طمّنى عليك: قبل «السوشيال ميديا».. كانت «ابعت لى جواب».. بقت «كلمنى واتس»
كروت تذكارية يحتفظ بها «سعد»
لها سحر خاص على القارئ، يزيد مفعوله وتأثيره كلما مرت السنوات، جوابات ومراسلات وبرقيات، كانت وسيلة التواصل والتعبير عن الحب والاطمئنان بين الناس، جسدت المشاعر فى هيئة كلمات بخط صاحبها.
كل كلمة كتبت فى الجوابات لها ذكرى، الخط جزء من روح صاحبه، كل شخبطة، نقطة، سؤال وفاصلة تحمل مشاعر ودموعاً وفرحة وألماً وشوقاً، الحبر على الورق له رائحة والمكان المرسل منه الخطاب بداخله حياة يشعر بها القارئ بين السطور، ملايين الرسائل لم يستطع الزمن أن يمحيها ولم تمسحها الذاكرة، ظلت محفورة ومحفوظة، ودليلاً على قوة العلاقات والحب بين الناس قبل عصر «السوشيال ميديا».
المئات من الجوابات ما زال يحتفظ بها مجدى السعدى فى درج مكتبه، مرت عشرات السنوات، وهو ما زال يتذكر كل كلمة داخل الخطابات: «عندى مكاتبات كانت بينى وبين شقيقى سعد السعدى، وخطابات بين والدى الشيخ على السعدى وأبنائه فى الغربة، لما بقراها حالياً كأنى بعود لزمن بعتبره أجمل من زماننا الحالى، كانت الكلمات عفوية، بريئة، مليئة بمشاعر الحب».
لا يقبل «السعدى» فكرة المقارنة بين عصر الجوابات ورسائل الواتس آب والماسنجر: «صراحة صعب المقارنة جداً لأن الخطابات لها طعم وبها رائحة وبتبقى فى إيدينا شىء مادى كأنها قطعة من ريحة الأحباب».
يرى أن وسائل التواصل الاجتماعى أسرع وأيسر وتقضى مصالح وتطمينات سريعة وفى أى لحظة بين الأقارب والأحباب: «لكنها ولكثرتها ولكونها متاحة أمامنا ليل ونهار أصابت روح اللهفة وباتت بلا مشاعر وتشوبها الرتابة». عندما يقرأ «السعدى» الجوابات التى يحتفظ بها، يزيد تأكده من أن الرسائل الحالية مجرد أداة لعمل الواجب خاصة فى المناسبات كالوفاة والتهنئة فى الأفراح. خلف جراج الأوبرا بالعتبة، هناك بعض المحال كانت شاهدة على عصر الجوابات، كانت متخصصة فى بيع الكروت التذكارية، الجوابات، الأظرف والأوتوجرافات، اختلف الزمن وتوقف بيع وسائل المراسلات القديمة، ليكتفوا ببيع نتائج الحائط، الأقلام، الأختام وغيرها. سيد سعد، كان أحد باعة الأظرف والجوابات، توقف عن بيعها منذ 15 عاماً بعد ظهور رسائل «الماسنجر» و«الياهو»: «خلاص بقى، وكل شوية الموضوع بيتطور، دلوقتى أنا بقعد على الفيس بوك أبعت رسالة فى ثانية، مين يبعت جوابات دلوقتى؟». يحتفظ «سعد» ببعض الأوتوجرافات، والكروت التذكارية: «شايل شوية، لأن فيه ناس قليلة جداً جداً كل فين وفين لما ييجوا يشتروا كنوع من الحنين للماضى، يلا كل وقت وله أذان». مرة واحدة لم تكن كافية لقراءة الجواب، له حلاوة ومتعة خاصة فكانت تعيد أمينة حسن قراءته أكثر من مرة أثناء غربتها فى الكويت بسبب عملها: «لما كان ييجى البوسطجى كنا كلنا نجرى عليه، ويا فرحة اللى له الجواب من أهله، ويا حزن اللى مالهاش، واللى يجيلها جواب ماكانتش تقراه قدام الباقيين مراعاة للمشاعر، أصل كان له فرحة ماتتوصفش فعلاً».
جوابات تحتفظ بها «أمينة»