الواضح أن سر «الشريفة ماجدة» باتع.. أكيد فاكرينها. والأفضل أن يطلق عليها من هنا وطالع «الباتعة».. فقد أكدت التحقيقات التى أُجريت بمعرفة النيابة العامة أن عدداً من شهداء أحداث ماسبيرو يوم «تسعتاشر حداشر» لقوا حتفهم برصاصات أطلقها مجهولون على المتظاهرين من مراكب سابحة فوق صفحة النيل! ولو أن الناس استمعت جيداً إلى ما روته «الشريفة ماجدة» ذات يوم عن أحداث جمعة الغضب لكان بإمكاننا أن نمسك الطرف الثالث من رقبته ونقدمه للمحاكمة، لكن هنقول إيه؟ الكثيرون لا يفهمون إلا بعد فوات أوان «الورد» برصاصات «المراكب النيلية»!
روت «الشريفة» شهادتها عن أحداث جمعة الغضب على شاشة إحدى القنوات الفضائية وقالت إنها كانت هناك فى التحرير يوم 28 يناير ترى بعينيها الشهداء يتساقطون برصاصات تهبط عليهم من السماء. تعبت «الست» فما كان منها إلا أن «تمشَّت» إلى النيل لتجلس «شوية» على الكورنيش بهدف «التقاط الأنفاس». هنالك كانت المفاجأة.. لمحت الشريفة مركبا نيليا كبيرا يعتلى صهوته عدد من الضباط والجنود «لابسين أبيض فى أبيض». فأخذت تلوح لهم بمنديلها الأبيض، وكلما اقتربوا أكثر من البر هتفت ولوّحت الشريفة. وصلوا إليها أخيراً فاستقبلتهم بالبِشر والترحاب. وسألتهم: «انتو فين؟». فردوا: «نحن هنا». لاحظت «الشريفة» أنهم يتحدثون بالفصحى، وبخبراتها المتراكمة فى مجامع اللغة أدركت أن لكنتهم غير مصرية. فسألتهم «انتو مين؟». فأجابوها بمنتهى الكرم: نحن إيرانيون ولبنانيون وأمريكيون وفرنسيون وهنود حمر ومن بلاد «الواق الواق» وبلاد تركب الأفيال.. عندئذ تمت إزاحة الستار عن الحقيقة المُرة. هؤلاء الأغراب من العرب والعجم هم الذين قتلوا المتظاهرين فى جمعة الغضب وليس قوات الأمن المركزى «الغلابة»، وهم الذين قتلوا -من بعد- شهداء جميع الاحتجاجات التى شهدتها المحروسة. ولو أننا فهمنا واستوعبنا كلام «الباتعة» من الأول لاختلف الأمر ولما سقط المزيد من الشهداء.
ولكن لأن الكثيرين أصبحوا لا يسمعون الكلام بعد الثورة، وفى حاجة إلى «شدّة ودن» من الشيخة، فقد تركنا الغزاة يمتطون المراكب النيلية ويقتلون من جديد فى مذبحة ماسبيرو. الشىء الوحيد الذى لم تفسره التحقيقات ولا الست «الباتعة» مذبحة بورسعيد؛ فكورنيش بورسعيد على البحر مش على النيل. بس جايز المراكب النيلية جاءت من البحر هذه المرة! اكتشاف الطرف الثالث المسئول عن جرائم قتل الشهداء يحتاج إلى تعاون وتضافر جميع الأطراف المتصلة بالعوالم العلوية والسفلية؛ لذلك أدعو كل «شريف» و«شريفة» فى هذا البلد -وهم كثر- إلى التعاون مع جهات التحقيق للوصول إلى المسئولين عن سقوط عدد من الشهداء الجدد فى أحداث العباسية، كان آخرهم منذ بضعة أيام. فهو جزء من دورهم و«شرفهم الوطنى الديمقراطى»!