عم يوسف والشيخ وليد و20 سنة «هلال مع صليب»: الاختلاف الدينى لا يفسد للود قضية
جسدا لجميع الأقارب والجيران معا أقصى معانى الوحدة الوطنية عندما قررا أن يعملا معا منذ 20 عاما فى مجال التصوير دون النظر للاختلافات بينهما -التى حاول الجميع لفت أنظارهما إليها- وهى الدين، فعم يوسف مسيحى, والشيخ وليد مسلم، صاحبا صالة تصوير، أحبا معا شعار: اضحك الصورة تطلع حلوة. الكاميرا بالنسبة لعم يوسف -الرجل الأربعينى- تعتبر الحياة نفسها، يدخل صالة التصوير، يقوم بمهمته التى برع فيها، وهى رسم البسمة على وجه الزبائن مرتين، الأولى لحظة التقاط الصورة، والأخرى عند استلام العميل صورته، ثم تبدأ مهمة الشيخ وليد الذى يقوم بوضع الصور على الكمبيوتر، ليبدأ بعمل بعض الرتوش عليها لتصبح جاهزة للطباعة. يظهر مدى التلاحم بينهما فى متعلقاتهما التى تناثرت على مكتبهما الصغير بالعمل دون تمييز.. مصحف، كمبيوتر، أكواب شاى فارغة، ولاعة، ميدالية على شكل صليب، كاميرا وعلبة سجائر، قد يستمع الزائر لصوت سماعات الكمبيوتر وهى تصدح بصوت «أم كلثوم، وأحيانا معز مسعود، أو عمرو دياب أو حتى الشيخ الشعراوى»، على حسب المزاج.
«نحن لا نستطيع العمل إلا مع بعض، هناك كيميا بيننا فى العمل» يقولها عم يوسف بضحكة.. يكمل حديثه الشيخ وليد: «عمرنا ما اختلفنا فى أى حاجة سواء جوه الشغل أو براه، ده كمان لو حصلت مشكلة عندى هو أول واحد بيسعى إنه يحلها لى». وعلى الرغم من اختلاف الإجازات لأن إجازة عم يوسف الأحد، وإجازة الشيخ وليد الجمعة، فإنهما يساندان بعضهما البعض حتى فى أيام الإجازات، فهما بحسب قولهما ليسا شريكى عمل واحد، لكنهما شريكا ميدان واحد، ثارا ضد الفساد فى 25 يناير و30 يونيو.
العادة بين عم يوسف والشيخ وليد كل عام أن يشترى الصديقان حلاوة المولد مع بعضهما، واكسسوارات شجرة عيد الميلاد معا، لكن هذا العام اختلف بعض الشىء، فالعيد كان عيدين بسبب اقتراب موعد مولد النبى مع مولد المسيح، يصف عم يوسف إحساسه هذا العام: «مبسوط أوى ما أنا بفطر على طول مع الشيخ وليد فى رمضان بسبب ظروف العمل».
«عارف فلان.. آه.. عاشرته؟ لأ.. يبقى أنت متعرفوش، وأنا عاشرت عم يوسف، وماقدرش أشتغل إلا معاه» يقولها الشيخ وليد بحب، فالاختلاف فى الدين لا يفسد للود قضية، كما أن الحديث بينهما يمتد بالساعات فى كل شىء فى الدين والسياسة.