«الصناعة هى الحل» لكل المشاكل، حيث تحقق الرفاهية للشعوب والتقدم للأمم، هكذا تقول تجارب الدول التى نهضت فى أوروبا وأمريكا وشرق آسيا، الصناعة تنهى مشاكل البطالة وزيادة الأسعار واستنزاف الاحتياطى النقدى وتقضى على الإرهاب، لذلك فى السطور التالية سوف أتحدث عن نموذجين من رجال الصناعة الحقيقيين وأقدمهما كقدوة طيبة ونموذج محترم يحتذى، وهما الحاج محمود العربى والدكتور هانى قسيس: الحاج محمود العربى الذى بدأ تجارته فى الستينات بـ25 قرشاً وأصبح اليوم أحد أهم رجال الصناعة فى عام 1993 وضع حجر الأساس لمصنع التليفزيونات الذى تحول إلى مجمع لتصنيع الأجهزة الكهربائية (الشفاط، المراوح، المكواة، المحركات)، حتى أنشأ قلعة صناعية ضخمة تضم 10 مصانع على مساحة 36 ألف متر مربع، وفى عام 1998 أنشأ «العربى» مصنع الغسالات، ثم بدأت المرحلة الصناعية الثانية فى مسيرته بإنشاء مجمع قويسنا الصناعى مساحته 250 ألف متر مربع، ويضم أيضاً أكثر من 10 مصانع، ومع زيادة خطوط الإنتاج الصناعى تتزايد خطوط «العربى» الخيرية من إنشاء مستشفيات ومؤسسات خيرية والتبرع بأجهزة ورعاية اليتامى والأرامل والمساكين، وأهم أعماله الخيرية هى إنشاء المصانع وفتح فرص عمل وأبواب رزق لأكثر من 20 ألف أسرة.. كان الأسهل للحاج محمود العربى أن يعمل مثل غيره فى السمسرة والاستيراد والاكتفاء بالتوكيلات الأجنبية، ولأنه رجل وطنى فقد اختار الطريق الصعب وهو التصنيع والإنتاج.
النموذج الثانى «د. هانى قسيس» وهو رجل صناعة من الطراز الأول ويطلق على نفسه «طلعت حرب»، حيث يعشق الصناعة ويرى أنها التنمية الحقيقية التى سوف يحاسبه عليها المولى تبارك وتعالى يوم القيامة، يمتلك وأسرته مصانع للأدوات المدرسية والمنزلية إنتاجها يغزو أسواق أوروبا وأمريكا ما يؤكد جودتها العالية، وأننا نمتلك صناعة قادرة على المنافسة الدولية.. الغنى عند «قسيس» هو جلب الأموال لمصر من الخارج، وهذا المفهوم أساس تقدم الدول، لأنه يحقق التنمية الحقيقية، أما الطريق السهل للثروة فهو الاستيراد والحصول على توكيلات أجنبية، وهذا ما يرفضه لأنه يشغل المصانع والعمالة الأجنبية على حساب المصرية وخروج للأموال.. «قسيس» لديه 4000 عامل يعتبرهم شركاءه وأساس نجاحه، ورغم أن حجم أعماله بالمليارات فإنه لا يحتفظ بجنيه فى البنوك داخل مصر أو خارجها، حيث يقوم بتطوير مصانعه باستمرار وإنشاء خطوط إنتاج جديدة، لأنه أخذ على نفسه عهداً أمام الله بتوفير 2500 فرصة عمل سنوياً، ويرى أن العامل المصرى ليس فوضوياً كما يشاع عنه بل متميز، هو فقط يحتاج إلى الإدارة الجيدة.. قسيس ينشئ حالياً مصنعاً للأحذية الرياضية والشنط لتوظيف 50 ألف عامل وسد العجز فى سلعة نستوردها بأكثر من 80%.. مؤكد هناك كثيرون أمثال الحاج محمود العربى والدكتور هانى قسيس، واجبنا تسليط الضوء عليهم لأنهم يقدمون خدمات جليلة للمجتمع من خلال إنشاء المصانع وتشغيل الشباب وزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار وتوفير العملة، ومصر فى حاجة إلى استنساخ 1000 صانع مثل العربى وقسيس، وواجب الدولة مساندتهم وتكليفهم بإقامة مصانع جديدة تنهى كل مشاكلنا، وإلى اللقاء مع نماذج أخرى تحمل الوطن والمواطن على أكتافها.