- هذه رسالتى الثانية إليكم بعد أن قمتم بتطويرات سريعة وجيدة فى هيئة السكك الحديدية رفعت دخل الهيئة كثيراً بمجرد إجراءات يسيرة مثل زيادة غرامات التزويغ، الذى أصبح شائعاً فى السنوات الأخيرة، فقد تضاعف إيراد محطة مصر بالإسكندرية ومحطة أسيوط عدة مرات للدرجتين الثانية والثالثة.
- ولكن ذلك يحتاج إلى مضاعفة أعداد نوافذ صرف التذاكر، فمنظر الزحام عليها الآن لا يليق بالشعب المصرى ويمثل إهانة له.
- سعادة الفريق:
- أكثر ما يعانيه ركاب القطارات هو تأخرها عن موعدها بالساعات، خاصة قطارات الصعيد، وقد يظل القاضى أو الطبيب وأستاذ الجامعة ساعات على المحطة، ولو أنه تم تركيب جهاز GPS فى كل قطار، بحيث يعرف كل راكب أين قطاره الذى سيركبه فيخرج من بيته قبله بربع ساعة ولا ينتظر ساعات فى المحطة فى حر الصيف أو برد الشتاء فضلاً عن تعطله ومودعيه عن أعمالهم.
- جهاز GPS لكل قطار سيحل مشاكل كثيرة وسيدر على الهيئة دخلاً إضافياً، وهذه الفكرة مطبقة فى الخارج رغم أن قطاراتهم والمترو تضبط عليها الساعات، ويحصل الركاب على تعويضات إذا تأخرت.
- أما الأمر الثالث الذى أود عرضه عليكم فهو إلغاء تذاكر الطوارئ للدرجتين الأولى والثانية المكيفة، وتبلغ قرابة ثلاثين تذكرة لكل قطار تضيع هباءً من كل قطار أو تباع لحساب الموظف، كل تذكرة بعشرين جنيهاً، فيحصل الموظف لنفسه 600 جنيه فى كل قطار مكيف، فكرة هذه التذاكر قديمة وأصبحت غير صالحة لزماننا وغير عملية، إذ إن كل الشخصيات المهمة لا تركب القطارات فى مأمورياتها.
- سيادة الفريق:
- لو تأملت بنفسك الكم الهائل للقضبان «الخردة» الملقاة عند بعض المحطات لعجبت كثيراً، فهى ثروة هائلة تقدر بملايين، فإما أن يعاد استخدامها فى الهيئة أو تباع لمصانع الحديد والصلب أو الهيئة العربية للتصنيع لتدر دخلاً كبيراً للهيئة هى فى حاجة إليه.
- أما بالنسبة للزبالة المنتشرة على ضفاف السكك الحديدية وتمثل أسوأ منظر يراه المواطن والسائح، فيمكن حل مشكلتها بإعطاء المساحات إلى شركات لتشجيرها بالشجر المثمر المعمر مثل الزيتون والمانجو وغيرهما نظير اقتسام عائد هذه الثمار بين الشركة والهيئة.
- سيادة الوزير:
- لو ذهبت إلى محطة أسيوط للسكة الحديد مثلاً لوجدت أنها تطل على أهم منطقة تجارية فى المدينة كلها، يباع فيها المتر بـ150 ألف جنيه من الناحيتين الغربية والشرقية، ولو أن هذا السور كله تحول إلى محلات تجارية راقية لجلب المليارات للهيئة وحسنت الشكل العام حولها، وهناك مناطق أخرى عند بعض المحطات لها ظهير متسع جداً قد يصل عرضه إلى 30 م مثل محطة منفلوط، ويمكن أن يتحول إلى مول تجارى ضخم وحديث يدر الملايين.
- لن ينصلح حال السكك الحديدية إلا بمنع كامل للباعة الجائلين والمتسولين من الدخول للمحطات والقطارات بلا استثناء وليس المكيفة فحسب.
- رغم قرار معاقبة الذين يسطحون فوق القطارات فإن ذلك مستمر وينبغى أن تتعامل شرطة السكة الحديد معهم بمحضر تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، وليس بمجرد دفع عدة جنيهات.
- ولن ينصلح حالها إلا بعد أن يدفع كل راكب ثمن تذكرته ومنهم الآلاف من فئات معروفة يملأون القطارات المكيفة وغيرها دون أن يدفعوا مليماً ولا يجرؤ الكمسارى على مجرد الطلب منهم، رغم أن مرتباتهم مرتفعة، ويمكن التنسيق مع وزارة الداخلية لإلزام هذه الفئات بدفع قيمة التذاكر أو حتى ثلاثة أرباعها.
- هيئة السكك الحديدية فى مصر غنية جداً بالفكر المتجدد والعمل الدؤوب والشفافية وهى فقيرة جداً بالروتين والبيروقراطية والمجاملات الفارغة والتسيب والفوضى، وفقكم الله للخير وتطوير هذه المؤسسة الشائكة، التى عفا عليها الزمن.