لم أندهش، مثل البعض، عندما رأيت النتائج القياسية التى حققها بنك القاهرة خلال عام 2018، ولم أتعجب من حجم النجاح الذى تحقق فى عام واحد فقط!
فالطريق إلى النجاح نهايته دائماً واحدة، وهى الإنجاز والتألق.
ويمكنك أن تتوقع هذه النهاية من ملاحظة الخطوة الأولى فقط، لتتأكد أن هذا الفريق يعمل بمبادئ واضحة، لتحقيق أهداف محددة، بطرق مدروسة ومُجربة، وآليات متطورة.
فهذا الفريق، الذى يقوده واحد من أبرع المصرفيين فى مصر والمنطقة بأكملها، لم يكن النجاح بالنسبة له محض صدفة أو على سبيل الحظ، وإنما هو بمثابة نتيجة متوقعة للاجتهاد والإجادة، والتحدى.
عن طارق فايد أتحدث، عن ابن البنك المركزى المصرى «صانع الكفاءات والكوادر»، عن أحد أبرز أعمدة «المركزى» أثناء تطبيق برنامج الإصلاح النقدى مع نهاية 2016 تحت قيادة طارق عامر، محافظ البنك المركزى الحالى.
فوجود «فايد» على مقعد القيادة ببنك القاهرة مع مطلع العام الماضى، لم يكن نتيجة تغيير إدارى ليحضر شخص ويحل محل آخر، وإنما كان نتيجة وضع خطة لتطوير البنك وإعادة هيكلته؛ ليصبح منافساً شرساً فى القطاع المصرفى المصرى، وقد كان فى عام واحد فقط!
أرباح البنك تضاعفت 200%، المركز المالى حقق قفزة تاريخية ليسجل 165.7 مليار جنيه، معدل كفاية رأس المال تطور ليصل إلى 14.5% مدعماً معايير السلامة المالية للبنك بشكل كبير.
القروض تطورت، محفظة الودائع ازدهرت، تمويلات الشركات تواصل نموها، هنا الأرقام تتحدث، لا تخدع ولا تجامل، وعباراتى غير مبالغ فيها، فالتجربة حقاً مذهلة!
استراتيجية البنك، منذ اليوم الأول لجلوس «فايد» على مقعد القيادة، اختلفت تماماً، وبالتبعية اختلفت النتائج.
عملت إدارة البنك على تطوير الشكل، فصنعت علامة جديدة، وحدَّثت من الشكل الخارجى والداخلى للفروع، وعمدت إلى تطوير المضمون، فأطلقت منتجات جديدة، تتسم بأعلى مستويات التنافسية، وكان العنصر البشرى رهان إدارة البنك فى هذه التجربة، وبالفعل استطاعت الإدارة أن تُخرج أحسن ما فى موظفيه، ليشكلوا معاً تجربة فريدة من نوعها فى القطاع.
ركزت الإدارة على الانتشار الجغرافى؛ فوضعت خطة للتوسع الداخلى تقوم على افتتاح 30 فرعاً سنوياً، وخطة للتوسع الخارجى تتركز على افتتاح مكاتب فى الخارج، خاصة فى السوق الأفريقية الغنية بالفرص.
طورت من البنية التحتية والتكنولوجية للبنك، بما أهَّله لمنافسة أكبر الكيانات فى السوق وأكثرها تطوراً.
النتيجة كانت زيادة مطردة فى عدد عملاء البنك، وتطوراً مستمراً فى استهلاكهم للخدمات والمنتجات المصرفية، بما ترتب عليه طفرة فى الأداء المالى، وتعظيم «سمعة البنك»، التى تعد واحدة من أهم أصول أى مؤسسة استثمارية حول العالم.
توقعت، على مدار الشهور الماضية، أن تنجح «تجربة فايد» فى بنك القاهرة، وراهنت على هذه التجربة، وربحت الرهان الآن، لأن رهانى كان على «فكر متطور» زرعه البنك المركزى فى عقول أبنائه، و«اجتهاد دائم» اتسم به «فايد» على مدار تاريخه، وأسلوب عمل متطور كان السمة المشتركة للقيادات التى ساندت «فايد» فى مهمته، وأخص بالذكر حازم حجازى وعمرو الشافعى، نائبى رئيس البنك.
أعجبنى كثيراً تعامل البنك فى بدء تجهيز فروعه لاستقبال ذوى القدرات الخاصة، بما يمهد لدمج فئة كبيرة تصل إلى 15% من المجتمع المصرى داخل القطاع المصرفى ليتمتعوا بخدماته المختلفة، وقد قام البنك بالفعل بتجهيز 30 فرعاً من فروعه البالغ عددها 221 فرعاً خلال الفترة الماضية.
ولفت نظرى الأسلوب الذى تعامل به البنك فى العودة من جديد للصورة، فيما يتعلق بتمويلات الشركات والقروض المشتركة، كلاعب رئيسى فى السوق، وكمنافس قوى على كل صفقات المستقبل، حيث تطور عدد عملاء البنك من الشركات الكبرى من 158 عميلاً فى نهاية 2017 إلى 227 عميلاً خلال الفترة الحالية.
أبهرت الجميع الصورة التى رسمها البنك لعلامته التجارية الجديدة، وتأكيده أنها ستمثل نقلة كبيرة فى تاريخ البنك الحكومى، الذى يتم تجهيزه حالياً للطرح فى البورصة المصرية.
فهذا البنك العملاق تبلغ قيمته السوقية مليارات الجنيهات، وكان لزاماً أن يمر خلال هذه المرحلة بتنفيذ خطة شاملة لإعادة الهيكلة والتطوير، وما يثبت هذه القيمة الضخمة تصريح طارق فايد بأن طرح حصة من 20: 30% من البنك فى البورصة سيولّد إيرادات للدولة ما بين 300: 400 مليون دولار، وسيدفع لتعزيز التعامل فى البورصة المصرية من خلال طرح منتج جديد بحجم بنك القاهرة.