلى جحيم!!.
وهذا ما يفعله «شباب الإخوان»، بعدما سلموا عقولهم فى «مكتب الإرشاد»، وتسلموا راية العنف والإرهاب المسماة بـ«الشرعية».. ولهم فى القيادى الإخوانى «صفوت حجازى» أسوة سيئة.
لقد وقف «حجازى» داخل قفص الاتهام يقول: (أنا الوتد.. أنا الجبل.. أنا البطل.. أنا الشمس.. أنا نور الإله).. وهو مشهد عبقرى لا ينافسه إلا مشهد الجنون فى فيلم «شىء من الخوف»، فما كان ينقص «حجازى» إلا أن يقول: (أنا «عتريس».. أنا بلوة سودة.. أنا سفاح)!!.
الإخوان يؤكدون -كل يوم- أنهم مصابون بضلالات فكرية وهلاوس سمعية وبصرية، تؤكد لهم أن «مرسى» سيعود.. فيترنحون بين أعراض الكفر والجنون.
حين يقف الإخوان داخل مسجد «العزيز بالله» رافعين «الأحذية» فى وجه خطيب المسجد، الدكتور «نور على محمود»، ويسبونه ويلعنونه.. فقد خرجوا من دائرة الإيمان ودنسوا المساجد.. وتطاولوا على وزارة الأوقاف والأزهر الشريف.. لكن ليس على «المجنون» حرج!.
ولأن شر البلية ما يضحك، فقد اتصل برنامج «مصر كل يوم» بـ«أم أحمد»، زوجة الرئيس المعزول للتأكد من ادعاءات نجلها «أسامة» بأن إدارة سجن «برج العرب» منعت دخول وفد قانونى لزيارة «مرسى» لدواعٍ أمنية، من بينهم نجله «أسامة».
المذيعة «إيمان الحصرى»، سألت: (معانا السيدة «نجلاء» زوجة الرئيس المعزول «محمد مرسى»، فجنت «نجلاء» واستشاطت غضباً وردّت: «لما تبقى تقولى الرئيس الشرعى أتكلّم معاكِ»)، وأغلقت الهاتف فى وجه المذيعة.. ألم أقل لكم «المجانين فى نعيم».. يعيشون خارج السياق الزمنى والسياسى، يختبئون داخل دراما خاصة من وحى خيالهم.. أين أطباء الصحة النفسية من هؤلاء؟!.
شرعية إيه يا «أم أحمد»؟.. (الكلمة دى لا مؤاخذة تبليها وتشربى ميتها).. نحن الشرعية يا عائلة «الخائن» وأنصاره وعملاءه.. نحن الشعب العاقل الواعى!.
قد أفهم الهوس العقلى الذى تملك كل هؤلاء، لكن ما لا أفهمه كيف يسمح الدكتور «جابر جاد نصار»، رئيس جامعة القاهرة، وهو الرجل العاقل الرصين.. كيف يسمح لنفسه بأن يكون «قاضياً» يصدر حكماً بأن الشرطة قتلت الشهيد «محمد رضا»، لتشتعل الجامعات غضباً ويتزايد العنف استناداً إلى حكمه الباطل؟!.
رغم أن الطب الشرعى قرر أن المقذوف الذى أدى إلى وفاة «رضا» ليس من النوع الذى تستخدمه وزارة الداخلية، وأكدت النيابة العامة الكلام ذاته!.
كيف يسمح دكتور «نصار» بتحويل الجامعة إلى مقر لاعتصام «شبيحة الإخوان»، وبؤرة لنشر الإرهاب المسلح فى الجامعات؟
كيف يحول الجامعة إلى «نيابة مستقلة» تحقق فى مقتل طالب الهندسة وكأنه يؤسس دولة موازية للدولة المصرية!.
دولة الدكتور «نصار» لها أسوار عالية، حتى ولو كانت وهمية، تمنع الشرطة من فض اعتصام بلطجية الإخوان، لأن رئيس الجامعة قرر أن لديه آليات لفض الاعتصام.
إنها دولة مستقلة أقرب ما تكون لمستشفى «العباسية»، يسمح فيها بالاعتصام، وسحب سلطات القضاء.. أملاً فى نيل رضا الإخوان.
لكن الإخوان لا صديق لهم، لقد اعتدى طلبة الإخوان على الدكتور «نصار»، وطردوه من مسيرتهم.. لقد استخدموه وبعدما انتهى دوره، جاء دورهم فى إسقاط هيبة الجامعة بأكملها ممثلة فى شخصه.
لكن الثمن الذى دفعه «نصار» نسدده معه جميعاً، لأننا نعرف جيداً قيمة احترام العلم وهيئة التدريس حتى لا يتحول الشعب إلى كتائب جاهلة مغيبة تبحث عن عقلها بطعن الآخر بـ(مطواة).
يا دكتور «نصار»: (أدى آخرة اللعب مع المجانين)!!.
فادعوا معى: (اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا).