ربما كان انحيازى لتلك الفكرة التى ظهرت للنور منذ سنوات قليلة عاطفياً أكثر منه انحيازاً منطقياً مسبباً.. فقد كان لى الشرف فى المشاركة فى كل نسخ هذا الحدث الحقيقى فى ظاهره وجوهره.. ورأيت فيه على أرض الواقع الكثير من شباب الوطن الذين يحملون له أحلاماً وطموحات مصقولة بالعلم والتدريب.. وشاهدت وتابعت وجوهاً نضرة يملأها الحماس وتحركها الإرادة الصلبة.. إلا أن الحديث المتكرر فى كل مرة يعقد هذا الحدث حول جدواه والغرض منه ربما يجعلنا نحتاج للإجابة عنه بشكل مختلف!
فبعد ثمانى نسخ لهذا المؤتمر الذى يضم أطياف المجتمع المصرى كله.. وبعد عشرات الجلسات التى تناولت العديد من الموضوعات المستحدثة فى عصرنا هذا.. كحروب الجيل الرابع.. وخطورة منصات التواصل الاجتماعى.. وسبل مكافحة الإرهاب فكرياً وعلى الأرض.. بالإضافة إلى العديد من نماذج محاكاة الحكومة.. وكشوف الحساب التى قدمها الوزراء للشعب كله وليس للشباب فقط.. بعد كل هذا أعتقد أنه يمكننا أن ننظر إلى هذه المؤتمرات نظرة أكثر شمولاً..
لقد تحولت مؤتمرات الشباب إلى منصات تفاعلية للشعب كله وليس للشباب فقط.. وقناة تواصل مستحدثة تم خلقها فى زمن يحتاج إلى وسائل غير تقليدية.. أصبحت حدثاً ينتظره الجميع حتى أعداء الوطن أنفسهم خوفاً منه وترقباً لتلك الحالة التى ينتجها بين الناس..!
نحتاج مؤتمرات الشباب لأنها أصبحت حدثاً ينتظره الشعب كله وليس الشباب فحسب ليلتقوا برئيسهم.. وليستمعوا إليه بأسلوبه الصادق المعتاد.. وليلقوا عليه أسئلتهم دون خوف أو خطوط حمراء.. كما أصبح مناسبة لتوضيح كل ما التبس عليه من قرارات ومعلومات يستخدمها البعض للتشكيك فى مصداقية النظام..!
لقد أصبح مناسبة حميمية ننتظرها لنسمع من الرئيس ما لا يمكن أن يقوله إلا فى ملتقى بهذا الشكل.. بل ولإصدار قرارات تنموية جيدة.. أعتقد أن إعدادها قد تم من قبل المؤتمر نفسه.. فى تقليد طيب ومحمود.. ربما لم نشهده من قبل على أرض هذا الوادى الطيب!
الطريف أن الذين ينتقدون هذا الحدث أو يشككون فى جدواه على الوطن هم أنفسهم من ينتظرونه بترقب مبالغ فيه فى كل مرة.. ويتخوفون من كل ما يصرح به الرئيس خلال فعالياته.. حتى إن ردود السيد الرئيس خلال فعاليات النسخة الثامنة التى أقيمت منذ أيام قليلة على بعض الادعاءات التى طالت شخصه والقوات المسلحة كانت من القوة بحيث فشلت منصات الشر فى الرد عليها وتفنيدها!!.. فلا أعتقد أن هناك دولة يحرص رئيسها على استقبال أسئلة متنوعة من المواطنين بشكل منتظم.. بل ويقوم بالرد عليها على الهواء مباشرة -وبهذا الارتجال الذى يشى بالصدق- كما يحدث فى جلسة «اسأل الرئيس» التى صارت تقليداً ينتظره الجميع مرتبطاً بتلك المؤتمرات..!
إن وجود مثل هذا الحدث بشكل دورى منتظم يرسخ مفاهيم الشفافية والمصداقية لدى الناس.. ويقوض محاولات النيل من الوطن بالشائعات التى تجد أرضاً خصبة حين ينفصل النظام عن الشارع.. ويعزز من قيم الانتماء والولاء لدى شباب الوطن.. الذى يجد لنفسه مكاناً يعبر فيه عما يدور بخلده من أفكار وأسئلة..!
شكراً لمن فكر فى هذا الحدث وأصر على استمراره.. وشكراً للجنته المنظمة التى تعمل كخلية نحل لا تهدأ.. والتى أثق أنها تحمل الخير لمصر.. فشباب هذا الوطن يحملون من الطاقات ما يؤهلهم للتحليق بعيداً.. ويحملون جميعاً فى قلوبهم ذلك الهتاف البسيط الذى يرعب بعضهم... تحيا مصر!