تخيل «طفلة» فى التاسعة من عمرها مثلاً، تجد نفسها أمام وحش بشرى، تفاصيل جسده تنذر باقتحامها، واغتصاب موطن عفتها، ونهش لحمها النيئ، وقطف ثدييها قبل الأوان مثل زهرة لم تتفتح بعد، وبث الغل المستعر تحت جلده فى مسام بشرتها الحريرية، ليطفئ شهوته المحرمة باغتيال طفولتها.. لينطفئ معها ذلك البريق الذى يشع ذكاءً وبراءة من عيون الطفلة، وهى تسأل: هل وصلت «داعش» إلى مصر؟.. متى فتحت أسواق النخاسة فى بلادى؟؟.. كيف أصبح «جارية» بعقد زواج يجردنى من إنسانيتى، ويستند إلى تفسير خاطئ لآيات القرآن الكريم، يروج له كائنات بشرية مثل «المتحولين» يصبحون ذئاباً مع أضواء الفضائيات.. ومع تيتر الختام يقبضون ثمن بكارتى ودمى المراق بفتاواهم الشاذة؟!.
طفلة فى التاسعة قد تسمع الشيخ «سعيد نعمان»، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، يقول: (إنه يجوز زواج البنات فى أى سن، حتى إذا كانت فى بطن أمها.. إذا ثبت بالسونار أن الجنين أنثى، وزوّجها والدها برجل، وهى لا تزال فى بطن أمها أصبحت زوجته، وله حق الدخول بها بعد كبرها).. فتسأل جدها «العقر»: هل كان هناك «سونار» وقت نزول الوحى على سيدنا محمد «عليه الصلاة والسلام»؟.
يرد الجد فى ثبات الواثق من كذبهم، المصر على كشفهم: لم يكن هناك سونار، لكن جرت العادة -آنذاك- على وأد البنت خشية أن تجلب لأهلها العار، وكذلك التسرى بالجوارى والعبيد، وكان العبد يتعرّض للإخصاء، حتى لا يتحرّش بالحرائر.. كان العرب يسكنون الخيام، ويعبدون الأصنام ويقضون حاجاتهم فى العراء.. فجاء الإسلام ليحرم وأد البنات مخافة عدم الرزق، وحث على عتق رقاب العبيد والإماء.. ولم يجد سبيلاً لعلاج مرض البيدوفليا (pedophilia).. أى التمتع الجنسى بالأطفال، فتركهم، ربما يعالجهم تطور الحضارة الإنسانية.. حتى جاءت الاتفاقية الخاصة بالرق التى وُقّعت فى جنيف فى سبتمبر ١٩٢٦، ووضعت خاتمة للاتجار بالأرقاء الأفريقيين، وفى تعديلاتها وُضعت الضمانات الكاملة للقضاء الكامل على الرق بجميع صوره، وعلى الاتجار بالرقيق.. فكيف يخرج علينا عالِم يشرعن «زواج الطفلة فى بطن أمها».. أليس هذا هو الجنون بعينه؟. إن كان العديد من علماء الأزهر وغيرهم يحللون الاتجار بالرقيق (أبوإسحاق الحوينى، سعاد صالح، عبدالمنعم فؤاد.. وغيرهم).. فلسنا جوارى.. وإن كان هؤلاء بداخلهم يقين بضرورة رجم الزانى أو قطع يد السارق، فلا أحد منهم يقبل بجلد ابنه.. يفترض أنهم خاضعون للقانون الوضعى ولدستور الدولة المدنية.. لكنهم مارقون يعملون على إفشال الدولة من داخلها بآرائهم الشاذة المتطرفة.. ويسلمون أجساد الأطفال الطاهرة قرباناً لدولتهم المزعومة: (وأعمدتها شرعنة العهر ووطء البهائم).. ليصنعوا لنا ديناً غريباً، لكنه على مقاس مصالحهم وأهوائهم وطغيان نفوذهم وسلطانهم على البسطاء والجهلة.
إنهم يستندون إلى الآية 4 من سورة الطلاق: (وَاللَّائِى يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ واللائى لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً).. لكن هذا هو تفسيرهم المريض للآية، تفسير ينتهك «حقوق الطفل»، فمن لم تبلغ المحيض «طفلة» وليست امرأة، تفسير يفرض وصاية الفقهاء على المسلمين.. الذين أمرهم الله أن يتفكروا ويتفقهوا ويعقلوا، فلا يخضعون لـ«ولاية الفقيه».. ولا لـ«ملالى السنة» من فقهاء «السادية الجنسية» ممن يحللون مفاخذة الطفلة، والسعار الجنسى، وزواج القاصرات، ويتاجرون بالأعراض، فيحللون «ترقيع غشاء البكارة».. مثل أى «قواد»، يمسك بمسبحة على باب «بيت دعارة»، بينما يرفعون شعار «الفضيلة»!!.