مستشفى بنى سويف العام: الداخل «مولود».. والخارج «تيفود»
قطعة لحم كبيرة معلقة فى «شنكل حديدى» بلا أى أختام.. وأخرى مقطعة وموضوعة فى أقفاص خشبية.. ألبان منتهية الصلاحية وأوانٍ شديدة الاتساخ.. هذه التفاصيل لا تخص مطبخا فى مكان عشوائى لا يخضع لأى رقابة، وإنما تخص مطبخ مستشفى بنى سويف العام الذى صار وضعه علامة استفهام كبيرة لا تجد إجابة.
ما سبب إصابة 8 من المرضى المترددين على مستشفى بنى سويف العام بالتيفود ووفاة واحدة منهم متأثرة بالمرض فى 15 يوليو الماضى؟ سؤال ظلت إجابته غير معروفة لفترة طويلة، وأخيرا وجد الأطباء الحل، وثبت أن سبب الإصابة هو مطبخ المستشفى الذى نقل عدوى تلوث غذائى إلى المرضى المقيمين فى المستشفى للعلاج أو لإجراء جراحات.[Image_2]
المطبخ عبارة عن غرفة مشتركة بين مستشفى الصحة النفسية والمستشفى العام ببنى سويف، مساحتها لا تزيد على 4 أمتار فى 5، وتحوى بين جدرانها الأربعة جميع مظاهر التلوث؛ فأرضيتها مليئة بقمامة تختلط مع اللحم والخضار، وجدرانها شديدة الاتساخ من أثر المواقد التى تستخدم فى الطهى، حتى الثلاجة لم تخلُ من علب ألبان «مبستر» لكنه منتهى الصلاحية ولا يصلح للاستخدام الآدمى.
عملية تنظيف وطهى و«سرفسة» اللحوم والخضار والفاكهة المتبعة فى أى مستشفى لا يعرفها العاملون فى مستشفى بنى سويف؛ فلا نظافة ولا فرز ولا مراقبة دورية على المطبخ من إدارة المستشفى التى يبدو أنها لا تهتم بهذه التفاصيل.
متى شعر المستشفى بوجود خطر؟ أجاب أحد أطباء المستشفى -طلب عدم ذكر اسمه- بقوله: إن ظهور حالات تيفود بين المرضى ونقل أحدهم إلى مستشفى الحميات فى حالة خطيرة هما سبب اكتشاف تلوث أدوات المطبخ، ورغم اعتراضهم من خلال مظاهرات ووقفات احتجاجية فإن الوضع لم يتغير.
الدكتور حمدى مصطفى، مدير المستشفى، نفى وجود أى تلوث أو إهمال فى مطبخ المستشفى، مؤكدا أن عملية التنظيف تتم بشكل دورى من خلال فريق من النظافة، والمطبخ تحديدا تتم مراقبته من خلال فريق تغذية، ونفى أيضا ظهور أى حالات للتيفود بين المرضى.